«رحلة إلى النفس».. قصة قصيرة للكاتبة أميرة عبد العظيم

أميرة عبد العظيم
أميرة عبد العظيم

 

منذ أن كنت طفلة صغيرة كنتُ أذهبُ مع أسرتي في صيف كل عام لقضاء العطلة الصيفية في مدينة الإسكندرية.

 

ولا يخفى على أحد جمال الإسكندرية، تلك العروس الجميلة التي أعشقها وأحمل فى صدري لبحرها ذكريات، ما زالت تسكن فى الوجدان حتى هذه اللحظة.

تلك الأماكن الأثرية والتاريخية الرائعة -(القلعة) وجمالها وتاريخهاالذى تتعاظم به الإسكندرية

أما عن وسائل الترفيه فحدث ولا حرج، فالإسكندرية كانت تتميز بوجود العديد من المسارح والتي أتذكر منها على سبيل المثال مسرح بيرم التونسي الذى كانت تعرض فيه أشهر المسرحيات وأجملها لمشاهير نجوم المسرح (عبد المنعم مدبولي -رجاء الجداويْ، وغيرهم).

كانت لنا متعه خاصة فى اليوم الذي يقرر والدى أننا اليوم ذاهبون إلى المسرح

وكذلك عروض فرقة رضا، وسيرك الحلو.

أما محطة الرمل وشارعي سعد وصفيه زغلول... ووجبة الإفطار فى البن البرازيلي فحدث ولا حرج، كل هذه الذكريات الجميلة قد ذهبت بمرور الزمن الجميل، فلا بات هناك  مسرح، ولا ظل  فنُ جميل ولا نجوم، وما بقى من الذكريات إلا رفات مكان، نحكى عنه لأولادنا

فنحن نترك شيئًا من أنفسنا في المكان الذي نذهب إليه ثم نتركه خلفنا، ونبقيه هناك حتى ولو أننا رحلنا  فهناك أشياء بداخلنا لانجدها، إلا إذا عدنا للمكان ذاته.

 

وعندما نريد أن نتذكر نرحل إلى أنفسنا ونسافر إليها تأخذنا الذكريات وكأنها عجلات نركبها وتدور بنا  إلى المكان الذي سكن حياتنا، مهما كانت المسافات  .