قلب مفتوح

هشام عطية يكتب: تقرير «الفاو» !

هشام عطية
هشام عطية

■ بقلم: هشام عطية

لست أخشى على مصر وشعبها من ازمات اقتصادية ستنتهى بفضل الله ولا مؤامرات خارجية ستفشل بعناية الله قدر خشيتي عليها من تجار جشعين طامعين، أضحوا مثل الوحوش المفترسة فى البرية إن لم نروضها ونمسك بأعنتها جيداً، فإنها بلاشك ستمزق اجسادنا وستعبث بأمننا واستقرارنا.

قمة الاستفزاز أن تقرأ التقارير الأخيرة لمنظمة الفاو والتى تؤكد تراجع أسعار المواد الغذائية عالمياً خلال الشهور الماضية بمعدل حوالى ٢٠.٥% عن مثيلاتها من شهور العام الماضى.

قراءة سريعة بين سطور  منظمة الفاو تجعل الدم يغلى فى العروق وتهدد مرضى الضغط بجلطات فى القلب والمخ، خاصة عندما نعلم أن اسعار الزيوت النباتية التى تضاعفت لدينا عدة مرات خلال العام الماضى قد هبطت عالمياً بمعدل بلغ حوالى ٤٧.٧٪، وأن أسعار الألبان التى تستعد لأن تضربها موجة جديدة من الغلاء خلال الأيام القادمة قد تراجعت عالمياً بنسبة ٠.٨٪، الغلاء لدينا ابتلاء اختص مصر وحدها اسمه التجار الذين لا يشبعون!!.

لم تعد مواجهة الغلاء المستعر بالأسواق ولا الجشع المستشرى فى النفوس مسئولية الدولة ولا الحكومة وحدهما بل مسئولية المجتمع بأسره. وأثمن فى الإطار مجهودات دار الإفتاء والتى تصر كل فترة على فضح بعض التجار من اصحاب الضمائر الخربة الذين يدعون بهتاناً أنهم يتصدقون بالزيادة فى اسعار السلع على الفقراء لتصفعهم فتوى الإفتاء بأنهم آثمون شرعا حتى لو تصدقوا بملء الارض ذهبا وفضة!

التصدي لبعض التجار من آكلة السحت ومكافحة آفة الغلاء التي تهددنا جميعاً تتطلب جهداً جماعياً وتنسيقياً من كافة مؤسسات الدولة سواء التشريعية والرقابية والدينية والإعلامية، دون ذلك سيظل المصريون أسرى لاصحاب النفوس الشرهة للمكسب الحرام والذين يجتاجون  بأن تهوى فوق رؤوسهم يد الدولة الثقيلة وأن يروا بأسها وعينها الحمراء بالقانون، فمثل هؤلاء لا ينفع معهم المعاملة بالحسنى والنصيحة قدر حاجتهم للسياط والعقاب.