معايشة داخل مراكز الإصلاح والتأهيل.. تكشف مراحل تأهيل «المذنبين»| صور

مراكز الإصلاح والتأهيل
مراكز الإصلاح والتأهيل

يحتاج نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل إلى التدريب والتأهيل النفسي، لتكوين شخصية جديدة أكثر إنتاجية ومواءمة ومواكبة ظروف الحياة في الخارج، بالإضافة إلى تقويم السلوك وصولا لتحصين النزلاء من الانحرافات السلوكية، حماية لهم وللمجتمع، وهو ما حدث بالفعل داخل مراكز الإصلاح والتأهيل النموذجية.

وتم تطوير المنظومة الطبية بقطاع الحماية المجتمعية، من خلال إنشاء مستشفيات متكاملة على أعلى مستوى مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية، هدفها الرئيسي الحد من تحويل النزلاء لمستشفيات خارجية، لسرعة أداء الخدمة الطبية للنزيل، ومساعدة جهات الدولة الأخرى من خلال توفير الأماكن التي كان يشغلها النزيل في المستشفيات الخارجية.

ما حدث من تطور ملحوظ في قطاع الحماية المجتمعية، جاء تنفيذًا للإستيراتيجية الحديثة، التي يطبقها اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، حيث ينتهج أسلوب السياسة العقابية الحديثة، ويشدد دائما على تطبيق أقصى معايير حقوق الإنسان داخل السجون، وتوفير كافة الإمكانيات لرعاية وتأهيل النزلاء. 

تأهيل النزلاء

منذ وصول السجناء سواء رجال أو سيدات، للسجن المخصص لهم لتنفيذ العقوبة الموقعة عليهم، يتم إجراء الفحوصات الطبية له، للتأكد من عدم إصابته بفيروس كورونا، ويتم عزل من لديهم أعراض، وتقديم الرعاية الصحية لهم، ويبدأ قيادات القطاع فى عملية التأهيل والتى تسهم فى تحويل السجين من مجرم إلى مواطن صالح، يبدأ حياة جديدة بعد قضاء فترة العقوبة.

يقوم قيادات وضباط القطاع، بتشغيل النزلاء كل فى الحرفة التى يجيد فيها، كما يتم تدريب من لا يجيدون على تعلم الحرف، والتى تساعدهم على كسب المال، من خلال الإنتاج وتحقيق هامش ربح من المبيعات، يستطيعون إرساله لذويهم خارج السجون، لمساعدتهم على المعيشة.. فضلا عن حرص القطاع على تقديم رعاية صحية متكاملة، حيث تم تطوير مستشفيات السجون وتجهيزها بالمعدات اللازمة.   

أكاذيب المنظمات المشبوهة

وأجرت «بوابة أخبار اليوم»، معايشة داخل الأماكن المخصصة لتأهيل نزلاء مركز إصلاح وتأهيل المرج، وما شاهدناه يؤكد مدى الإدعاءات الكاذبة التى تقوم بها المنظمات المشبوهة ممن يحاولون التربص بمصر، حيث كشفت الجولة، تطبيق أقصى معايير حقوق الإنسان داخل السجون بشهادة جميع النزلاء، الذين أعربوا عن شكرهم لقيادات السجون، على حسن الرعاية المختلفة، ومساعدتهم على تعلم حرف تساعدهم على ايجاد فرص عمل، بعد قضاء فترة العقوبة، مؤكدين وأن ما تروجه المنظمات المشبوهة كذب وافتراء.

اتعلمنا صنعة وبنكسب

بدأت بالمخبز الخاص بالسجن، وتبين تصنيع رغيف خبز مطابق للمواصفات، يتم تقديمه في الوجبات المخصصة للنزلاء، وكان اللافت للنظر، الحرص على تطبيق الإجراءات الإحترازية، وارتداء كافة النزلاء كمامات طبية، وقال السجين ممتاز محمد، والذى يقضى عقوبة 6 سنوات فى قضية مخدرات، قضى منها 3 سنوات، أنه يعمل من الساعة 8 صباحًا وحتى الثالثة عصراً، ويتقاضى راتبا شهريا - حسب الإنتاج- يستطيع أن يشترى منه كل ما يحتاجه من «الكانتين» الخاص بالسجن.. مضيفا : «بشتغل وبكسب وببعت فلوس لمراتى وولادى تساعدهم على ما أخرج من السجن، وأبدء حياة جديدة».

ويضيف إبراهيم المرسى، والذى يقضى عقوبة عام فى قضية هجرة غير شرعية : «كنت عايز أسافر اشتغل بره مصر، بس اللى اتعلمته هنا خلانى اتعلمت الدرس ولما هخرج هشتغل فى مهنى، بتاعمل أحسن معاملة هنا، ولو كنت هجرت بطريقة غير شرعية كنت ممكن أغرق وأموت زى اللى راحوا قبل كده، الحمد لله استفدت كتير واتعلمت صنعه هتساعدنى على الشغل بعد ما أخلص العقوبة». 

أطعمة «أورجنيك»

انتقلنا إلى مطبخ السجن، وشاهدنا اهتمام كبير بالنظافة، وراحة طعام تثير اللعاب، الجميع يعمل فى الوجبة المخصص لها، حسب الجدول المعتاد، ويتم تقديم وجبات لنولاء السجن تحتوى على جميع العناصر الغذائية، والأهم أن جميع الخضروات واللحوم والدواجن والأسماك، التى يتم إعداد الطعام منها، من إنتاج مزارع السجون، والتى تنتج بصورة طبيعية «أورجنيك».

وقال السجين أحمد إبراهيم، إنه يتلقى معاملة متميزة ويتم تقديم وجبات غذائية آدمية، موضحا أنه تعلم «الطبخ» داخل السجن، وأصبح يمتهن مهنة تمكنه من ايجاد فرصة عمل عقب انتهاء مدة العقوبة.. كما أكد السجين محمد رمضان، والذى يقضى عقوبة 5 سنوات، قضى منها عامين ونصف، أنه يتلقى زيارات منتظمة ومعاملة حسنة، ويتقاضى هامش ربح يتم وضعه داخل الأمانات، ويحصل منه على يريد بصورة منتظمة.

أنشطة متنوعة

وتتوافر داخل مستشفى السجن، غرف للكشف بمختلف التخصصات، بالإضافة إلى أجهزة للعلاج الطبيعي، وصيدلية بها كافة الأدوية للأمراض المزمنة وغيرها. 

كما تتوافر كافة الأنشطة مثل القراءة والرسم، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات دينية، وحضور واعظ ديني، مرة كل أسبوع للسجناء المسلمين والمسيحيين. 

كما تبين توفير فصول لمحو الأمية، يتم من خلالها استخدام عدة طرق لتعليم النزلاء.. حيث أكد عماد يسري حافط، واعظ السجن، أنه يبدأ تعليم السجين خطوة بخطوة، حتى يستطيع تعلم نطق الكلمات، ويتم تدريجيا تعليمه للجمل. 

وأضاف أنه يتم يتم عمل اختبارات للنزلاء، واستخراج شهادات من الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، ولم يتم الذكر فيها انه سجين.