«الذكاء الاصطناعي» يحاصر الإبداع

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتب: أحمد الجمَّال

يتقدّم العالم بخطى متلاحقة نحو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، وقد يكون من السهل على العقل البشرى أن يتقبّل هذا الأمر ويستوعبه إذا ما تعلّق بالمجالاتٍ التقنية والعلمية، لكن أن يتسلّل الذكاء الاصطناعي إلى الإبداع فمن شأن ذلك أن يثير الشغف بالتجريب وفى الوقت ذاته يبعث على القلق، مِن أن يتحوّل العقل البشرى إلى مجرد كتلة صماء جامدة مع إفساح الطريق أمام غزو الروبوتات فائقة الذكاء لعالمنا وكل تفاصيل حياتنا اليومية.

ظهرت برامج الذكاء الاصطناعي قبل سنوات، لكنها لفتت الأنظار مع انطلاق «ChatGPT» عام 2020، ثم تدفقت بعده تطبيقات مماثلة للدردشة، ذاع صيتها واتسعت دائرة مستخدميها حول العالم خصوصًا فى الأشهر الماضية، مع تطورها ونمو ذكائها بدرجة كبيرة، فقد بات يسيرًا وبنقرةٍ واحدة أن تتحوّل إلى كاتبٍ قصة عبقري، أو شاعر فذ، أو مصمم أزياء، أو مؤلف موسيقي، وإن كنت طالبًا فقد لا تضطر فى تحسين مستواك إلى الاستعانة بمدرس خصوصي، لأن كل سؤال فى المنهج ستجد إجابته لدى الذكاء الاصطناعي، بما فى ذلك حل «الواجب المدرسي» وإتمام أصعب العمليات الحسابية، وغيرها من المعلومات الغزيرة فى كل المجالات تقريبًا كاللغة والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والأخلاق والقانون والاقتصاد والسياسة والعلاقات الدولية والرياضة والترفيه.

اقرأ أيضًا | هل يمكن استخدام روبوت الذكاء الاصطناعي لاستكشاف المريخ؟

ووسط مخاوف الكثيرين من أن يمضي الذكاء الاصطناعي فى طريقه إلى محاصرة مستقبل الإبداع، فإننا فى هذا الملف سنحاول البحث عن إجابة لسؤال يشغل بال الكثير من بنى البشر: هل سيؤدى هذا «الساحر العبقري» إلى تطوير الإبداع ومنحه انتعاشة كبرى، أم سيقتل الإبداع الحقيقى ويدوّن شهادة وفاة الإنسان المبدع، فى مقابل تعظيم دور الآلة التى ستنتج لنا قصصًا وروايات وأشعارًا ولوحات فنية وسميفونيات كلها من قريحة الروبوتات الذكية؟