«المنوفية» تغزو العالم بالصدف والسجاد

أبناء شنوان ومهارة  صناعة منتجات الجريد
أبناء شنوان ومهارة صناعة منتجات الجريد

اشتهرت محافظة المنوفية بالقرى المنتجة والحرف التراثية والتى توارثها الأبناء عن الأجداد منذ عقود طويلة وأصبحت هذه المنتجات على اختلاف أنواعها خير سفير بتصديرها إلى مختلف دول العالم لتشير إلى مدى الجودة والإتقان فى فنون الصنعة ويحظى مركز أشمون بنصيب كبير فى هذه الحرفة ومنها ورش إنتاج الفخار بقرية جريس وإنتاج الصدف بقرية ساقية المنقدى والسجاد الحرير بقرية ساقية أبو شعرة فضلا عن ورش إنتاج الجريد بقرية شنوان بمركز شبين الكوم إلى غير ذلك من القرى المتميزة.

◄ «فخار جريس»
تعد قرية جريس بمركز أشمون واحدة من أقدم قلاع صناعة الفخار على مستوى الجمهورية وقال فوزى غنيم شيخ الصناع بالقرية: أعمل فى هذه الحرفة منذ عقود ماضية فقد ورثناها أبًا عن جد كما أنها توفر لنا المال بتوريد منتجات الورش إلى المطاعم والفنادق داخل وخارج البلاد وتعتمد صناعة منتجات الفخار على مواد خام طبيعية ومتوافرة أهمها الطينة السوداء الكثيفة التى تعد المصدر الأول لصناعة الفخار إلى جانب توافر مصدر دائم للماء وهو نهر النيل فضلاً عن مهارة الأيدى التى تعمل بصناعة منتجات الفخار ورغم قيامنا بتعليم الأبناء ونحرص على حصولهم على الشهادات العلميه إلا أن ذلك لا يمنع مطلقاً من العمل لأوقات بورش الفخار ليكتسبوا المهارات اللازمة ويجيدوا تعلم فنون الحرفة خاصة أن التوجه الحديث حالياً نحو تطوير المنتجات يتمثل فى دمج الخزف مع الفخار وإكساب القطع المنتجة لألوان متعددة لإضفاء المزيد من اللمسات الجمالية ما يساهم فى تسويق المنتجات ورواجها بالأسواق كما قمنا مؤخرًا بالتوسع فى أعداد الورش وتزويدها بآلات حديثة لزيادة الإقبال على الطلب نظرًا لجودة منتجاتنا.

اقرأ أيضًا | حملة مكبرة لإزالة 5 حالات تعد على أملاك الري بأشمون

وقال طه السيد-عامل- إن صناعة منتجات الفخار تمر بمراحل متعددة بعد تحديد نوع المنتج والبدء فى التنفيذ يتم عقب ذلك نقله إلى الفرن ليتم تشكيله بالصورة النهائية وتأتى مرحلة التخزين وغالباً ما يكون ذلك بأسطح المنازل حتى يتم البيع النهائى للمنتج وما يتم انتاجه يوميا يصل إلى 120 قطعة من القلل والأبرمة أما الانتيكات فيتم إنتاج 50 قطعة منها تقريباً كما تتنوع منتجات الفخار بقرية جريس لتناسب الذوق العام وطلبات الزبائن فهناك منتجات مثل القلل وطواجن الطعام والمباخر والفواحات وأطباق للحمام بالإضافة لإنتاج أواديس لأبراج الحمام وكل ما يتناسب مع متطلبات الريف من منتجات الفخار الشائعة.

◄ «جريد شنوان»
تنتشر أكثر من 60 ورشة متخصصة فى منتجات الجريد بقرية شنوان منذ عقود طويلة ويكاد لا يخلو بيت بالقرية من وجود ورشة تخصصت فى منتجات الجريد من الأقفاص والكراسى وعرفت هذه المنتجات طريقها للتصدير لدول الخليج العربى والمغرب العربى ما ساهم فى توفير مصادر دخل جيدة لأصحاب تلك الورش الانتاجية وتعد ورشة الحاج فرحات على 64 سنة من أشهر تلك الورش بالقرية حيث دشن ورشته الخاصة بعد أن أتقن فنون الصنعة وبدأ فى التوسع فى الإنتاج وتنوعت منتجات الجريد منها ما يناسب المصانع وأخرى تصلح للوكالات لتعبئة الخضراوات والفاكهة والبعض الآخر للمنتجعات والنوادى كالكراسى والمناضد ومع مرور الزمن وظهور المنتجات البلاستيكية فى الأسواق بدأ نجم الصنعة فى الأفول تدريجياً وقل الطلب ولم يعد بنفس الكثرة التى كانت فى السابق.

وطالب عدد من أصحاب الورش بتدشين نقابة خاصة لمنتجى الجريد تساعدهم فى تحقيق مطالبهم وتصبح صوتاً مسموعاً لهم والعمل على توفير أطر لتسويق منتجات الجريد كالمشاركة فى المعارض المنتجة لترويج منتجاتهم التى أصابتها حالة من الركود مؤخراً.

وقال حمادة على-صانع جريد- إن المهنة تعتمد على أدوات بسيطة الحال تشمل سلاحاً حديدياً وعدة مسامير صلبة لإعداد الأقفاص أو الكراسى وغيرها من منتجات الجريد المتداولة فى الأسواق كما نقوم بشراء الجريد من منتجى النخيل بالمزارع وهناك نوعان من الجريد يتم استخدامهما فى الصناعة ويتم عرض منتحات الورش على الطريق العام لمن يرغب فى الشراء وطالب بضرورة تنظيم معارض لأصحاب الحرف اليدوية للاهتمام بتسويق منتجاتهم والاعتناء بهم .

◄«صدف المنقدي»
نجحت قرية ساقية المنقدى بمركز أشمون بمحافظة المنوفية فى التصدى لظاهرة البطالة بالتوسع فى صناعة الصدف من خلال تنوع الورش والتى تعتمد فى معظمها على شباب القرية الذين قهروا البطالة بمنتجاتهم الصدفية المتميزة والتى انتشرت بحى خان الخليلى ليقتنيها السياح والأشقاء العرب.

وتنتشر بالقرية ورش صناعة الصدف بكثرة والتى تجاوزت 70 ورشة فى مناطق عديدة وتدور بها عجلة الإنتاج بسواعد الشباب .

وقال ايمن محمود- صاحب ورشة : إن صناعة الصدف عرفت طريقها لقريته منذ عام 1974 على يد أحد أبناء القرية وهو محمود قوطة والذى كان صاحب أول ورشة لإنتاج الصدف بالمنوفية عامة ومن بعده تزايدت أعداد الورش إلى أن تطورت الآن واحتوت بينها عدداً كبيراً من شباب القرية الذين انغمسوا فى هذه المهنة لمواجهة ظاهرة البطالة.