الدجال وعصابته.. قتلوا المجني عليه بسبب خلافات مالية بقنا

جثة في «شنطة سفر».. «كرّاكة» كشفت الجريمة ..والـ DNA يتعرف على شخصية القتيل

صورة موضوعية
صورة موضوعية

جريمة بشعة؛ جثة لشاب متحللة، مجهولة الهوية، غير واضحة المعالم، وملقاة داخل شنطة سفر كبيرة، ملقاة في ترعة، بالقرب من قريتي أولاد نجم وبهجورة في مركز نجع حمادي شمالي قنا، أثارت القلق لدى الجميع، حتى كشفت الأجهزة الأمنية غموضها وألقت القبض على المتهمين فيها، ومن البداية نحكي تفاصيل الجريمة والجهود التي بذلها رجال الشرطة لكشف هوية المجني عليه والقبض على الجناة.
 

بدأت ملابسات الجريمة، عندما كانت "كرّاكة"، تحفر وتطهر ترعة تقع بين قريتي أولاد نجم وبهجورة بنجع حمادي؛ أخرج قائدها شنطة سفر كبيرة، وألقاها على حافة الترعة، وإذ فجأة،  يعثر الأهالي بداخلها على جثة غير واضحة المعالم، نظرا لتحللها تماما، حالة من الخوف انتابت الجميع، الكل أصبح في حيرة بالغة، وقفوا يفكرون، ماذا سيفعلون؟

■ المجني عليه

سرعان ما اتصل أحدهم بالأجهزة الأمنية بمركز شرطة نجع حمادي، ليبلغهم عن العثور على جثة في شنطة سفر، ملقاة على حافة الترعة، لتنتقل القيادات الأمنية إلى مكان الواقعة، لتجد جثة شاب في العقد الثالث من العمر، متحللة تماما، داخل شنطة السفر، وتنتقل جهات التحقيق، إلى مكان الواقعة، لمعاينة الجثة، وتقرر وقتها نقلها إلى مشرحة مستشفى نجع حمادي العام،  وندب الطب الشرعي لتشريح الجثة، لمعرفة سبب الوفاة، وتكليف وحدة المباحث بالتحري حول الواقعة وكشف ملابساتها وضبط المتهمين.

اقرأ أيضًا | تفاصيل جديدة في واقعة العثور على جثة طفل داخل كشك كهرباء بالعياط

◄ من هو؟!
بدأت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة نجع حمادي، برئاسة الرائد محمد إمبابي، رئيس وحدة مباحث نجع حمادي، خطتها المكبرة، لكشف ملابسات الجريمة، والتي بدأتها بمحاولات الكشف عن هوية الجثة، بعد تكثيف التحريات وتجنيد مصادر سرية، وسحب عينات DNA من الجثة لتحليلها.

الغموض حول كشف هوية القتيل، كان محيرا، فالجميع أصبح يتساءل، ماذا حدث؟ بدأ الأهل يتصلون بابنائهم المسافرين خارج المحافظة للعمل، خشية أن يكون أحدهم هو الجثة المعثور عليها، من ناحية أخرى بدأت خطة بحث من الأجهزة الأمنية عن المتغيبين، مع فحص بلاغات التغيب في الفترة الأخيرة، في محاولات التوصل إلى هوية الجثة.

وأثناء البحث، توصلت الأجهزة الأمنية،  إلى أن أحد الشباب، ويدعى محمد عبد الحليم، مقيم بقرية نجع رواي التابعة للوحدة المحلية لقرية أولاد نجم، كان متغيبا منذ قرابة أسبوع قبل الواقعة، وأن أهله يبحثون عنه في كل مكان، بعد انقطاع الاتصال به، منذ أسبوع.

ومع مواصفات الشاب المتغيب، وربط عمره بالجثة المعثور عليها، توصلت التحريات إلى إمكانية أن الجثة هي للشاب المتغيب، وعليه استدعت الأجهزة الأمنية، أسرة الشاب المتغيب، واصطحابهم إلى مشرحة مستشفى نجع حمادي العام، في محاولة للتعرف على هويته.

مشهد المشرحة كان مؤلما للغاية، فالجثة غير واضحة المعالم، أسرة الشاب، أصيبت بصدمة كبيرة، بالرغم من عدم التأكد من هويته، إلا أنهم أصيبوا بصدمة عصبية.

لم تتمالك الأسرة أعصابها، داخل المشرحة، حالة من الانهيار والصراخ والولولة، لمجرد رؤيتهم الجثة، بالرغم من أنهم لم يتأكدوا بعد أنها لابنهم، حتى صرخت زوجته، بأن الجثة لزوجها المتغيب، ودارت حول الجثة الشكوك هل هي للشاب المتغيب أم لا؟!

قررت جهات التحقيق سحب عينات DNA من جثة الشاب المتوفي، ومن أسرته للتأكد منها، وكشف هوية الجثة، حتى تبدأ مهمة أمنية أخرى، في كشف غموض الجريمة، التي شغلت الرأي العام في قنا.

