بدون تردد

محمد بركات يكتب: ادعاءات مضللة

محمد بركات
محمد بركات

لا تتوقف أثيوبيا عن التضليل والادعاءات الكاذبة وإثارة الأزمات بصفة دائمة، للتغطية على موقفها المتعنت مع مصر والسودان فى قضية السد الأثيوبي، ورفضها الدائم لكل المحاولات والحلول المطروحة للحل، والتوصل إلى اتفاق قانوني عادل وشامل وملزم، ينظم عمليات ملء وتشغيل السد، بما يحقق مصالح الدول الثلاث ولا يضر بأى طرف من الأطراف. ذلك السلوك الأثيوبى المعوج هو ما دأبت عليه «أديس أبابا» طوال المفاوضات الماراثونية التى جرت خلال السنوات العشر الماضية، بين أثيوبيا ومصر والسودان،...، وهو ما أدى لفشل المفاوضات والوصول بها إلى طريق مسدود نتيجة التعنت الأثيوبي المستمر والرافض لكل جهود ومساعى الحل والاتفاق.

وفى هذا الاطار يأتى البيان الأثيوبي الأخير، تعقيبا على قرار القمة العربية بدعم الموقف المصري والسوداني فى قضية «سد النهضة»، حيث جاء البيان مضللاً ومليئاً بالمغالطات، بالاضافة لكونه محاولة مكشوفة وبائسة للوقيعة بين الدول العربية والافريقية، من خلال تصويره الكاذب والمضلل للدعم العربي للموقف المصري والسوداني العادل والمسئول، على أنه خلاف عربى افريقى. والحقيقة أن الأكاذيب والمغالطات الأثيوبية، ومحاولاتها المستمرة للتضليل المتعمد ليست غريبة أو جديدة على الاطلاق، بل هى استمرار لممارساتها السلبية طوال سنوات التفاوض مع مصر والسودان، منذ اعلانها المفاجئ عن البدء فى اقامة السد فى عام ٢٠١١، دون اخطار مسبق ودون موافقة من دولتى المصب مصر والسودان، بالمخالفة للقوانين الدولية المنظمة للأنهار العابرة للدول، وأيضا بالمخالفة للاتفاقيات الخاصة بنهر النيل. والمتابع للمواقف الأثيوبية الآن وطوال السنوات الماضية، يجد انها تسعى بكل الطرق لافتعال الأزمات وتصعيد الخلافات، لإيجاد مبرر لتهربها الدائم من الوصول إلى اتفاق قانونى عادل وملزم لملء وتشغيل السد.

ومن هنا فإن بيان الخارجية المصرية الذى صدر للرد على المزاعم والادعاءات الأثيوبية الكاذبة، جاء فى توقيته وموضعه الصحيح لكشف التضليل والمغالطات الكثيرة التى احتواها البيان الأثيوبى، وما احتواه من كم كبير من الادعاءات المضللة.

وفى ذلك كان البيان المصرى واضحاً فى تأكيده على الموقف المصرى الثابت والقوى فى دعم ومساندة برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الافريقية الشقيقة، وسعيه الدائم لبناء السلام فى القارة انطلاقا من المسيرة المصرية المستمرة لدعم ومساندة الاشقاء الافارقة فى إطار النهج المصرى الداعم للنضال الافريقى للتحرر والبناء والتنمية.