تجردت من الإنسانية.. قتلت «بنت الجيران» لسرقة قرطها الذهبى

الضحية
الضحية

قنا: أبو المعارف الحفناوي

 تغيبت عن منزلها، بحث الأهل عنها في كل مكان، لم يعثروا عليها، حتى صرخت سيدة فجأة فدوى صوتها في أرجاء المكان، قائلة؛ «أختي قتلت البنت»، هرول الجميع إلى المنزل، وجدوا الجثة داخل جوال ومدفونة في الرمال؛ لتكشف الأجهزة الأمنية ملابسات الجريمة، التي أرعبت الجميع.

جريمة بشعة، تضاف إلى جرائم استهداف الصغيرات في محافظات الصعيد، بغرض سرقة القرط الذهبي من الصغيرات، وتكون يد الغدر من أقرب الناس إلى الطفلة، سواء بصلة قرابة أو جيرة.

تبدأ مثل هذه الجرائم، باستدراج الطفلة الصغيرة، بغرض سرقة قرطها الذهبي، وأثناء ارتكاب جريمة السرقة، تصرخ المجني عليها؛ لتثير الخوف وتبث الرعب في قلب من لا يعرف الرحمة، وسرعان ما تحاول المتهمة، كتم أنفاس المجني عليها، خشية افتضاح أمرها، ولكن هذا يتسبب في موت الطفلة، بين يدي المتهمة، والتي يوسوس لها الشيطان، طرق التخلص من الجثة، حتى لا يكتشف أمرها، ولكن يقظة الأمن بالتنسيق مع الأهالي، يكشفون لغز الجريمة، التي تشغل الرأي العام، وتصيب الصغيرات وذويهم بالرعب والقلق.

كاميرات المراقبة

رودينا محمد كامل، طفلة صغيرة تمتلئ بالبراءة، لم يتخط عمرها 8 أعوام، كانت آخر ضحايا، الجرائم التي تستهدف الصغيرات؛ بسبب سرقة قرطها الذهبي، والتي تسببت في حالة من الخوف لدى كل من شاهد صورتها، فهي طفلة بريئة، تظهر عليها براءة الأطفال، وجهها بشوش، قلبها طيب لا يعرف إلا حسن التعامل مع الناس، تود الجميع، ويحبها أهالي الشارع الذي تسكنه ويداعبونها في الرايحة والجاية كما يقولون.

الطفلة رودينا، تلميذة في الصف الثاني الابتدائي الأزهري، بقرية النجاحية التابعة لمركز نجع حمادي، شمالي محافظة قنا، أحزنت كل من يعرفها وأيضا من لا يعرفها، فور رؤية صورها على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والذين دعوا الله أن يتغمدها بواسع مغفرته ورحمته، وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان، قائلين؛ «بأي ذنب قتلت»؟، وما ذنب هذه الصغيرة أن تموت بهذه الطريقة البشعة، من امرأة لا تعرف معنى الرحمة والانسانية، وطالبوا بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمة لتكون عبرة لغيرها، وللحد من مثل هذه الجرائم، كما جددوا مطالبهم مع كل جريمة مشابهة، وناشدوا أولياء الأمور، بضرورة مراقبة صغيراتهم، ومنع ارتداء الصغيرات «الحلق»، الذي أصبح أداة للجريمة، ودافعًا لزهق أرواح الصغيرات.

سبقت هذه الجريمة، عدة جرائم أخرى مشابهة، وبنفس الغرض؛ فلقد استدرجت جارة الطفلة ريتاج، بنجع حمادي أيضا إلى منزلها، وقتلتها بغرض سرقة قرطها الذهبي، وقُتلت الطفلة ندا بسوهاج، على يد أحد أقاربها، من مدمني الشابو، رغبة منه في سرقة قرطها الذهبي،  ورودينا طفلة ماتت على يد شاب، ودفن جثتها بقنا، بسبب سرقة قرطها الذهبي.

هنا في قرية النجاحية بنجع حمادي، والمعروفة بأنها بلد هادئة، تغيبت الطفلة رودينا محمد كامل، وهي الطفلة الثالثة، لأسرة معها 4 أطفال، منهم ذكرين، أثناء خروجها كعادتها، لحفظ القرآن الكريم بأحد المكاتب التابعة للمعهد الأزهري، ولم تعد إلى منزلها، خرج أهالي القرية جميعا، للبحث عن الطفلة في كل مكان، ولم يعثروا عليها، طرقوا كل أبواب البحث،  لكن دون جدوى، ولم يفقدوا الأمل في العثور على الطفلة على قيد الحياة.

سيطر الخوف والقلق على قلوب أسرتها وأقاربها، وأيضا على أهالي القرية، متسائلين عن مصير الطفلة التي تغيبت فجأة بلا داعي؛ فكروا في فحص كاميرات المراقبة، وشاهدوا أن الطفلة دخلت شارعهم ولم تخرج منه منذ الخامسة عصرا.

تجمع أهالي القرية في الشارع، بحثوا عنها في منزلها، وسألوا الجيران، من بينهم المتهمة نفسها، التي خرجت تبحث معهم على الطفلة بلهفة، حتى لا تثير الشكوك حولها، الكل تجمع هنا في الشارع الضيق، بحثا عنها.

