مشاركات الرئيس السيسي في القمم العربية.. حضور متواصل

عبد الفتاح السيسي
عبد الفتاح السيسي

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال أعمال القمة العربية الـ32 بجدة، والتي عُقدت يوم الجمعة 19 مايو، بححضور عددٍ كبيرٍ من الزعماء والقادة العربي، والتي شهدت مشاركة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي خلال أعمال القمة، وعودة سوريا للمشاركة في القمة العربية، وعلى رأس وفدها الرئيس بشار الأسد، بعد غياب دام لـ12 عامًا.

وقال السيسي، في كلمته خلال أعمال القمة، إن المنطقة مرت بظروف استثنائية قاسية هددت أمن وسلامة الشعوب العربية، مشددًا على رفض التدخلالت الخارجية في شؤون الدول العربية.

وأكد السيسي ضرورة أن يكون مفهوم العمل العربي المشترك ممتدًا للتعامل مع الأزمات العالمية، مشددًا في الوقت ذاته على أن الأمن القومي العربي لا يتجزأ.

واعتاد الرئيس السيسي على حضور القمم العربية المنعقدة على مستوى الزعماء العرب، وذلك منذ توليه السلطة في مصر في يونيو عام 2014.

اقرأ أيضًا | إعلان جدة يؤكد ضرورة التهدئة في السودان وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف 

القمة العربية بشرم الشيخ 2015

أول حضور للرئيس السيسي في القمم العربية، كان في القمة العربية العادية السادسة والعشرين، والتي استضافتها مدينة شرم الشيخ أواخر شهر مارس عام 2015.

وفي كلمته خلال القمة، قال السيسي: "عانت أمتنا العربية من المحن والنوازل منذ إنشاء جامعتها.. ما بين الكفاح من أجل تحرير الإرادة الوطنية أو للتخلص من الاستعمار أو الحروب التي خاضتها دفاعًا عن حقوقها.. وبين تداعيات المشكلات الاقتصادية الخارجية والداخلية.. لكن هذه الأمة وفي أحلك الظروف لم يسبق أن استشعرت تحديًا لوجودها وتهديدًا لهويتها العربية كالذي تواجهه اليوم، على نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها ويعمل على تفكيك نسيج المجتمعات في داخل هذه الدول ذاتها".

وأردف قائلًا: "إن بعض الأطراف الخارجية تستغل الظروف التي تمر بها دول عربية للتدخل في شئونها أو لاستقطاب قسم من مواطنيها بما يهدد أمننا القومي بشكل لا يمكننا إغفال تبعاته على الهوية العربية وكيان الأمة.. فلقد أغرت تلك الظروف أطرافًا في الإقليم وفيما وراءه وأثارت مطامعها إزاء دول عربية بعينها، فاستباحت سيادتها واستحلت مواردها واستهدفت شعوبها".

وتابع: "وقد تفاعلت تلك التدخلات مع مؤثرات أخرى كالإرهاب والظروف الاقتصادية والاجتماعية.. بل وحتى الاحتلال.. لتزيد من وطأة التحديات وتخدم بذلك أهدافاً تضر بمصالح الأمة العربية وتحول دون تحقيق تقدمها".

القمة العربية في تونس مارس 2019

وشارك السيسي في القمة العربية في تونس، والتي جرت في أواخر مارس عام 2019، وهي آخر قمة عادية على مستوى القادة العرب.

وخلال كلمته، قال السيسي: "بعض التحديات التي تواجه الأمة العربية متراكم، وهو جزء من إرث مرحلة التحرر الوطني، ومرحلة تأسيس جامعة الدول العربية في الأربعينات من القرن الماضي، ويأتي على رأسها الصراع العربي الإسرائيلي، والذي أثق في أننا جميعًا نتفق على أنه لا مخرج نهائي منه إلا بحل سلمي شامل وعادل، يعيد الحقوق إلى أصحابها".