وبعد أيام من العثور على الجثة، وظهور تقرير الطب الشرعي ونتيجة عينة DNA، أظهر ذلك أن الجثة للشاب نفسه الذي تغيب عن أسرته قبل أيام من وقوع الجريمة، وأنه يدعى محمد عبد الحليم، في العقد الثالث من العمر.

◄ البحث عن القاتل
بدأت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة نجع حمادي، توسيع دائرة الاشتباه، والبحث عن مرتكبي الجريمة وكشف غموضها، حتى أخبرتهم زوجة المجني عليه؛ أن زوجها كان على خلافات مالية مع آخرين، وأخبره قبل تغيبه، أنه إذا خرج من المنزل لن يعود مرة أخرى، عليها تبيلغ الأجهزة الأمنية بأسماء كتبهم في كراسة، للأخذ بحقه من الذين ربما تخلصوا منه على حد ما اخبرت به زوجة المجني عليه.

جندت الأجهزة الأمنية مصادرها، وتوصلت إلى أن المجني عليه، كانت بينه بينه وبين آخر خلافات، لأن الأخير كان يعتزم الترشح للانتخابات البرلمانية الماضية، وأن المتهم كان يتاجر في الآثار والمواد المخدرة، وأوهم البعض على قدرته على اخماد الحرائق الناتجة عن الجن، مثلما زعم أنه فعل ذلك في قريتي الترامسة والحاج سلام، وظهر مع شخصيات عامة، فضلا عن ظهوره على الفضائيات، للتحدث عن قدرته على اخماد الحرائق.

وأوضحت التحريات؛ أن المتهم صادر ضده أحكام قضائية، بالسجن، في قضايا نصب واحتيال، وحاول قبل ذلك الهروب من حملة أمنية، وألقى بنفسه من أعلى منزله، بحجة أن الجن سيحميه، وأصيب بكسور أفقدته الحركة منذ سنوات.

ومنذ فترة كان المجني عليه يتعامل مع المتهم، في تعاملات مالية، ونشبت بينهما مشاجرة قبل وقوع الجريمة بأسبوع،  قيّد فيها المتهم المجني عليه، بمساعدة آخرين بالحبال، وتعدوا عليه بالضرب المبرح، وصوروه عبر كاميرا الهاتف المحمول.

وبعد أسبوع، تجددت المشادات بينهما مرة أخرى، وقرر المتهم وقتها التخلص من المجني عليه، بعد أن أرسل إليه أحد الشباب، بحجة حل الخلافات، ليستقل معه دراجة بخارية، ليذهب به إلى منزل المتهم الرئيسي في الواقعة، الذي استعان بآخر، لتنشب بينهم مشادات كلامية، تطورت إلى التخلص من المجني عليه، بعد التعدي عليه بالضرب المبرح، حتى فارقت روحه الحياة، بسبب خلافات مالية بينهم.

قرر المتهمون وقتها في طريقة للتخلص من جثة المجني عليه، حتى لا يفتضح أمرهم؛ وضعوه في شنطة سفر كبيرة، ووضعوها على دراجة بخارية، وألقوا بها في ترعة قريبة من منزل المتهم، وظنوا وقتها أن الجثة لن يعثر عليها أحد، ولن يفتضح أمرهم، إلا أنه أثناء عمل كراكة في الترعة، انتشلت الجثة عن طريق الصدفة.

وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا، برئاسة اللواء علي العاصي، مدير المباحث الجنائية، كشفت هوية وغموض العثور على جثة شاب، داخل شنطة سفر ملقاة في ترعة بمركز نجع حمادي شمالي قنا.

تلقى اللواء إيهاب طه، مدير أمن قنا، إخطارًا من غرفة العمليات، يفيد العثور على جثة شاب مجهول الهوية، داخل شنطة سفر، ملقاة في ترعة بنجع حمادي.

وكشفت تحريات المباحث، برئاسة الرائد محمد إمبابي، رئيس مباحث نجع حمادي، وضباط وحدة المباحث؛ أن الجثة لشاب يدعى محمد عبد الحليم، في العقد الثالث من العمر، مقيم بقرية نجع رواي التابعة لمركز نجع حمادي.

وأوضحت التحريات، أن المجني عليه كان متغيبا، عن أسرته قبل الواقعة بأسبوع، وتم العثور على جثته متحللة داخل شنطة السفر ملقاة في ترعة تابعة لقرية بهجورة بنجع حمادي.
وبينت التحريات أن المتهم في الواقعة هو، ياسر. ح، عامل، ورفاعي. ث، ونجله، حيث تخلصوا من المجني عليه، والقوا جثته بسبب خلافات مالية بينهم.

تم ضبط المتهمين، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتتولى التحقيقات، والتي صرحت بدفن الجثة، بعد أن ندبت الطب الشرعي لتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، وحبس المتهمين على ذمة التحقيقات.