الجروان : تعزيز دور الأسرة يحقق التنمية المستدامة

أحمد بن محمد الجروان رئيس الاتحاد العام للخبراء العرب
أحمد بن محمد الجروان رئيس الاتحاد العام للخبراء العرب

قال أحمد بن محمد الجروان رئيس الاتحاد العام للخبراء العرب ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام ، لابد من الحفاظ على استدامة دور الاسرة في تنمية مجتمعنا العربي، وذلك من خلال ترسيخ دور المنظمات الدولية في تعزيز دور الأسرة في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز المرجعية الدينية لهذا الدور، فضلاً عن تعزيز دور الأسرة في ترسيخ قيم التسامح في مجتمعاتنا العربية وإرساء ثقافة السلام في دول ما بعد الصراع .

وأضاف أحمد بن محمد الجروان خلال كلمته في منتدى استدامة دور الأسرة في تنمية المجتمع المنعقد برعاية جامعة الدول العربية في ١٥،١٦ مايو ٢٠٢٣ والذي ينظمه الاتحاد العام للخبراء العرب بالتعاون مع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة والذي ينعقد تحت رعاية جامعة الدول ، يجمعنا الرصد لقضايانا المشتركة وتحليلها، وبحث سبل مواجهتها وتنسيق جهودنا المشتركة لمعالجتها.

وشدد الجروان لتعزيز دور الأسرة العربية في تحقيق التنمية العربية الشاملة وجب علينا إلقاء الضوء على تشريعاتنا الوطنية للوقوف على مدى قدرتها على معالجة القضايا الأسرية، بالإضافة إلى أهمية رصد وتحليل أثر وسائل الاتصالات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات على العلاقات الأسرية، وكذلك أثر وسائل الإعلام المختلفة التقليدي منها ،والحديثة، فمما لا شك فيه أن الواقع الذي نعيشه بمفرداته المتعددة شكلت منظومة حياة مختلفة كلياً عن تلك التي عاشتها الأجيال السابقة

واستطرد الجروان ، ولعلنا نتفق على أن الأسرة العربية لعبت دوراً بالغ الأهمية في فترات سابقة من الزمن في تربية الأطفال وتنشئة الشباب وإشرابهم القيم والمثل الراسخة في تراسنا ودياناتنا، وهو ما ساهم بشكل حقيقي في تماسك نسيج المجتمع العربي لفترة طويلة، وعزز قدرتنا على التصدي

وأضاف الجروان ، كل محاولات طمس الهوية العربية التي تعرضنا لها في تاريخنا، فتماسك النسيج الأسري كان أحد السمات المميزة لمجتمعاتنا العربية، فتماسك النسيج الأسري هو الدعامة الحقيقية لتماسك نسيج مجتمع أي دولة.

وتابع ، وإن كنا نتفق على ذلك، فيجب أن نتفق أيضاً على أن هذا الدور تراجع خلال الفترة الماضية بفعل العديد من العوامل أهمها الانفتاح على الخارج ودخولنا عصر السماوات المفتوحة وما تبعه من إطلاق الأقمار الصناعية التي تبث مئات القنوات، وايضاً الإنترنت وما تبعه من انتشار منصات التواصل الاجتماعي المختلفة التي يصعب التحكم في محتواها. وإذا كان لهذا الانفتاح مزاياه التي نسعى إلى تعظيمها، فله أيضاً عيوبه ومخاطرة، حيث ساهم بأشكال مختلفة في تراجع دور الأسرة العربية في التصدي لقضايا المجتمع.

وأكد الجروان ، الحقيقة إن الواقع العربي الذي نعيشه اليوم والذي تشهده الكثير من الدول العربية التي مرت بانقسامات ونزاعات داخلية يثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأننا في حاجة ماسة إلى استعادة دور الأسرة العربية، ذلك الدور الراسخ في موروثنا الثقافي والمستمد على أسس صلبه في دياناتنا.

لافتاً ، ولعلنا نجد فيما يحدث في السودان اليوم شاهداً على خطورة الصراع والانقسام والفتنه التي تشتعل نيرانها بين ليله وضحاها في أي دولة ، فاشتعال نيران الصراع الداخلي في أي مجتمع يفتح أبواب التدخل الخارجي الذي يستتبع تصاعد الأزمة وزيادة التحديات أمام تسويتها. والمؤسف أن الصراع الذي يهدد بقاء الدولة ووحدتها وسيادتها يمثل من جانب أخر تهديداً جسيماً للأمن القومي العربي ككل.

وأضاف ورغم إدراك صعوبة الملابسات والتحديات السياسية الداخلية التي تحيط بالمشهد في السودان، إلا أنني أتصور أن تعزيز دور الأسرة السودانية في التصدي لتلك الأزمة التي تعصف بهذا البلد الشقيق يمثل أحد أهم أدوات التهدئة إلى جانب الجهود الدبلوماسية التي تبذل في هذا الإطار.

وقال الجروان ، اتمنى أن ينجح هذا المنتدى في التوصل لخارطة طريق يمكن من خلالها خدمة مجتمعنا العربي