فى معركة البقاء مع الذكاء الاصطناعي| الموسيقيون ينتفضون .. والآلات تتوحش

الفنانة أنغام
الفنانة أنغام

يومًا بعد يوم يوسع الذكاء الاصطناعى نشاطه، يصنع أغنيات جديدة، يضم إلى قاعدته الرقمية أصواتًا لنجوم آخرين، حتى بات هو البعبع الأول لصناع الموسيقى فى مصر والعالم أجمع.

ورغم حالة الحذر والترقب التى يعيشها الفنانون فى العالم أجمع، على مدار الأشهر الماضية فإن ملامح المعركة المصيرية بينهم وبين الريبوت الفنان قد بدأت شرارتها حقًا.

الأمر بدأ فى مصر عندما أراد الملحن عمرو مصطفى استغلال صوت الراحلة أم كلثوم فى أغنية جديدة من تلحينه وكلماته عن طريق برامج الذكاء الاصطناعى، وحينها اعترض المنتج محسن جابر وأصدر بيانًا شديد اللهجة حذر فيه من استغلال صوت أم كلثوم وقال إنه سيقاضى من يفعل ذلك، معتبرًا أن ذلك تشويه للتراث.

حينها شعر الجميع بالخطر، وأحسوا أنهم أمام غول لن يتوقف إلا بالقضاء عليهم، فأصدر ورثة الفنان عبد الحليم حافظ بيانًا يحذرون فيه من استغلال صوت أو أغنيات الراحل ويتوعدون بمقاضاة الفاعل..

أيضًا بدأت ردود فعل بعض الفنانين العلنية كتعليق الفنانة أنغام التى علقت على الأمر بعد انتشار دويتو يجمعها بشيرين وأصالة عن طريق الذكاء الاصطناعى،  فقالت إن فكرة الأغنية جيدة، لكن شعور أن يستخدم أحد صوتك دون الرجوع إليك أمر غير جيد، وأضافت أنها لم تحب فكرة الذكاء الاصطناعى منذ البداية وتتمنى أن تكون هوجة وتذهب..

وعلقت كده هيقعدونا فى بيوتنا.. كثير من الموسيقيين والشعراء عبروا عن غضبهم وخوفهم معًا، وينتظرون وقت المعركة مع الريبوتات.. عالميًا أيضًا بدأت شرارة هذه المعركة، حيث عبر المغنى البريطانى ستينج عن استعداد الفنانين لهذه المعركة وحشد قواهم للسيطرة على الآلات.

ولمعرفة مدى حدود هذه التقنية ومدى قوتها ونقاط ضعفها تحدثنا مع د.غادة عامر عميد كلية الهندسة - جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا التى قالت إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى ليست وليدة اليوم إنما هى منتشرة منذ سنوات بعيدة فى القطاع العسكرى الأمريكى وتحديدًا فى أعقاب الحرب العالمة الثانية، وتم الإفراج عن هذه التقنية وإظهارها للعلن منذ عام 2000 وباتت متاحة للمدنيين.

وأضافت أن هناك العديد من شركات الذكاء الاصطناعى هنا فى مصر، وتعمل فى مجالات تحليل البيانات ورؤية الكمبيوتر وتحليلات الوسائط الاجتماعية، البيانات الضخمة، البرنامج المدمجة.

وتضيف: بالنسبة للموسيقى فى عام 2023 تم إصدار أكثر من 10 نماذج مختلفة للذكاء الاصطناعى للموسيقى من قبل مبرمجين مستقلين وشركات التكنولوجيا الكبرى مثل Google وByteDance، مما يسمح للمستخدمين بإنشاء مسارات مخصصة فى ثوانٍ باستخدام موجه نصى فقط كما حدث فى حالة مقطع الفنانة أم كلثوم.

بفضل أدوات AI للموسيقى الجاهزة مثلBoomy، يتم الآن إدراج مئات الآلاف من الأغانى التى تم إنشاؤها بواسطة AI فى خدمات البث. بشكل عام ، استقطبت أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدية للنصوص والفنون المرئية مثلChatGPTوMidjourneyعشرات الملايين من المستخدمين، وهذا سوف يجبر العالم على إعادة التفكير فى المفاهيم التقليدية للإبداع والملكية والإسناد.. وتقول د.غادة إن المشكلة الكبرى أنه أصبح بإمكان أى شخص الآن خلق قطعة موسيقية وادعاء أنها من إبداعاته.

إن رؤية الحواجز وهى تنهار فى العملية الإبداعية يعنى أن ساحة الفن لن تكون فقط لمن هو حقيقى فنان ومبدع.. نقابة المهن الموسيقية تراقب ما يدور هى الأخرى، وتستعد لدورها الطبيعى فى حماية فنانيها، فيقول د.محمد عبد الله المتحدث الرسمى للنقابة، إن الأمر مازال مبهمًا وغير واضح، وإننا نراقب عن قرب كل ما يحدث ونحاول حل النزاعات بشكل مبدئى قبل تحديد موقفنا من التقنية الجديدة «الذكاء الاصطناعى»..

وأضاف قائلاً مازال الموقف محيرًا فهناك بعض الشركات تسعى للحصول على توقيع بعض الفنانين لخوضهم تجربة الذكاء الاصطناعى وحينها سيكون عمل هذا الشركات قانونيًا .... فى حين أن فنانين آخرين لا يحبذون تلك التقنية..

ولذلك نحن جاهزون للوقوف فى صف أعضاء نقابتنا وهناك وسائل كثيرة يمكننا هزيمة هذه التقنية بها فى حال نشوب حرب.. ومنها إجبار المنصات الغنائية عدم بث أى أغنية بهذه التقنية وأشياء أخرى قانونية.

إقرأ أيضاً|أول رد من الفنانة «أنغام» على شائعة زواجها من خليجي| صور