السودان وسوريا.. على رأس أولويات قمة التجديد والتغيير

الرئيس السيسي وبشار الأسد رئيس سوريا
الرئيس السيسي وبشار الأسد رئيس سوريا

شهدت المملكة العربية السعودية قمة عربية جديدة، يشار إليها باعتبارها قمة «التجديد والتغيير» ويسعى العرب من خلالها إلى تفعيل آليات مشتركة للتنمية الاقتصادية بين الدول العربية وإلى إعادة صياغة منظومة الأمن القومي العربي فى عالم يموج بالصراعات القطبية والاستقطابات الدولية.

ناقشت هذه القمة مجموعة من الملفات المطروحة على طاولة القادة العرب وتمثل تحديا كبيرا يمس أمن دولهم واستقرارها، فى مقدمة هذه التحديات الأزمة السورية حيث شارك فى هذه القمة الرئيس السورى بشار الأسد للمرة الأولى منذ ١٢ عاما، بعد أن أدى اندلاع الصراع فى سوريا عام ٢٠١١ إلى تجميد عضويتها فى الجامعة العربية،ليعود وزراء خارجية العرب فى ٧ مايو الجارى للتصويت لصالح عودة دمشق لمقعدها وأعلنوا فى بيان الحرص على إطلاق دور عربي قيادى لحل الأزمة السورية بشكل شامل، فى توافق نادرا ما شهدته المواقف العربية ازاء أزمة تتشابك فيها الأطراف والمصالح الدولية وأسفرت عن لجوء أكثر من 5٫5 مليون لاجئ فى دول الجوار، لكن هذه الخطوة لم تلق استحسان الولايات المتحدة الأمريكية التى اعتبرت أن النظام السوري لا يستحق هذه الخطوة مشككة فى رغبته فى إيجاد حل للصراع الدائر فى البلاد.

اقرأ أيضًا | إعلان جدة الصادرعن القمة العربية الــ32 يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية

وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد قال خلال تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية إن مشاركة بلاده فى هذه القمة تعتبر «فرصة جديدة حتى تقول دمشق للعرب إنها لا تتطلع إلى الماضى وإنما إلى المستقبل».

أما أحدث تحدٍ يواجهه الزعماء العرب فى قمتهم الثانية والثلاثين، فهو القتال الذى اندلع فى السودان منتصف أبريل الماضى بين القوات المسلحة السودانية وميليشيات الدعم السريع، حيث تفرض الأوضاع فى السودان نفسها بقوة على أعمال القمة العربية، بسبب المخاوف من امتداد تأثير الأزمة السودانية إلى العديد من دول الجوار، وتحول السودان إلى أرض خصبة للتنظيمات الإرهابية جراء إطالة أمد هذه الأزمة، فرغم توقيع الجيش السودانى وقوات الدعم السريع اتفاقا أوليا فى جدة بالمملكة العربية السعودية فى 11 مايو الجاري، فإن القتال فى العاصمة الخرطوم وبعض المناطق الأخرى لا يزال مستمرا كما لا يزال الطرفان يتبادلان الاتهامات بالمسئولية عن استمرار القتال، مما زاد الأوضاع الإنسانية سوءا وأدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة وعدم توافر السلع الأساسية بالإضافة إلى مقتل وإصابة مئات الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، ونزوح ما يقرب من مليون شخص.

وناشدت الأمم المتحدة العالم بتوفير ثلاثة مليارات دولار لتمويل المساعدات الإنسانية فى السودان، والدول المجاورة التى تؤوى لاجئين فارين من الصراع هناك.

وتسعى عدة دول إلى اقناع الطرفين بإجراء مفاوضات مباشرة تُفضى للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار فى البلاد وتكون أساسا لتسوية سياسية تنقذ السودان من الغرق فى أتون الفوضى.