صباح الجمعة 

أرمنيوس المنياوي يكتب: الحوار الوطني ودور الأحزاب

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

ما أشبه الليلة بالبارحة في 26 إبريل الماضي أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية صرخة الحوار الوطني من أجل جمهورية جديدة .. جمهورية تحتوي الجميع .. جمهورية نتباهى بها أمام الأمم وبالفعل بدأت أولى جلسات الحوار في الثالث من مايو الجاري برئاسة المنسق العام  الزميل الدكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين السابق ورئيس الهيئة العامة للإستعلامات، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.

البعض لايفهم حقيقة ومحتوى كلمة حوار ولايعلم أن هذه الحوارات ليست بدعة، ولكنها تراث مصري قديم ومهد للحضارات وللدول التي صرنا ننظر إليها بإنبهار شديد  وطبيعي أن الحوار يأتي عندما تكون هناك أزمة ومن خلال هذه الأزمة تتبلور لنا كلمة حوار و لابد من البحث عن حلول،  والحلول لأزمات الدول لا تأتي إلا من خلال حوار ..حوار يضم كافة القوى السياسية والإقتصادية والإجتماعية وبعض من فئات ممثلي المجتمع في أى دولة تبحث عن حلول لبعض ما تتعرض له من تحديات .
 
وفي هذا الصدد فأنني أشد على يد القيادة السياسية من أجل اللجوء لهذا المحور ليكون مفتاحا لمواجهة أي تحديات تواجه الوطن وهي كثيرة،  فالوطن بالفعل يواجه تحديات عارمة وثقيلة تنأى بها الجبال وليس قدرات حكام.. فالحمل ثقيل يكفي أننا لدينا إنفجار سكاني يلتهم أى بوادر أمل لتحقيق أي تنمية في أي قطاع وما لم نسعي بشكل علمي من خلال حوار مجتمعي فأن هذا المحور كفيل بإدخالنا دائرة الإحباط التنموي.
ومن أساسيات نجاح أى حوار هو المصارحة والمكاشفة بأوضاعنا وما وصلنا إليه ليس فقط  بسبب عوامل داخلية ولكن أيضا هناك مسببات خارجية فوق طاقة أى مسئول ولاسيما أزمة كورونا وحرب روسيا وأوكرانيا وأختتمت مؤخرا بما هو حادث في السودان الٱن.
 
ومثلما يقولون في المثل الشعبي مفيش حد بيقول يارب أتعسني وأى حكومة رشيدة تتمنى سعادة شعبها لأن ذلك سيخلق الراحة في محيط وزرائها، والوزراء هم تروس وقد يحدث خلل في ترس ما وهو ما يشبه  ألم الأسنان وفي تلك الحالة لإما أطوره من خلال حشوه أو لو أني وجدت عدم فائدته فأن قرار خلعه أو تغييره يكون هو الأصوب ..فالحكومة عندنا تحتاج أن تشتغل على نفسها شوية  من أجل التحديات الجديدة ولا مانع من التغيير سواء كان التعبير كليا أو جزئيا  إذا لزم الأمر حتى لايتحول أمر الوزراء الي موظفين وليسوا وزراء إدارة سياسات وتوجيه منظومة العمل ..هناك وزراء ليست لديهم القدرة على التغيير أو العمل بما يتناسب مع طبيعة المرحلة ولابد من مناقشة ذلك في الحوار الوطني بما في ذلك مواصفات الوزير ورئيس الوزراء فالأسس التي كان يتم الإختيار على أساسها الوزير في ثمانيات القرن الماضي لم تعد تصلح في الألفية الجديدة والتي تغير فيها كل شيئ بما فيه التعليم والتواصل مع الجماهير, ونفس الأمر ينطبق على أعضاء المجالس النيابية في غرفتي الشيوخ والنواب.فالعضو لابد وأن يكون مثفغا ملما بملفات بلاده الداخلية والخارجية وموجود في الشارع مع الناس.
 
 
 وفي هذا الإتجاه فأنني  أطالب بضرورة وجود القائمة النسبية في الانتخابات النيابية  وليست قائمة القطار والتي تبدأ من القاهرة شمالا الي أسوان جنوبا ..فهذه القائمة فيها ظلم للنائب والناس معا ولايمكن أن يكون التمثيل الدائري فيها صحيحا وسليما، وأيضا العمل الحزبي يحتاج تطوير من خلال كوادر سياسية كاملة الأوصاف وليست كوادر تشبه الجلابية المقطعة في الكم ومن الخلف ومن الأمام أيضا.
 
