..الإقلاع عن التدخين مجرد قرار شأنه شأن أي قرار آخر مرتبط بعادة يمارسها الإنسان بغض النظر عما إذا كانت هذه العادة سلبية أم ايجابية.
يجب أن يمتلك الشخص الراغب في الإقلاع عن التدخين رغبة حقيقية صادقة في التخلص من هذه العادة السيئة ، ولا يقتصر الأمر على الرغبة فقط بل يجب أن يمتلك المدخن إرادة قوية تمنحه القدرة على التمسك بقراره وتنفيذه وعدم التراجع عنه ، لان التراجع عن قرار الاقلاع عن التدخين دائمًا يشبه الانتكاسة ، فالمدخن عندما يعود للسيجارة يعود أكثر شراهة ويضاعف من كمية السجائر التي يدخنها لتعويض جسمه عن كمية النيكوتين المعتادة.
على الرغم من انني غير مدخن ولكنني عاصرت تجارب أقاربي وأصدقائي المقربين مع التدخين وخرجت منها بهذه النتيجة أن الاقلاع عن التدخين قرار يعتمد على رغبة وإرادة حقيقية ، ودعك من أي أوهام أخرى ما أنزل الله بها من سلطان ، واعتبرها نوع من التحايل والضعف.
فهناك من يترك السيجارة إلى الشيشة بزعم أن الشيشة ليست متاحة في كل وقت مثل السيجارة ، وبالتالي فهو يقلل من كمية النيكوتين التي تدخل صدره .
وهذه كذبة كبرى لان حجر المعسل الواحد يحتوي على كمية نيكوتين تعادل مجموعة من السجائر دفعة واحدة ، فضلا عن أن هؤلاء الاشخاص يتحولون تدريجيًا من أسرى للسيجارة إلى أسرى للشيشة ويصرون على الذهاب للمقهى يوميا بغض النظر عن برودة الجو أو تأخر التوقيت.
وبغض النظر عن استمرار المخاطر الصحية الناجمة عن تدخين الشيشه ليس هناك جدوى اقتصادية من تدخين الشيشه بدلا من السجائر لان سعر المعسل لا يقل كثيرًا عن السجائر فضلا عن أن الجلوس على المقهى يستتبع تناول مشروبات جانبية مثل الشاي أو القهوة وهو ما يعني أن التكلفة المادية ستزيد ولن تقل.
وبعيدا عن الشيشه، من أشهر طرق الإقلاع عن التدخين أيضا «لبان النيكوتين».
ولبانة النيكوتين هي نوع من العلاج البديل مصمم لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين بشكل غير مؤلم.
ويصف الأطباء استخدام لبانة النيكوتين في الأوقات التي يشعر فيها الشخص برغبة شديدة في التدخين، ولكنه يريد الإقلاع عن التدخين، حيث يخترق النيكوتين الناتج عن اللبانة الغشاء المخاطي بشكل أبطأ من النيكوتين الناتج عن السجائر، لذلك فإن كمية النيكوتين الموجودة في دم المدخن لا تكون عالية مثل تدخين السيجارة.
لاستهلاك هذا النوع من الأدوية، يجب عليك مضغه بلطف وببطء، من 5 إلى 10 مرات، حتى تلاحظ الطعم المميز والمزعج للنيكوتين، يصفه كثير من الناس بأنه وخز خفيف في فمك، بعد ذلك، يجب عليك التوقف عن المضغ ووضع اللبانة بين اللثة، وداخل خدك، هذا يجعل النيكوتين أسهل في امتصاص الغشاء المخاطي ببطء، وبمجرد اختفاء الطعم، عليك مضغ اللبانة مرة أخرى ووضعها في منطقة مختلفة.
يوصي الأطباء بمضغ اللبانة 3 مرات في اليوم كحد أقصى، هذا يأخذ في الاعتبار أن السيجارة الواحدة تحتوي على 1 ملج من النيكوتين.
وعلى الرغم من فاعلية لبانة النيكوتين في تقليل كمية السموم في الدم إلا ان هناك أيضا بعض السلبيات من بينها ان مضغ اللبانة بقوة أو ابتلاع اللعاب بعد مضغ هذا النوع من اللبان يمكن أن يؤدي إلى عدم الراحة في فمك وحلقك، وكذلك ألم في المعدة وغيرها من مشاكل الهضم.
يعني باختصار .. عايز تبطل تدخين خد قرارك فورا وتخلص من سجائرك في أقرب سلة مهملات ولا تبحث عن تلاكيك تجعلك مدخنا مع إيقاف التنفيذ.