أصل الحكاية

شكري رشدي يكتب: السعادة قرار شخصي

شكري رشدي
شكري رشدي

فى خلال حلقة نقاشية للأزواج فى إحدى الجامعات.. طلب أحد المتكلمين من إحدى الزوجات الصعود إلى المنصة.. وسألها: هل زوجك يجعلك سعيدة؟

فى هذه اللحظة وقف زوجها أكثر استقامة، مما يدل على ثقته الكاملة، كان يعرف أن زوجته ستقول نعم إنها سعيدة دائما.. لم تشتكِ أبدا من أى شيء أثناء زواجهما وهو سعيد لسعادتها.. ومع ذلك.. أجابت زوجته على السؤال بـ «لا».. «لا زوجى لا يجعلنى سعيدة».
كان الزوج محتارا ولكن زوجته استمرت.. «زوجى لم يجعلنى سعيدة ».. لكن أنا سعيدة..

أما إذا كنت سعيدة أم لا.. لا يعتمد عليه ولكن يعتمد علىّ أنا.. فأنا الشخص الوحيد الذى تعتمد عليه سعادتى.. لذلك اخترت أن أكون سعيدة فى كل حالة وكل لحظة من حياتى.

فإذا كانت سعادتى تعتمد على شخص آخر.. أو شيء أو ظرف.. فسوف أكون فى ورطة خطيرة، كل ما هو موجود فى هذه الحياة يتغير باستمرار.. الإنسان.. الثروات.. والمتعاطفون معى والأصدقاء.. وصحتى الجسدية والعقلية.

أستطيع أن أسرد قائمة لا نهاية لها.
إذاً أنا بحاجة إلى أن أُقرر أن أكون سعيدة بعيدا عن أى شيء آخر يحدث لى.. سواء أملك الكثير أو القليل أنا سعيدة. سواء أخرج أم أبقى فى المنزل وحدى أنا سعيدة.. سواء كنت غنية أو فقيرة أنا سعيدة..

أنا متزوجة الآن، ولكن كنت سعيدة أيضا قبل الزواج.
أنا سعيدة لنفسى.

أحب حياتى ليس لأن حياتى أسهل من أى شخص آخر، ولكن لأننى قررت أن أكون سعيدة.. إذاً كفرد أنا مسئولة عن سعادتى.
عندما أخذت هذه المسئولية حررت زوجى وأى شخص آخر من حمل هم سعادتى على أكتافهم.. مما يجعل حياة الجميع أسهل بكثير.
وهذه هى الطريقة التى كانت سبب زواجنا الناجح لسنوات عديدة.. لذلك لا تعطوا أى شخص آخر الحق فى السيطرة على سعادتكم.
ياعزيزى:

كن سعيدا، حتى لو كان الجو ساخنا، حتى لو كنت مريضا، حتى لو لم يكن لديك المال، حتى لو كان شخص ما يؤذيك، حتى لو كان شخص ما لا يحبك، وحتى لو كنت لا تُقدر نفسك.