نهار

عبلة الرويني تكتب: لون بشرة كليوباترا !!

عبلة الرويني
عبلة الرويني

الاعتراض على عمل فنى مخالف لنظرتنا، أو مناقض لرؤيتنا ومضاد لأفكارنا.. لا يكون أبدا بالمنع والمصادرة، ولا بالشجب والإدانة... لكن مواجهة الفكرة بالفكرة، وتقديم أعمال فنية توضح وجهة نظرنا ورؤيتنا... وهو ما فعله عالم الآثار زاهى حواس، ببث فيلم وثائقى عن كليوباترا على منصة نتفليكس، فى نفس يوم عرض الفيلم الأمريكى (الملكة كليوباترا) الذى أثار الجدل وأغضب المصريين، بسبب اختيار الممثلة الأمريكية السمراء (أديل  جيمس) لتلعب دور كليوباترا..... اعتبروه تشويها لصورة كليوباترا، واعتداء وتزييفا للتاريخ، بمحاولة نسب الحضارة المصرية إلى أفريقيا!!

طالب البعض بوقف عرض الفيلم، وأقيمت دعويان قضائيتان لوقف منصة «نتفليكس» فى مصر، والمطالبة بتعويض ٢ مليار دولار عن الأضرار التاريخية التى حملها الفيلم!!.. وأصدر المجلس الأعلى للآثار بيانًا أكد فيه (أن كليوباترا كانت ذات بشرة فاتحة اللون، وملامح هلينستية يونانية، وأن ظهورها بهذه الهيئة فى الفيلم، يعد تزييفًا للتاريخ)!!

ليس بالإمكان محاصرة القراءات والمعالجات الدرامية المختلفة.... ليس بالإمكان محاكمة خيال المبدعين وقراءاتهم المختلفة، لمجرد أنها تخالفنا الرأى والرؤية.. ولأنها توظف العمل لخدمة أغراض وأهواء محددة... أو تمتلئ بالأخطاء التاريخية والفنية... المصادرة ليست ردًا.. والشجب والإدانة ليست ردًا، ولا توضيحًا للصورة، ولا توثيقًا لحقائق.. وحدة العمل الفنى مقابل العمل الفنى.. الفكرة مقابل الفكرة.. والصورة مقابل الصورة.. هى تصويب الخطأ وتوضيح الرؤية.