مسجلان خطر يمزقان جسد شاب في الشارع ويعلنان الجريمة عبر "الفيس بوك"

المتهمان
المتهمان

الإسكندرية: محمد مجلي 

لازال الشيطان يتجسد فى أجساد بعض البشر ويستحوذ على عقول ممن سلكوا طرقًا غير مشروعة فى حياتهم واستسلموا له؛ اذ استغل اثنان من المتهمين أوامر الشيطان وما شاهدوه من المشاهد الإجرامية فى بعض الافلام السينمائية وطبقاه على ضحية جديدة من الشباب؛ فقُتلاه غدرًا ولم يكتف مرتكبا الجريمة بذلك بل تباها كل منهما ووضعا صوريهما وعليها أثار الدماء على صفحتهم الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي عبر فيس بوك وذلك عقب ارتكاب الجريمة مباشرة معلنين جريمتهم النكراء بكل خسة وقتل ابن منطقتهم وجارهم.

ففي أحد الشوارع المتفرعة من شارع الجيش بمنطقة الدخيلة، غربي الإسكندرية قٌتل ابن الشارع المدعو عمرو محمد، سائق المنطقة، على يد شابين تتراوح أعمارهم في نهاية العقد الثاني وبداية العقد الثالث، وذلك أثناء تجهيز المجني عليه سيارته الميكروباص صغيرة الحجم سعة 7 راكب، منتظرًا واحد من جيرانه فى الشارع لتوصيله إلى المستشفى لعمل جلسة الغسيل الكلوي المعتادة والتي يتوجه إليها 3 مرات أسبوعيًا فى الفجر، بلا شك عمل إنساني، وهنا يصف أهالى المنطقة الشاب المجني عليه عمرو، بأنه شاب على خُلق ومحب للجميع يحرص دائما على مساعدة الصغير والكبير، وله مواقف عديدة رغم صغر سنه مع أهل الشارع، فالجميع يشهد له بالجدعنته ووقوفه مع الجميع فى السراء والضراء وعدم تخليه عنهم.

تفاصيل الجريمة 

 جريمة بشعة شهدتها محافظة الإسكندرية هكذا وصفها سكان الشارع، مؤكدين أن عمرو شاب يكره المشاكل ويتميز بالشهامة وأنه قُتل غدرًا على يد اثنين من البلطجية أحدهما ذات يوم كان فى السجن يقضى عقوبة على إحدى جرائمه، والثاني يهوى المشاجرات، وليلة وقوع الحادث تلقى طعنة فى البطن إثر مشاجرة وتم علاجها ليعود إلى ممارسة اعماله الشيطانية.

تقول الحاجة سيدة ربيع، ربة منزل، من سكان الشارع: أنها وقت وقوع الجريمة سمعت صوت صراخ شديد أسفل منزلها وسارعت إلى الشرفة؛ لتجد الشاب عمرو المجنى عليه، ملقى على الأرض واثنين من المتهمين يتعديان عليه بالضرب بالأسلحة البيضاء والدماء تسيل منه بغزارة شديدة، بينما ردد المتهمين عبارات تهديد لكل من يعترضهم. 

والتقطت السيدة أم محمد، من سكان الشارع ايضا قائلة؛ أن عمرو كان محبوبا بين الجميع بسبب أخلاقه وطيبة قلبه وحبه للجميع، مؤكدة انه منذ سماع خبر مقتله وكل ابناء المنطقة في حالة حزن شديد، موضحة أن صوته المليء بالسعادة  وضحكته لا يمكن أن تنساها، مؤكدة أن وقوفه إلى جوار الآخرين وكل من يحتاج اليه جعله محبوبا في الشارع بأكمله.

وقال محمد مصطفى، صديق المجني عليه؛ أن عمرو شاب ملتزم ومحب لعمله ويساعد الجميع وأنه منذ أكثر من عام ونصف تقريبًا وقعت مشاجرة بينه المتهمين وآخرين فتدخل لحل الأزمة لكن فوجئ بتعدى المتهمين عليه، لأنه تصدى لهذين الشخصين اللذين دائما يثيرا المشاكل مع الناس في الشارع.

وأضاف مصطفى لـ "أخبار الحوادث": أن المتهمين ظلا يتربصان بـ عمرو حتى تقدم البعض بمبادرة لعمل جلسة صلح بين الطرفين لانهاء هذا الخلاف وفتح صفحة جديدة إلا أن المتهمين اضمرا الانتقام بداخلهما وتتبعا خطواته ومعاقبته بالتخلص منه وخانا العهد والاتفاق على اتمام الصلح وقتلاه بدم بارد.

