محمد قناوي يكتب: عبلة كامل.. رصيد سينمائي يستحق ألف تكريم

محمد قناوي
محمد قناوي

مخطيء من يري أن أفلام عبلة كامل تافهة ولا تستحق عنها التكريم مخطيء أيضا ولا يجيد القدرة علي التقييم الفني الحقيقي من يري أن أفلام مثل "وداعا يا بونابرت، اليوم السادس، الطوفان ، للحب قصة أخيرة ، يوم مرويوم حلو، نهر الخوف، سرقات صيفية، سيداتي سادتي، اسكندرية كمان وكمان، الحب في الثلاجة، مرسيدس، سارق الفرح، عرق البلح" أفلاما تافهة،

بل هي أفلام تكتب جزء مهم من تاريح السينما المصرية، حتي الأفلام التي قدمتها خلال العشرين عاما الاخيرة وفرضتها عليها ظروف السوق ويطلق عليها أفلاما تجارية مثل"اللمبي واللي بالي بالك وكلم ماما وبلطية العايمة وخالتي فرنسا" وغيرها تجد فيها "عبلة كامل" ممثلة صاحبة مدرسة خاصة في الأداء وفن التشخيص، فقد ظلت وحدها طوال العشرين عاماً الماضية متألقة فى زمن المضحكين الجدد، تضيف إلى الدورمهما كان خفيفا لمحات من شخصيتها الفنية وحضورها الطاغى، ما جعلها مطلبا إنتاجيا وجماهيريا.. وعلى الرغم من أن شباك التذاكر له نجمات معروفات، فإن "عبلة" أوجدت نجومية مختلفة النكهات مدعومة بذائقة الجماهير


عبلة كامل التي قال عنها المخرج يسري نصر الله إنها فنانة عظيمة قادرة على تحويل أي دور يسند إليها إلى ملحمة فنية ، وهو لا ينسى كواليس أول تعاون بينهما في فيلم "سرقات صيفية" الذي جسّدت من خلاله دور "عيشة" مربية العائلة، فيقول عنها ايضا: قدمته ببراعة أبهرتني، وحينما تعاونا معًا في فيلم "المدينة" طلبت مني أن أترك لها الدور لتصنع تفاصيله، وكالعادة قدمته ببراعة منقطعة النظير؛ لأنها موهوبة وتستطيع أن تعلّم مع كل من يشاهدها حتى وإن كانت في مشهد صغير"، وطوال 36 فيلما تمثل مشوارها السينمائي لا يوجد دور لها صغيرا أو بطولة ألا وتركت فيه بصمة تستحق عنها التكريم .


ولا شك أن ملامحها المصرية الخالصة جعلتها قريبة من القلوب، تمتلك أداء تلقائي وخفة ظل ليس لها حدود، ولها حضورطاغٍ جعلها تكسرمواصفات نجمات الصف الأول التي يشكل جمالهن جزءا من الشهرة، وصنعت نجوميتها علي طريقتها الخاصة، وجسدت كل الأدوار وأشدها صعوبة، هي "وداد" في "هيستيريا" و"سليمة" في "عرق البلح" و"لبيبة" الفتاة التي تخاف من شبح العنوسة في "امرأة من زمن الحب" و "فرنسا" أم "اللمبي" و "جليلة" في "حديث الصباح والمساء"، التي يعتقد الجميع أنها "مخاوية"، وهي "فاطمة كشري" في "لن أعيش في جلباب أبي" هي صاحبة كل الشخصيات المتنوعة والمختلفة . 


ورغم ابتعاد "الست عبلة" عن تقديم أي عمل جديد، منذ 5 أعوام تقريبًا منذ أن قدمت مسلسل"سلسال الدم" بأجزاؤه الخمسة  إلا أنّها ما زالت قادرة على تصدّر التريند، والاستحواذ على اهتمام الجمهور


نجاح الفنانة القديرة عبلة كامل لم يقتصر على زمن محدد، فهي نجمة لكل العصور، حتى عصر السوشيال ميديا، الذي بات متأثرًا ومعجبًا بأدوارها الرائعة في الماضي، حيث تنتشر صور بالشخصيات القديمة التي قدمتها وبالتحديد شخصية "فاطمة كشري" في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، لاسيما صورها الحزينة التي أصبحت أيقونة النكد على وسائل التواصل الاجتماعي ، أليس غريبا أن يأتي بعد هذا المشوار الحافل من الإبداع من يقول أنها لا تستحق التكريم !..  لا والف لا .. "الست عبلة" تمتلك رصيد سينمائي وتليفزيوني  لايستحق تكريم واحد .. بل ألف تكريم