تمثال الحرية.. هدية مصر التي تخلت عنها لأمريكا

تمثال الحرية الأمريكي
تمثال الحرية الأمريكي

"مصر مهد الحضارات" جملة تحمل الكثير من المعاني، ليس فقط على أرض مصر بل في بلاد العالم،  وفي السطور التالية نرصد حكاية "تمثال الحرية" وأصله المصري.

يقول د. مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن تمثال الحرية الذي يتباهى به الأمريكيين أصله في الحقيقة مصري.

وتابع: "بدأت الحكاية عند فريدريك بارتولدي الفنان والنحات الفرنسي عندما جاء إلى مصر، صنع هذا الفنان نموذج مصغر لتمثال لينافس به أبو الهول وقرر وضعه في قناة السويس عند الافتتاح بناء على طلب من الخديوي إسماعيل، فعرض بارتولدى على الخديوي إسماعيل التمثال المصغر فنال إعجاب الخديوي جداً وأمره أن يصنعه وبعد أن أكمل التمثال بحجمه الحالي فوجئ الخديوي إسماعيل بسعر هذا التمثال وكان يبلغ قيمته 600 ألف دولار وخاصة أن مصر وقتها صرفت كل ما لديها من أجل حفر القناة وكانت خزينة الدولة فارغة بسبب الإنفاق الكبير على حفل افتتاح قناة السويس".

وأكمل: "فصرف الخديوي النظر عن شراء تمثال الحرية الذى كان يمثل امرأة مصرية ريفية ترتدى جلباب وترفع يدها لتحمل شيئاً ما تركه بارتولدي خالياً ليقرر المصريين الشيء التي تحمله ويعبر عن مصر، وبعد أن فشلت الصفقة توجه بارتولدي بتمثاله إلى الولايات المتحدة الأمريكية فعرض عليهم التمثال ولم تتردد أمريكا فى شراء هذه التحفة الموجودة حالياً فى ولاية (نيويورك) بعد أن قام بارتولدي بإجراء تعديلات كثيرة عليه ليناسب الأمريكان، فجعله على شكل آلهة رومانية وغير اسمه لتمثال الحرية بعد أن كان على شكل فلاحة مصرية ترتدي ملابس إسلامية".

واختتم  د. مجدي شاكر: "بدلا من وضعه فى مدخل قناة السويس تم وضعه في ميناء نيويورك وكأنه يحرس الميناء، والتمثال يُمثل الديمقراطية أو الفكر الليبرالي الحر ويرمز إلى سيدة تحررت من العبودية وفي يدها اليُمنى تمسك هذه السيدة مِشعلاً يرمز إلى الحرية، بينما تحمل في يدها اليسرى كتاباً نقش عليه بأحرف رومانية جملة "4 يوليو 1776"، وهو تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي، أما على رأسها فهي ترتدي تاجاً مكوناً من 7 أسنة تمثل أشعة ترمز إلى البحار السبع أو القارات السبع الموجودة في العالم".