خصال مشتركة بين الإبل والراعي

صورة للجمل والراعي - أرشيفية
صورة للجمل والراعي - أرشيفية

تقول العرب إن الراعي يأخذ من أخلاق البعير التي يرعاها ويعطيها من أخلاقه، لذا تكون شخصية راعي الإبل مختلفة عن راعي بقية أنواع الماشية.
تتمتع الإبل بمجموعة خصال تميزه عن غيره من الماشية كالغيرة الشديدة على الإناث، والخوف والترقب من أي شيء يقترب منها عدا صاحبها الذي تعرفه من صوته ورائحته، وهي معروفة بغضبها وشراستها، ولا يمكن إبعاد الأنثى عن صغيرها بسهولة، ويشتهر الجمل الذكر بالانتقام، إذ يتذكر من آذاه ولو بعد سنوات لينتقم منه، ولكن الإبل تتمتع بخصال حسنة مثل العاطفة الكبيرة تجاه صاحبها أو مربيها وراعيها، فتحميه من المطر والحر، وتسمع أوامره من همهماته أو من حدائه، بل ومعطاءة لا تبخل في العطاء.

اقرأ أيضًا:كتاب موسوعي . «تاريخ الإبل على مر العصور»
وعادة ما تنظر الإبل إلي تنظر السماء فيتميز الراعي بالكبرياء والفخر و الثقة بالذات، وعلى رغم أن الجمال تستحسن التعامل الطيب وتستجيب للرعاية والمداعبة، ولكنها ربما تتهيج وتخشن طباعها ويتغير سلوكها في حال شعرت بقلة الاهتمام أو إذا عوملت بقسوة، وسلوك ذكورها في موسم التلقيح عدوانية في مهاجمة البشر أو الحيوانات.

وحول راعي الغنم يتصف راعي الغنم بالسكينة والهدوء والاطمئنان .

إبل جزيرة العرب

بحلول السيارات في شبه الجزيرة العربية محل الإبل في التنقل والأسفار وحمل الأثقال، وبانتهاء دورها في رفع المياه من الآبار لسقي المزارع، واستبدالها بمكائن الضخ والآبار الارتوازية، تكاد تطوي صفحة البداوة في المنطقة.
من جهته كتب سعد الصويان تحقيقًا في مجلة القافلة بعنوان "الإبل عطايا الله"، ويقول إن ابن الصحراء كان يسميها "عطايا الله" تعبيرًا عن شدة تعلقه بها،وتقديره لدورها المهم في حياته، والعلاقة المتبادلة بينهما عملية نفعية تولدت عنها علاقة عاطفية، إذ لا يستطيع الإنسان العيش في البادية من دونها، كما أن استئناس الإبل جعل العيش في الصحراء أمرًا ممكنًا وضروريًا في الوقت نفسه.


وتتعدي العلاقة بين الإبل ومالكها كونها علاقة تجارية أو حتى هواية، حيث تتمتع كل ناقة أو جمل  بشخصية مختلفة تميزها، كما أنها تتميز بتنوع نسبي في أشكالها وهي بدورها تستجيب للاسم الذي تطلقه عليها وتعرف أصحابها وأصواتهم، وتصبح مع الوقت كفرد من العائلة، تقضي مع الراعي وقتاً طويلاً وتسافر معه، بل وتحرص على تدفئته في البرد بالجلوس قربه وتغطية جسمه لحمايته من المطر.