بعد «كليوباترا السوداء»| تحرك قضائي واسع لمواجهة تزييف التاريخ

تحركات قضائية لمواجهة تزييف التاريخ المصري
تحركات قضائية لمواجهة تزييف التاريخ المصري


تعددت البلاغات أمام مكتب النائب العام، ضد منصة نيتفليكس  وذلك بعد الإعلان عن الفيلم الوثائقي «كليوباترا السمراء»، مطالبين باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد القائمين على هذا العمل وإدارة المنصة لاشتراكها في هذه الجريمة، والتحقيق معهم وحجب بثها فى مصر، ومخاطبة كافة الجهات المعنية وخاصة الهيئة الوطنية للإعلام  لتحقيق ذلك.. ضمن ملف الملكة كليوباترا، نرصد أبرز المواقف القضائية لمواجهة تزييف التاريخ.

اقرا ايضا| الملكة «كليوباترا» تنتفض دفاعًا عن هويتها.. فيلم قوى من الوثائقية للرد على الشبهات

التحرك الأوّل

 

جاء التحرك الأوّل من قبل النائب العام  حمادة الصاوي الذي أمر رسمياً بفتح التحقيق في عدد من البلاغات المقدمة له ولتي طالبت بغلق منصة نتفليكس، بعد الإعلان عن المسلسل. وحدّد النائب العام جلسة الأحد الموافق 30 أبريل الحالي لسماع أقوال مقدمي البلاغات أمام نيابة استئناف القاهرة، وذلك تمهيداً للسير في بقية إجراءات التحقيقات وفقاً لما سيسفر عنه سماع أقوال مقدمي البلاغات.

ونصّت البلاغات المقدمة على أنّه "لوحظ في الفترة الأخيرة قيام منصة نتفليكس ببثّ بعض المواد المرئية والمحتوى المخالف لضوابط المحتوى الإعلامي، التي تعود عليها المجتمعات العربية والشرقية في كل دول المنطقة العربية والإسلامية، حيث إن أغلب ما تعرضه تلك المنصة يتعارض مع القيم والمبادئ الإسلامية والمجتمعية، وخاصة المصرية".

وتابعت: "انتشرت على الصفحات الرسمية الموثقة عبر فيسبوك، في الآونة الأخيرة، دعوة لمشاهدة مسلسل وثائقي عن الملكة كليوباترا التي كانت من أصل يوناني، مع تقديمها على أنّها سوداء وأن كل الفراعنة وقتها بشرتهم سوداء، على عكس التاريخ والحضارة المصرية".

واتهمت "نتفليكس"  بالترويج "لفكر الأفروسنتريك المنتشر بكثرة على سوشيال ميديا"، معتبرةً أنّها تهدف إلى "تشويه وطمس الهوية المصرية بشكل فج ويدعى للقلق لنا كمصريين لنا حضارة تاريخية تحكي عنها الأمم على مر الزمان".

التحرك الثاني

اقرا ايضا| مفاجأة.. الملكة كليوباترا في الدراما العربية « صفر » مقابل العالمية

أمّا التحرك الثاني فجاء من قبل مركز الدراسات والبحوث الفنية للنيابة الإدارية الذي أصدر الفتوى رقم 7 بشأن بحث سبل مقاضاة ووقف بث منصة نتفليكس في مصر، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدّ القائمين على إنتاج المسلسل، وضدّ إدارة المنصة.

واستعرضت الفتوى المعدة من قبل نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، المستشار أحمد سمير، في البداية المقاطع الدعائية للمسلسل، واعتبر أنّها "من سبيل الدعاية الموجهة ضد التراث والتاريخ والثقافة المصرية، وذلك بعرض صورة مشوهة للملكة كليوبترا والفراعنة في هذا العصر والترويج لفكر الأفروسنتريك الموجه ضد الثقافة والتاريخ المصريين".

وخلصت الفتوى إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المنصة، وذلك في إطارين؛ الأول بتحرك حكومي ضد المنصة ومقاضاتها واتخاذ إجراءات ضدها، وثانيها مخاطبة كافة الجهات المعنية وخاصة الهيئة الوطنية للإعلام للتحقيق مع القائمين على المنصة واتخاذ خطوات حجب المنصة في مصر لحين العدول عن نشر وإذاعة المسلسل.

 

التحرك الثالث

اقرا ايضا| الملكة كليوباترا تعود للحياة في 2023... «نفق تحت معبد قديم» يبعث الأمل

فيما جاء التحرك القضائي الثالث من قبل نائب رئيس مجلس الدولة المستشار محمد عبد الوهاب خفاجي، والمتخصص علمياً في تاريخ أنظمة الحكم في مصر القديمة وتراث الشعوب، والذي أصدر دراسة قضائية حول المسلسل جاءت في 60 ورقة فند فيها عدة أمور

وأشار إلى شهادة المؤرخ اليوناني سترابو الذي يؤكّد أنها تنحدر من سلالة من الملوك المصريين البطالمة. وكان بطليموس من أصل يوناني مقدوني نشأ في البلاط الملكي لوالد الإسكندر في مقدونيا، وأثبت نفسه ملكاً لمصر في السنوات التي تلت وفاة الإسكندر. لذلك، "فإن كليوباترا يونانية مقدونية خالصة". 

كذلك، اعتبر أنّ "نتفليكس تمارس  التلاعب العرقي بحق آخر ملكات مصر كليوبترا"، معتبراً ذلك "محاولة لترويج فكر الأفروسنتريك" وخلص إلى ضرورة تحرك الدولة تجاه ما وصفه بـ"تزييف الوعي الدولي" الذي تمارسه "نتفليكس".

 

خطاب رسمي للأمم المتحدة

اقرا ايضا| أول من ارتدت المايوه ووضعت العطور.. كليوباترا «الأشيك» بين أقرانها الملكات

كما قام فريق من القانونيين والأثريين، والذي قام بإرسال خطاب رسمي للأمم المتحدة – منظمة اليونسكو – يطالب بتفعيل ميثاق الأمم المتحدة لحماية التراث العالمي من التزوير والتزييف للحقائق التاريخية الثابتة بعلوم المصريات التي تدرس في العالم كعلم وحيد وفريد لأقدم الحضارات.

وأكد فريق القانونيين أنهم يقومون الآن بالتحرك إجرائياً وقانونياً محلياً ودولياً للمطالبة بحفظ وصون التراث الإنساني المملوك للبشرية أجمع والذي قام على أرض مصر منذ اكثر من 7000 عاماً مضت عليها وحافظ ابنائها دائماً على مر العصور على صونها من الاندثار والتزوير لحقائق لا تقبل النقاش أو البحث ثابتة ثبوت البنيان المصري القديم.

وأضافوا أنهم يستعينون بأفضل الباحثين والخبراء والمحبين للآثار المصرية العريقة محلياً ودولياً لردع هذه الهجمة غير المبررة لطمس التاريخ المصري القديم تحت أي مسمي ولو كان مسمى نومن به وهو الإبداع