مجموعة السبع في «هيروشيما».. واشنطن وحلفاؤها يتحدون بكين

رؤساء الدول الصناعية السبع الكبرى
رؤساء الدول الصناعية السبع الكبرى

دينا توفيق

اجتمع زعماء مجموعة السبع لعقد قمتهم السنوية فى اهيروشيماب اليابانية، التى أصبحت ملتقى ثلاثة صراعات مغيرة للعالم؛ بين ماضٍ وحاضر وما يحمله المستقبل. التقى قادة الدول الصناعية الكبرى فى العالم، فى المدينة التى دمرتها القنبلة الذرية وأنهت الحرب العالمية الثانية. واليوم، يُدار الصراع بين روسيا وأوكرانيا وما يخلفه من خسائر فى الأرواح ومليارات الدولارات مع استمراره. ثم هناك خطر قادم ومخاوف من تكرار سيناريو الروس والأوكران ولكن هذه المرة فى تايوان.

نفوذ الصين الاقتصادى

تصارع مجموعة السبع - التى تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا - فى مسألة كيفية التعامل مع الصين وسط النفوذ الاقتصادى العالمى المتزايد والقوة العسكرية لبكين فى السنوات الأخيرة. قال مراقبون إنه مع تولى اليابان رئاسة مجموعة السبع، كانت قمة هيروشيما ذات أهمية خاصة لمنطقة المحيطين الهندى والهادئ وسط مخاوف من تصاعد المواجهة على غرار الحرب الباردة بين معسكرين متعارضين بقيادة الولايات المتحدة والصين. ودعا رئيس الوزراء اليابانى افوميو كيشيداب ثمانى دول غير أعضاء لحضور القمة فى محاولة لتوسيع نفوذ التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة بين جيران الصين الآسيويين والدول النامية؛ مثل البرازيل وإندونيسيا والهند بالإضافة إلى قوى المحيطين الهندى والهادئ مثل كوريا الجنوبية وفيتنام وأستراليا، رغم أن بعض هذه الدول قاومت الدعوات الغربية لفرض عقوبات على روسيا، ولا تريد الانجرار إلى صراعات جيوسياسية أوسع.

ووفقًا لصحيفة اجنوب الصين الصباحيةب، إنه من المرجح أن تؤدى القمة إلى تفاقم العداء بين المعسكرين المتنافسين وتجديد التوترات فى المنطقة، خاصة حول تايوان وبحر الصين الجنوبى. يمكن أن تكون بمثابة اختبار ضغط لعلاقات الصين مع الغرب، التى أظهرت علامات على ذوبان الجليد فى الأسابيع الأخيرة، التى سبقت القمة، حيث أرسلت الصين وزير خارجيتها اتشين جانجب إلى أوروبا، واستئناف الحوار رفيع المستوى مع واشنطن، وإيفاد مبعوث بكين الخاص للسلام الى هوىب إلى كييف وموسكو للتوسط فى الصراع. وفى رسالة محددة فى نهاية زيارته إلى فرنسا وألمانيا والنرويج الأسبوع الماضى، حث وزير الخارجية الصينى القوى الأوروبية على الانضمام إلى الصين فى معارضة احرب باردة جديدةب ومحاولات فصل الاقتصادات وقطع سلاسل التوريد.

فيما تسعى طوكيو وواشنطن إلى تهدئة الانقسامات وحشد الدعم لتحالف دولى واسع ضد الصين وروسيا. حيث دعت الولايات المتحدة دول مجموعة السبع إلى اتخاذ مواقف أقوى بشأن بكين. لقد منعت واشنطن بالفعل وصول الصين إلى أشباه الموصلات الأكثر تقدمًا والمعدات اللازمة لصنعها. كما ضغطت على اليابان وهولندا لتحذو حذوهما. لكن دولاً أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا تؤكد أن مجموعة السبع ليست اتحالفاً مناهضاً للصينب. قال المحلل السياسى بمعهد مجتمع آسيا للسياسات افيليب لو كوريب، إن لدى الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبى مقاربات مختلفة؛ حيث تتنافس واشنطن مع بكين، لا سيما فى الفترة التى تسبق انتخابات 2024، بينما لا يريد الأوروبيون- بما فى ذلك المملكة المتحدة - الدخول فى صراع مع الصين. كما يرى اروبرت واردب مدير الاقتصاد الجغرافى والاستراتيجى فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية (IISS)، أنه من الصعب عليهم الاتفاق على أى إجراءات محددة لمواجهة القوة المتنامية لبكين فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ. وأوضح اواردب فى تصريحاته لموقع ادويتشه فيلهب الألمانى، أن دول مجموعة السبع لن ترغب فى المضى قدمًا نحو الصين لأنها لا تستطيع القتال على جبهات عديدة، وستكون قضية أوكرانيا كبيرة جدًا.

الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا

وفى بيان صدر الأسبوع الماضى، أعرب رؤساء مالية مجموعة السبع عن اقلقهم الشديدب بشأن الإكراه الاقتصادى، لكنهم لم يصلوا إلى حد وصف الصين كتهديد. يرى الخبير فى الشئون الأمريكية فى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية الو شيانجب أن البيان أكد على الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا حول كيفية التعامل مع الصين. وقال اإنه يظهر أن أوروبا لا تريد أن تكون مرتبطة بالسفينة الأمريكية، وتفضل أن تلعب دور التوازن بين الولايات المتحدة والصينب.

وقال إن أحد أهداف مجموعة السبع فى هيروشيما هو إقناعهم بالانضمام إلى العالم الديمقراطى فى مواجهة روسيا والصين. وأضاف أن الضغط الأمريكى على الحلفاء لتحمل المزيد من المسئوليات فى الحفاظ على الاستقرار الإقليمى قد يؤدى إلى رد جماعى ضد الصين؛ فالولايات المتحدة أدركت أنها بحاجة إلى مساعدة من الحلفاء، لا سيما فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ، وفقًا لمجلة ابوليتيكوب الأمريكية.

لقد أصبح نشوب حرب فى تايوان أمرًا يبدو محتملًا. ومن الواضح أن الولايات المتحدة مستعدة للذهاب بعيدًا فى حالة نشوب حرب مع تايوان، يبدو حتى إلى درجة دخول الولايات المتحدة فى حرب مع الصين. تضغط الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبى لدعم حرب ضد الصين، أولاً وقبل كل شيء بفرض عقوبات وحظر تجارى. يأتى الخوف من حرب تايوان فى الوقت الذى يكافح فيه الناتو والاتحاد الأوروبى لدعم أوكرانيا فى مواجهة روسيا الأقوى فى حرب أوكرانيا. بعد أن زعمت روسيا عن تدميرها خمس بطاريات صواريخ باتريوت، وهو نظام الدفاع الجوى الأكثر تقدمًا فى الولايات المتحدة.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 24/5/2023

اقرأ أيضًا : بيزنس ستاندارد: أزمة الديون الإفريقية ليست غائبة عن اجتماعات السبع الكبار