وأشار إلى أن مصطفى خرج فجر يوم الحادث وجهز سيارته؛ لتوصيل أحد الجيران إلى المستشفى لعمل الغسيل الكلوي وأثناء وقوفه خرج عليه المتهمان وغافلاه بالضرب بسلاح أبيض، حيث سددا له الطعنات في كل انحاء جسده ثم توجهوا إلى منزلهم بعدما التقط الأثنان صورا وضعوها عبر صفحاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي والدماء تلطخ أيديهم يتباهيان بجريمتهما، موضحًا أن كلا المتهمين له ملف جنائي سابق ومعروف.

وقالت السيدة أم عبد الرحمن، أحد أقارب المجني عليه؛ أن عمرو من الشباب المحبوبين وأن كلا المتهمين غدرا به وقتلاه بدم بارد، مؤكدة أن والدته وأشقائه في حالة حزن شديدة وربنا يكون في عونهم بعد أن رحل أغلى وأطيب انسان.

وأضافت: أن عمرو شاب جميل بأخلاقه ومتميز ومحبوب بين الجميع سواء فى الشارع أو المنطقة أو بين أسرته وفى محيط عمله ومحدش مصدق انه اتقتل غدرا، موضحة أنه كان يقوم بعمل الخير ومات أثناء ذلك وهي من علامات حُسن الخاتمة، مؤكدة أنه لا شيء يشغل بال الأسرة وكل من يعرف عمرو سوى القصاص العادل الذي حتما سيأتي بحكم القضاء العادل.

وأكدت؛ أن أحد المتهمين كان قد خرج من محبسه صباح الواقعة، والتقى بالثاني الذي كان أصيب بطعن جرحى نافذ في بطنه أثناء مشاجرة مع آخرين فى المنطقة وتوجه لاجراء الخياط وعاد ليرتكب مع شريكه جريمة بقتل الشاب عمرو بهذه الطريقة الوحشية معربة عن أملها فى أن يلقى كليهما المصير الذي يستحقانه.

في الوقت ذاته أبت أسرة المجنى عليه الشاب عمرو تلقي واجب العزاء فى وفاته قبل القصاص العادل، مؤكدين على ثقتهم فى القضاء المصري أن ينصفهم ويعود إليهم حقهم.

بلاغ بالجريمة

تلقى اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة الدخيلة، يفيد بورود بلاغ من الأهالي بالعثور على جثة شاب غارقًا فى دمائه أمام احد المحال التجارية بمنطقة الدخيلة غربي عروس البحر الأبيض المتوسط.

وفور تلقي قسم شرطة الدخيلة البلاغ توجه مسؤولي وضباط مباحث القسم إلى موقع البلاغ، وتبين صحة البلاغ والعثور على جثة شاب يدعى عمرو محمد، سائق، يبلغ من العمر 20 عامًا، مصاب بطعنات متفرقة وقطع بإحدى قدميه ونقله الأهالي إلى المستشفى لتلقي العلاج لكنه فارق الحياة.

على الفور وجه مدير أمن الإسكندرية، بتشكيل فريق جنائي من مباحث قسم شرطة الدخيلة؛ لفحص حقيقة الواقعة، اكدت التحريات أن مرتكبا الواقعة شابين من اهل المنطقة، وأنهما فاجئا المجني عليه فجرًا أثناء تجهيز سيارته، لانتظار أحد المرضى بنفس الشارع لتوصيله إلى المستشفى لتلقي العلاج فقاما بطعنه من الخلف ثم ضرباه على رأس وظلا يسددان له طعنات حتى تلقى مصرعه. 

استمع فريق البحث الجنائي إلى شهادة شهود عيان الواقعة وعلى رأسهم المريض الذي كان متوجها إلى المستشفى وشهد على جريمة القتل، بالإضافة إلى تفريغ كاميرات المراقبة، واستعجال تقرير الطب الشرعي وتحديد هوية كلا المتهمين خاصة بعد أن وضعا الصورة على موقع التواصل الإجتماعي عبر فيس بوك، وتم إلقاء القبض عليهما.

وتبين أن المتهمين اضمرا الانتقام بداخلهما بعدما وقف المجني عليه في وجهيهما بسبب اعتدائهما على الأشخاص بالشارع، فقررا التخلص منه بارتكابهما جريمتهما غدرًا.

تم تحرير محضر بالواقعة وجرى عرض المتهمين على نيابة الدخيلة والتي أصدرت قرارات منها استعجال تحريات المباحث الجنائية، وتقرير الطب الشرعي، والتحفظ على كاميرات المراقبة وتفريغها، والتصريح بدفن جثة الشاب المتوفى، وسماع أقوال شهود عيان الواقعة، وحبس كلا المتهمين على ذمة التحقيقات على أن يراعى التجديد لهما فى الميعاد. 

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 18/5/2023

اقرأ أيضًا : مصرع شاب غرقا بنهر النيل في أسيوط بعد إصابته بحالة صرع