ابتزاز وصراخ واعتراف

وأثناء البحث تلقت أسرتها اتصالا من سيدة، يفيد بطلبها الحصول على 10 آلاف جنيه،  لإرشادهم على مكان الطفلة، وافق الأهل على الفور، وبعدها سمع الأهل والباحثون عن الطفلة، صوتا مرتفعا بدا وكأنها مشكلة بين سيدات، يخرج من المنزل الملاصق لمنزل الطفلة المتغيبة.

هنا حدثت مفاجأة لم يكن يتوقعها أحد؛ فلقد خرجت إحدى السيدات، إلى الشارع تصرخ «الحقوا أختي قتلت البنت»؛ هرول الجميع إلى المنزل، وذهبوا إلى أعلاه حيث تشير هذه المرأة، فوجدوا جثة الطفلة، داخل جوال مدفونة في الرمال، في مشهد لم يتحمله أحد، وأصيب الجميع بالصدمة، خاصة لأن أسرة المجني عليها، كانت تساعد المتهمة وتقف معها ومع أبنائها،  خاصة بعد أن طلقها زوجها.

فلقد انتزعت الرحمة من قلب المتهمة وسيطر عليها الشيطان، بعد أن فكرت في طريقة للاستيلاء على قرط ذهبي من أذن طفلة صغيرة، تقطن في المنزل الملاصق لمنزلها، لم يكن تفكيرها الذي سيطر عليه الشيطان إلا في الاستيلاء على القرط الذهبي، حتى وإن كان ذلك سيقودها إلى حبل المشنقة.

استغلت المتهمة خروج الطفلة، للذهاب إلى مكتب لتحفيظ القرآن الكريم، واستدرجتها هذه المرأة التي هي جارتها إلى منزلها، وحاولت نزع «الحلق» من الصغيرة التي صرخت خوفا ورعبًا، ثم تعدت عليها المتهمة بالضرب، وكتمت أنفاسها، في محاولة منها لإخفاء جريمة السرقة، إلا أن الطفلة سقطت أرضا، وانقطع عنها التنفس نهائيا.

خشيت المتهمة، من افتضاح أمرها، وواصلت التعدي على الطفلة الصغيرة، حتى فارقت روحها الحياة، ثم أحضرت جوالا، ووضعت فيه الجثة، ودفنتها في الرمال أعلى سطح المنزل، حتى يجن الليل ويسكن الهدوء على القرية، وتلقي بالجثة في مكان بعيدا عن البيت بل والقرية كلها،  في محاولة فاشلة للهرب من جريمتها.

انتقلت قوات الأمن إلى مكان الواقعة، وتمكنت وحدة مباحث نجع حمادي، برئاسة الرائد محمد إمبابي، من ضبط المتهمة، والتي اعترفت على الفور في مسرح الجريمة قائلة: «أنا اللي قتلتها طمعا في حلقها»، وعاينت جهات التحقيق الجثة داخل المنزل، وتم نقلها إلى المستشفى، لندب الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة.

واعترفت المتهمة أمام جهات التحقيق قائلة:»أمر بضائقة مالية، حاولت الخروج منها، حتى شاهدت «حلق»  في اذن جارتنا رودينا، استدرجتها، حاولت سرقته منها، صرخت، لم أكن أقصد في البداية قتلها، ولكن خشية افتضاح أمري لم اتمالك نفسي، وتخلصت منها»!

وتابعت:»حاولت أن أكتم نفسها فلم أستطع، ضربت رأسها في الحائط وخنقتها، وحطيت جثتها في شكارة ودفنتها في الرمال اللي فوق بيتنا، وكنت ناوية أرميها بعيد بعد ما البلد تنام إلا أن الأمن والأهالي كشفوا الجريمة».

مع الأسرة

وخيم الحزن على أسرة الطفلة المجني عليها، التي كانت تحلم بها أن تكبر وتتعلم وتتزوج، كانت الأسرة تخطط لها مستقبل أفضل، والدها يكدح ليل نهار، من أجل توفير كل ما تحتاجه، وفجأة ماتت الطفلة بهذه الطريقة البشعة.

أسرة الطفلة لم تتمالك أعصابها، وانهارت في البكاء، حزنا على ما حدث قالوا: «مؤمنين بقضاء الله وقدره.. لو ماتت طبيعي بس تموت بالطريقة دي صعب أي حد يتحمل المشهد.. نثق القضاء العادل سينزل بها العقاب الذي تستحقه، حتى تكون عبرة لغيرها».

وتقول سميحة سعد، مديرة حماية الطفل بقنا، في تصريحات سابقة لأخبار الحوادث، نظرا لوجود عدد بلاغات عن خطف وقتل أطفال بهدف سرقه «حلق» تم النزول من قبل حماية الطفل للتوعية عن المخاطر الذي يتعرض لها الأطفال من قبل الآخرين ومراعاة عدم الإهمال في رعاية الأطفال؛ فـ عدم أخذ الحذر والحيطة من احد أسباب هذه الجريمة؛ فلا أجد معنى لطفلة ترتدي قرطًا في أذنيها تكون هدفا لسارقة اللائي غالبًا ما يكن من أقرب الناس للضحية.

وتابعت: جاري التنسيق مع التضامن الاجتماعي للنزول لحضانات للأطفال لتوعيتهم عن طريق تقديم محتوى سهل فهمه ومسرح عرائس.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 18/5/2023

اقرأ أيضًا : الزوج عاد فجأة.. عامل يقفز من الدور الثالث في الإسكندرية| تفاصيل