وأوضح السيسي أنه يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتعود الجولان المحتلة إلى سوريا، لتتحرر جميع الأراضي العربية المحتلة، ويتم طي هذه المرحلة المؤلمة، التي استنزفت الأمة وطاقاتها لسبعة عقود، وتبدأ مرحلة السلام الشامل والعادل وإعادة البناء

القمة الطارئة مايو 2019

وشارك السيسي في القمة العربية الاستثنائية الرابعة عشرة، التي عُقدت في 30 مايو 2019 في مكة المكرمة، بالسعودية، برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، لبحث التدخل الإيراني في المنطقة، إثر الهجوم الذي استهدف سفنًا تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهجوم الحوثيين على محطتي ضخ نفطيتين بالسعودية.

وأكدت الدول العربية تضامنها وتكاتفها أمام التدخلات الإيرانية، وشددت على تمسكها بقرارات القمة السابقة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وأدانت أيضًا تدخلات إيران في شؤون البحرين، وتأثيرها على وحدة سوريا، واحتلالها للجزر الإماراتية، ودعمها الجماعات الإرهابية.

وفي كلمته، قال السيسي: "إن الهجمات التي تعرضت لها المرافق النفطية في المملكة العربية السعودية الشقيقة مؤخرًا من جانب ميلشيات الحوثي، والمحاولات المتكررة لاستهداف أراضيها بالصواريخ، وكذلك الاعتداءات التي تعرضت لها الملاحة في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية الشقيقة، تمثل بدون شك أعمالا إرهابية صريحة، تتطلب موقفا واضحا من كل المجتمع الدولي لإدانتها أولا، ثم للعمل بجميع الوسائل لردع مرتكبيها ومحاسبتهم، ومنع تكرار هذه الاعتداءات على الأمن القومي العربي، وعلى السلم والأمن الدوليين".

وطالب الرئيس السيسي في كلمته المجتمع الدولي بتحمل مسئوليته كاملة تجاه هذه التهديدات، مشددًا على القادة العرب أيضًا ضرورة تفعيل آليات التعاون العربي في مجال مكافحة الإرهاب وتدعيم القدرات الذاتية على مواجهته.

قمة الجزائر نوفمبر 2022

وعاد الرئيس السيسي ليشارك في القمة العربية الـ31، التي جرت في الجزائر في نوفمبر من العام الماضي، وأكد خلال كلمته أن ضمان قوة وحدة الصف العربي هي خطوة أساسية على صعيد تأسيس علاقات جوار إقليمي مستقيمة تستند إلى مبادئ غير قابلة للمساومة وملزمة للجميع، وهي احترام استقلال وسيادة وعروبة دولنا، وتحقيق المنفعة المتبادلة، وحسن الجوار والامتناع الكامل عن التدخل في الشئون العربية.

وأردف قائلًا: "وتظل مصر طامحة وراغبة في تحقيق شراكة فعلية فيما بين دولنا على أرضية ما يجمعنا من تاريخ مشترك، والتطلع نحو مستقبل أكثر ازدهاراً يتشكل من خلال اضطلاع كل دولة بمسئولياتها على النطاق الوطني في سياق أوسع من العمل الجماعي علي تعزيز قدراتنا العربية سياسياً واقتصادياً وأمنياً، فتكامل القدرات المتباينة إنما ينشئ منظومة صلبة قادرة على مواجهة التحديات المشتركة، والأزمات الدولية المستجدة بما في ذلك أزمتي الطاقة والغذاء، بل إنها ستوفر الحماية الرئيسية لنا جميعاً من الاستقطاب الدولي الآخذ في التصاعد في الفترة الأخيرة".

وتابع قائلًا: "إن المضي قدماً على طريق اللحاق بركب التقدم والتنمية يتطلب العمل الجاد على تسوية مختلف أزمات عالمنا العربي، وعلى رأسها دومًا وأبدًا القضية الفلسطينية، وأود هنا الإشارة إلى أن قدرتنا على العمل الجماعي لتسوية القضية واسترجاع الحقوق الفلسطينية، كانت تاريخيًا وستظل المعيار الحقيقي لمدى تماسكنا".

ومضى يقول: "كما تظل المبادرة العربية للسلام تجسيداً لهذا التماسك ولرؤيتنا المشتركة إزاء الحل العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وبما يكفل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيد للفلسطينيين وطنهم، وتسمح بعودة اللاجئين بما يتسق مع مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية".