فيلا دليسبس.. شاهد على تاريخ الإسماعيلية | صور

فيلا دليسبس
فيلا دليسبس

كتب فتحي البيومي

شأنها كشأن بعض المباني التى تحمل الثراث المعماري ذات الطابع الفرنسي وقد تكون أهم هذه المبانى حيث شهدت فيلا دليسبس أهم الأحداث والاتفاقيات التى شهدتها محافظة الإسماعيلية خاصة مشروع قناة السويس العظيم .

ونظرا لأهمية فيلا دليسبس فقد حرصت الدولة في السنوات الأخيرة لتحويلها إلى متحف به كل مقتنيات المهندس الفرنسي وبعض الوثائق الهامة التى تحمى تاريخ قناة السويس ومحافظة الإسماعيلية .

اقرأ أيضا| اعتماد 3 منشآت لطب الأسرة بالإسماعيلية طبقًا للمعايير الدولية

فرديناند دليسبس.

هو أحد المهندسين السياسيين في فرنسا والذي عكف على دراسة مشروع يربط البحر الاحمر بالبحر المتوسط لسنوات عديدة وكانت أولى محاولاته في تنفيذ المشروع بمحاولة إقناع الخديوي عباس به ولكنه محاولاته باءت بالفشل، ولكنه كرر المحاولة مرة أخرى في عهد الخديوي سعيد وقد كللت محاولاته بالنجاح هذه المرة حيث استطاع إقناع الخديوي سعيد بالمشروع ، واستطاع تنفيذه وباشر الأعمال بداية من مرحلة الحفر حتى مرحلة الافتتاح، كما ساهم دليسبس في تخطيط مدينة الإسماعيلية وكان له دورا في تحويل الاسم من مدينة التمساح الإسماعيلية رغبة منه في التقرب من الخديوي إسماعيل الذي تم افتتاح القناة في عهده .


إنشاء لفيلا دليسبس.
وعن تاريخ إنشاء فيلا دليسبس والمراحل التى مر تطويرها بها يقول الباحث والمؤرخ "أحمد فيصل" قد تم إنشاء استراحة المهندس الفرنسي دليسبس في شارع محمد على لتكون قريبة من موقع الحفر حتى يتثنى له متابعة أعمال الحفر ويكون قريبا من موقع الحفر وقد بنيت الاستراحة بشكل مبدئى على هيئة مثلث قاعدته على شارع محمد علي وبشكل بانورامي ليتمكن من كشف المساحات المحيطة بالاستراحة وبذلك تمكن من متابعة وكشف كل الأعمال المتعلقة بالحفر في المساحات المحيطة بالاستراحة وقد كلف حينها المهندس الفرنسي "هاردون" وذلك في عام ١٨٦٢ وذلك لمتابعة أعمال الحفر التى استغرقت قرابة ال ١٠ أعوام وقد طرأ على الاستراحة بعد ذلك بعض أعمال التطوير والتوسعة عامي ١٩٠٢ و١٩٠٨ وقد حرص المهندس الفرنسي دليسبس على جلب كل سبل الترفيه والمعدات التى تمكنه من إتمام العمل في سلاسة واتقان.


الطابع المعماري لفيلا دليسبس.
وعن الطابع المعماري لفيلا دليسبس يقول "فيصل" كما قولنا سابقا فقد كانت بداية إنشاء الفيلا كونها مجرد استراحة على شكل مثلي بانورامي على شارع محمد علي ولكن أعمال التطوير التى لحقت بها بعد ذلك قد أعطتها شكلا مختلفا حيث أصبحت فيلا أكثر حضارة تتسم بالطابع الفرنسي في الإنشاء والامكانيات حيث زودت بمدافئ ومداخن وكثير من سبل توفير حياة معيشية توفر للقاطن بها بعض من الرفاهية التى تمكنه من ممارسة ومتابعة أعماله بشكل أكثر أريحية وإتقان .


تحويل فيلا دليسبس لمتحف .
ويذكر "فيصل" أن الدولة اتجهت في السنوات الأخيرة لتحويل فيلا دليسبس لمتحف يضم كل الوثائق وبعض المقتنيات التى تعد شاهدا على تاريخ قناة السويس ومدينة الإسماعيلية ويعد هذا المتحف من أهم وسائل التوثيق التى تؤرخ الفترات التى مرت بها قناة السويس من بداية الحفر وحتى الافتتاح وليس الأمر مقتصرا على ذلك فقط فهناك أيضا الفترة التى عاشها المهندس الفرنسي دليسبس ودوره في إنشاء مدينة الإسماعيلية بدء منذ أن كان يطلق عليها مدينة التمساح وحتى تغير اسمها لمدينة الإسماعيلية وذلك اقتراح دليسبس رغبة منه في التقرب إلى الخديوي إسماعيل.


وصف فيلا دليسبس.
وعن وصف الفيلا من الداخل يقول "فيصل" الفيلا محاطة من الداخل بحديقة واسعة والدور الأول به صالة استقبال الضيوف مزينة جدرانه بالاخشاب المنحوتة والمزركشة ببعض الرسومات التاريخية تجعل الجالس فيها بأنه وسط لوحة فنية لأعظم نحاتى ورسامي العالم كمان الفيلا مبنية بالتراز الفرنسي المحافظ بالأصول الفرنسية القديمة والعمارة الفرنسية الرائعة ، وبعد ذلك يعلو الدور الثاني والذي يشمل عدة غرف ملحق بكل غرفة منها حمام خاص بها وكانت تستخدم لإقامة الوفود الفرنسية التى تزور مصر ومنطقة قناة السويس حينها .

ويضيف "فيصل" وكما قولنا سابقا تم اختيار موقع الفيلا منذ أن كانت استراحة بسيطة لتبنى بشكل بانورامي يمكن من فيها من كشف كل الأماكن المحيطة بها.