مجرد ملاحظة

تواضع وعفة الطيب

حازم الشرقاوى
حازم الشرقاوى

الحديث عن فضيلة الامام د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، له مكانة خاصة فى القلب، لزهده وتواضعه، وترفعه وغزارة علمه ومكانته الكبيرة التى تتربع على قلوب الناس فى الداخل والخارج، وقد وصلت إلى قلوب بعض أصحاب الديانات الأخرى.

الزهد إحدى سماته فهو يرى الدنيا، رغيف العيش وطبق فول وقفطان يرتديه، ومن مواقفه العظيمة التى أسهمت فى رفعته منذ توليه مشيخة الأزهر فى مارس ٢٠١٠ ترفعه عن أشياء كثيرة مالية وغيرها ولم تبهره زخارف الدنيا وفخامة الأماكن، فقد اعتذر عن مشاركته فى لجان تحكيم العديد من الجوائز الدولية فى عدد من الدول، والتى كانت قد تدر عليه مئات الآلاف من الدولارات سنويا، وهى أموال شرعية كونها نظير جهد يبذله فى عمليات التحكيم، فضلا عن رفضه العطايا والهبات من عدد من القادة والمسئولين فى العالم، ونحن نرى غالبية البشر يلهثون وراء المال بمختلف الطرق وكأن الناس خلقوا من أجل جمع المال وكنز الذهب والفضة بما فيهم من يهاجمون فضيلته من فترة إلى أخرى.

ومما علمته أيضا أنه ما زال يسكن فى شقة بالايجار فى القاهرة، ورفض راتبه والبدلات المالية المخصصة لفضيلته بعد توليه المشيخة،واكتفى بمرتبه من جامعة الأزهر، كما أنه يتحمل كافة تكاليف تحركاته الخاصة بما فيها زيارة أهله فى الأقصر.. وما خفى كان أعظم.

فما رأيتموه فى الأيام الماضية من صور لفضيلته وهو فى حالة ورع وزهد وهو يصلى فى الروضة الشريفة وفى المسجد النبوى بملابس بسيطة تؤكد أيضا نظرته إلى دنيا الفناء وتعلقه بدار البقاء.

هذا الرجل الطيب يعد من أولياء الله فى الأرض فقد ازداد تواضعا فزاده الله رفعة ومكانة فى الدنيا، فضلا عن تمسكه بتعاليم دين الله وتطبيقها دون تفريط وبعقلية راجحة تتوافق مع متغيرات العصر مما يحافظ على ثوابت الدين الاسلامى الحنيف الذى يدعو للوسطية والاعتدال دون إفراط أو تفريط ونلمس ذلك من الأزهر الشريف الذى يعد منارة للدين الإسلامى ومنبعا للوسطية ونشر العقيدة السمحاء ونشرالسلام.