يمكن إزالة الأورام الحميدة والمتحورة وأيضا الخبيثة من الدرجة الأولى

بأحدث التقنيات.. مصرية تعلم أطباء أمريكا «تشفية الأورام»

د. شيماء مع زملائها من فريق العمل
د. شيماء مع زملائها من فريق العمل

استطاعت أن تبهر العالم بما توصلت إليه وجعلت أطباء أمريكا يتسابقون على المجيء لمصر ليتعلموا أحدث التقنيات الطبية التى يمكنها معالجة أنواع أورام الجهاز الهضمي من خلال تقنية «تشفية الأورام بالمناظير».. إنها الطبيبة المصرية شيماء الخولي، أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي واستشاري مناظير الجهاز الهضمى العلاجية التداخلية بكلية طب قصر العينى بجامعة القاهرة.
 

بدأت حكاية الدكتورة شيماء عندما قررت تحقيق حلمها فى العمل بتقنية تشفية الأورام وتصبح مصر رائدة فى هذا المجال، بدلا من تواجدها فقط داخل ورش العمل التى ينفذها الأجانب، وكان الدكتور مازن نجا، رئيس وحدة المناظير بالقصر العيني، أول من تبنى الأمر وظل يأتى بالأطباء الأجانب لسنوات طويلة إلى مصر لتنفيذ هذه التقنية العالمية أمام أطباء المناظير بالقصر العيني؛ لتعلم كيفية إجرائها وأدق التفاصيل لنجاحها.

وبالفعل تم تكوين فريق يضم كلا من الدكتورة شيماء الخولي مع زميلين آخرين من القصر العيني، هما الدكتور محمد الشربينى والدكتور كريم عصام، للتدريب على كل ما يخص هذه التقنية الحديثة عالميا، والذين قضوا سنوات طويلة فى العمل الشاق حتى كلل الله تعبهم بالنجاح فى التخفيف عن المرضى مرارة انتظار الخبراء الأجانب لعمل هذه التدخلات أو الاضطرار لإجراء عمليات جراحية عنيفة، فضلا عن أنه أصبح يتم إرسال الحالات إلى فريق العمل من جميع أنحاء مصر والوطن العربي.

اقرأ أيضًا | وفد من كبرى شركات الأدوية البرتغالية يتفقد أول مصنع مصري لمستحضرات الأورام 

◄ بداية الرحلة
وتقول الدكتورة شيماء: «سافر أعضاء فريق العمل إلى العديد من الدول العربية والأجنبية للعمل بشكل فعلى على عدد كبير من الحالات المرضية ونشر أبحاث عن كل ما يتم القيام به، ما ساعد فى خلق رؤية عالمية عن عمل الفريق فى هذه التقنية، وقام الأطباء بالفعل بإجراء الحالات الأولى كل على حدة، ولعل أهم عمليتين هما عملية تشفية الأورام السطحية للجهاز الهضمى ESD، وعملية شق عضلة الفؤاد للمرضى الذين يعانون عدم القدرة على البلع بدون أى تدخل جراحى كما كان معتادا من قبل، الأمر الذى أحدث أصداء واسعة جعلت الجمعية الأمريكية تتقدم بدعوة رسمية للدكتورة شيماء تدعوها للسفر إلى الولايات المتحدة، كأول طبيبة مصرية عربية، بغرض تدريب بعض الأطباء على تقنية تشفية الأورام فى أكبر مؤتمر عالمى للجهاز الهضمى بمدينة سان دييجو بولاية كاليفورنيا ضمن 6 أطباء من اليابان وفرنسا وأمريكا، وكان ذلك فى العام الماضي، ثم تكررت الدعوة للمرة الثانية على التوالى فى العام الجارى ولكن ليس بغرض التدريب ولكن لإلقاء ثلاث محاضرات طبية لشرح التجربة المصرية فى تشخيص الأورام وقدرة الفريق المصرى الأول فى مصر والشرق الأوسط على نشر هذه التقنية فى الدولة العربية وأفريقيا، وتوضيح طبيعة عملها وطرق التنفيذ، وترى أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي، أن الدعوة لتدريب الأطباء فى أمريكا لإلقاء المحاضرات العلمية كانت تجربة فريدة من نوعها جعلتها تشعر بالفخر والانتماء لبلدها مصر.

◄ كيف تعمل التقنية؟
وأوضحت الدكتورة شيماء طبيعة العمل بهذه التقنية قائلة: الفكرة تعتمد على إجراء جراحة صغيرة الحجم لأورام الجهاز الهضمى السطحية فقط، عن طريق المنظار الباطنى وليس الجراحي، حيث يتم إدخال المنظار عن طريق فتحة طبيعية سواء الفم أو الشرج، بدون إحداث أى جرح خارجى للمريض، وتعتمد هذه التقنية بالأساس على أن جدار الجهاز الهضمى مكون من عدة طبقات، وإذا وجد الورم فى الطبقات الثلاث الأولى يكون الوضع مطمئنًا إلى حد ما، ويمكن التدخل وإزالة الورم بسهولة قبل أن ينتقل إلى الجدار الرابع ويصبح أكثر صعوبة، لذا يمكن من خلال تقنية تشفية الأورام إزالة الأورام الحميدة والمتحورة - أى ما قبل الخبيثة - وأيضا الأورام الخبيثة من الدرجة الأولى، وفى هذه الحالة لا يحتاج المريض إلى أى تدخل جراحى فيما بعد، كما أن احتياجه لجرعات من العلاج الكيماوى والإشعاعى تكون بنسبة ضئيلة فى أغلب الأحيان، مشيرة إلى أن درجة نجاح العملية تتعدى نسبة الـ95%، كما أن أبرز المزايا التى تقدمها تقنية تشفية الأورام بالمناظير هى القدرة على المحافظة على الأعضاء الداخلية للجسم بدون مساسها بسوء، خاصة أورام المستقيم التى كانت تستدعى استئصالاً جراحياً لجزء من الأمعاء أو القولون خلال العمليات الجراحية.