سيد شليان يكتب: مات عمي.. ولم يأت طبيب المخ والأعصاب!! 

سيد شليان
سيد شليان

تحل بعد أيام ذكرى أربعين "عمي عواد" الذي رحل بسبب إهمال ورعونة بعض الأطباء بمعهد ناصر، الذين لا يشغل بالهم أرواح الأبرياء.. رحل عمي العزيز وترك جرحا غائرا، أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته. 

بدأت الحكاية عندما هاتفني أبي في أحد ليالي العتق من النار في رمضان المنقضي، وفي تمام الرابعة صباحا يستغيث.. الحق عمك تعبان.. وكان عمي يجلس معنا قبلها بساعتين أمام منزلنا، هرولت مسرعا بصحبة شقيقي إلى منزل عمي على الفور وبمساعدة جار لنا نقلنه على الفور إلى مستشفى قليوب التخصصي، وكان في حالة من عدم الاتزان على أثر أصابته بمرض الضغط المزمن كما كنا نظن. "وصلنا إلى المستشفى تمام٤:١٥ فحص طيب الإستقبال حالة عمي، وقمنا بعمل إشاعة مقطعية على المخ ثم وجهنا بتحويل إلى مستشفى معهد ناصر وكل ذلك عمي يجلس على كرسي.
 
انطلقنا إلى معهد ناصر وعند الوصول شرحت بإيجاز لطبيب الاستقبال ما حدث في مستشفى قليوب التخصصي وأطلعته على جواب التحويل الذي بدوره وجه بأخذ بعد العينات من الدم لإجراء بعد التحاليل وبعد فحص عمي وجه الطبيب بعمل إشاعة رنين على المخ، ذهابنا إلى قسم النوم أقصد الأشعة، وكان الفني المسئول يغط في نوم عميق، وظل بعض الوقت ينظر إلينا ولا يحرك ساكنا وكأنه بلسان حاله يقول - «ايه البلاوي دي».
 
توجهت صوب عمي لنقله إلى سرير الأشعة، ونظرا لضخامة بنيان عمي كان عملية نقله على الجهاز صعبة للغاية لأني كنت أقوم بكل ذلك بمفردي، بسبب رفض الأمن الإداري دخل أي شخص معي "هنا طبيب الاستقبال يحقن عمي بحقنة بنج٢٠ سم ثم حقنه أخرى ٥سم" ولا أعلم ما علاقة الأشعة بالبنج كي يخلد عمي إلى النوم، ولا كانه خلد إلى أبد الدهر. 
 
انتهينا من عمل الأشعة في تمام حوالي ٥:٤٥، وعندما سألت الطبيب على التشخيص المبدئي، قال لي "عليك أن تنتظر مناوب المخ والأعصاب الذي يمر على المرضى في الرعاية المركزة، و سيأتي لك بعد قليل ليطلعك على تفاصيل الحالة". 
 
حتى تمام السابعة والنصف، لم يأت طبيب المخ والأعصاب، وعمي يصارع الموت، وصوت أنفاسه يكاد يصل إلى أخر الغرفة التى كنا بها في المكان المخصص للاستقبال بالمستشفى. 
 
توقفت فجأة أنفاس عمي، وقد فارق الحياة، ولم يأت طبيب المخ والأعصاب!!، ورغم المصاب الجلل حاول الطبيب المسئول مساومتي حال رفضت أن أقوم بإنهاء أوراق الدفن من مكتب الصحة التابع له المستشفى، وعدم إعطائي تقرير طبي بالوفاة. 
 
●على الهامش...
ثلاثة آلاف جنيها قمت بإنفاقهم في مستشفيين حكوميين، من الساعة الرابعة صباحا وحتى السابعة صباحا، علما بأني دخلت المستشفى من الباب المخصص للطوارئ.