تفاصيل ندوة «حق المرأة في التعليم» بالجامع الأزهر

الدكتورة اعتماد عبد الصادق عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر
الدكتورة اعتماد عبد الصادق عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر

قالت الدكتورة اعتماد عبدالصادق عفيفي، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، إن المرأة حظيت باهتمام كبير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مستشهدة بجانب من مناقب السيدة خديجة رضي الله عنها، فكانت أول من آمنت بالنبي، وكانت حصناً منيعاً وسمي العام الذي توفت فيه بعام الحزن.

وأضافت عميد الدراسات الإسلامية السابق، خلال كلمتها بالندوة السادسة ضمن سلسلة البرامج الموجهة للمرأة والأسرة بالجامع الأزهر الشريف تحت عنوان "حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية"، أن المرأة كانت تزاحم الرجال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فنجد السيدة عائشة تستحوذ على نصف العلم، وكانت المرأة تقوم بأعمال التربية وتعليم الأطفال، مضيفة أن أهل السيَر ذكروا أن السيدة عائشة رضي الله عنها، تلمذَ لها 299 منهم 68 امرأة.

وأوضحت العميدة السابقة، خلال ندوة "حق المرأة في طلب العلم"، أن هذا الحق ليس في حياة النبي فقط بل كان ذلك في عهد الصحابة والتابعين أيضا، فكانت تتعلم فنون الطب لمداواة وعلاج جرحى الحروب والغزوات، وكانت تعلم النساء أحكام الدين والدنيا .
 
ولفتت إلى أن مؤسسات الدولة وفي مقدمتهم مؤسسة الأزهر الشريف اعتنت عناية كاملة بالمرأة وطالبت بحقوقها في التعليم وغيرها، ولذا نجد في جامعة الأزهر أكثر من ٣٠ كلية خاصة بالبنات في الجامعة بالقاهرة والمحافظات، اهتمت بجميع التخصصات، ولم تفرق أو تميز البنين عن البنات، مضيفة: وأيضا لبى الأزهر الشريف مطالب وحقوق المرأة فوضع لها وثيقة المرأة عام 2013، والتي اهتمت بشكل خاص بتعليم المرأة وإعدادها جيدا لتكون إحدى تروس عجلة التنمية في مصر والعالم .

من جهتها، قالت الدكتورة مها فتحي السيد، أستاذ أصول الفقه المساعد بكلية البنات  الأزهرية الجديدة بالمنيا، إن الإسلام كرم المرأة أماً وبنتاً وأختاً وسمى سورة باسمها هي سورة النساء، مؤكدة أن المرأة هي شريكة الرجل في الحياة، لذا قال صلى الله عليه وسلم : "النساء شقائق الرجال"، ووضع لها حقوقاً متعددة منها حقها في التعليم.

ولفت أستاذ الفقه، إلى أن التعليم له مكانة عظيمة قال تعالى: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، ففي هذه الآية قرن مكانة العلماء مع الملائكة، وجعلهم شهوداً على أعظم شيء وهو العلم، واصطفافهم بأهم صفة وهي صفة العدل.

من جهتها، قالت د. حياة العيسوي الباحثة بالجامع الأزهر الشريف، إنه لابد من تعليم الأم جيداً قبل زواجها ، لأنها بدورها تقوم بتربية أبنائها وتعليمهم والإشراف على بيتها ومشاركة زوجها معترك الحياة.

وتابعت: لذلك كان الإسلام - وهو الشريعة التي أنصفت المرأة وكرَّمتها وردَّت إليها آدميتها - يحث دائماً على تعليم المرأة، فقد أمر الإسلام بالعلم للرجل والمرأة على السواء، ولذلك حرصت الدولة على تعليم المرأة فاهتمت بالمؤسسات التعليمية من مرحلة الروضة حتى ما بعد التعليم الجامعي ، ولذا على المرأة أن تفعل هذا التعليم داخل أسرتها وفي إطار مجتمعها، كما اهتمت الدولة بمحو أمية من صعبت ظروفها لحصولها على قسط من التعليم .

وأشارت إلى فضيلة الإمام الأكبر يعمل جاهداً على تطوير مؤسسة التعليم الأزهري، لمسايرة روح العصر ، وإعداد المرأة إعداداً صحيحاً سليماً حتى تؤدي واجبها على أكمل وجه مع زوجها وأبنائها ومجتمعها، كما حرص فضيلة الإمام الأكبر على توصيل العلم للجميع دون التقيد بسن فأنشئت الأروقة على مستوى الجمهورية ووفر فيها التعليم المباشر وغير المباشر والعمل على تذليل الصعاب التي تواجه أي أحد.

وختمت الندوة بنقاش هادف بناء، بين المحاضرين والجمهور حول الموضوع، مما أسفرت عن توجيه الحضور الشكر للمحاضرين وللأزهر الشريف على هذه البرامج الموجهة للمرأة والأسرة والتي من شأنها التعريف بحقوق المرأة زحل مشاكلها بصورة فعلية وعلمية عن طريق العلماء المتخصصين.

يذكر أن هذا الملتقى يعقد على مدار ٤ محاضرات على مدار شهر كامل بواقع محاضرة كل أربعاء بالجامع الأزهر، بحضور عدد من الأساتذة المتخصصين بجامعة الأزهر وواعظات وباحثي الجامع الأزهر، وذلك في إطار اهتمام الأزهر الشريف وإمامه الأكبر بقضايا المرأة والأسرة، وذلك تحت رعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر وبإشراف ومتابعة الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.

اقرأ أيضا | نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد الامتحانات الشفهية بكلية الدراسات الإسلامية