وظني أن الدولة جادة في الحوار وهي ملزمة بكل ما يثمر عنه ولن يكون حوار الطرشان لأن الدولة في حاجة لحوار بسبب التحديات الداخلية والخارجية التي فرضت عليها في السنوات بل في  الشهور الأخيرة وأنني أثمن كافة القوى السياسية التي حرصت على المشاركة في الحوار وتلبية دعوة السبد الرئيس عبد الفتاح السيسي  لأننا بالفعل  في حاجة لكل رأى صائب ولكل فكرة صالحة.. وعنوان الحوار في محله وهو بالفعل حوار وطني ولا وقت للذين يسخرون من الحوار فإن الزمن كفيل بأنه يتخطاهم وتتجاوز البلاد أزماتها بإذن الله ولدينا إستحقاقات مهمة قادمة  وربما تغييرات في الخريطة الحزبية قد تشهدها الساحة وذلك لضبط ما قد يكون خرج من حساباتنا دون أن نستوعبه ولعل المحليات جزء مهم جدا من خريطة الحياة السياسية في مصر وقد ظهرت الحاجة إليها أكثر من أى. وقت مضي حتى لا تتوقف مصالح المواطنين..فالمحليات هي القاعدة التي تبني عليها مثلث الحياة الإجتماعية والثقافية والسياسية، ويقيني أن تلك الحياة  لن تقف على أحد مهما كان ..فالوطن هو الباق وكلنا ذاهبون حفظ الله مصر والمصريين.
 
=========
 ٱخر السطور 
 =========
 
* حقيقي لا أفهم حتى الٱن ماهو  السر وراء تأخر تعيين نواب لرئيس جامعة المنيا  ؟ والسؤال لوزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور ..  هو من قلة الكوادر وهل بالفعل  الجامعة تخلو من قيادات يصلحون لأن  يكونوا نواب رؤساء جامعة  وحتى بعض الكليات يدير معظمها قائم بالأعمال .ليه إن شاء الله ..ولماذا لايكون القائم بالأعمال  عميدا ؟ ده شغل تخريب وليس تعمير في مؤسساتنا التعليمية وهذا الأمر لايقتصر فقط على جامعة المنيا، بل في غالبية جامعات مصر ..وبعض المؤسسات نجد فيها نفس هذا الأمر ويمتد سنوات مصطلح قائم بالأعمال  مثلما هو الحال في كلية زراعة المنيا.
 
* الأحزاب السياسية لدينا لكي  تتواجد بشكل صحيح وتكون مقنعةفانها  تحتاج في الوقت الحالي إلى عملية  غربلة وهيكلة كاملة من فوق لتحت،  ولاينبغي أن يكون دور الأحزاب مقتصر على ملء  كرتونة أو عمل قافلة .  ده شغل جمعيات ومؤسسات مجتمع مدني ونقابات ولايصنع كوادر سياسية ولا نيابية وهي مفاهيم مغلوطة ..الأحزاب لابد وان تضطلع بدور أكبر من ذلك بكثير من خلال ناس تفكر وتعمل ويكون لها ثقل في الشارع .. شخصيات ليست مبرمجة ولكنها هي التي تحرك الكمبيوتر وليس العكس ..كل الأحزاب ولاسيما الكبيرة منها ولا اقصد حزب محدد ..نحن نحتاج أن يكون لدينا أحزاب سياسية قادرة على تكوين  ظهير شعبي مساند بجد الدولة المصرية خلال الفترة القادمة.
 
* الرئيس عبد الفتاح السيسى وضع يده على. قضايا وفتح دمامل جمع دمل بتخفيف الميم لم يجرؤ أي رئيس قبله على فتحها ..تأخرنا كثيرا في مواجهة قضايا عديدة وأولها الدعم والبنية التحتية مما جعل هذا الجيل مكتوب عليه أن يتحمل ما صنعه السابقون وذلك من أجل الأجيال القادمة اولادنا وأحفادنا.. الناس التي لاتشعر بما يتم من تطوير وبنية تحتية عليه  أن ينظروا لما حدث  لدول عديدة  من حولنا ذهبت في خبر كان ليس بها أمان ولا ستر ..شكرا سيادة الرئيس.