«يوروبول» تعتقل 288 شخصا متورطين فى شراء أو بيع المخدرات عبر الإنترنت المظلم

شرطة اليوروبول الأوروبية - صورة موضوعية
شرطة اليوروبول الأوروبية - صورة موضوعية

■ كتبت: مي السيد

..وجهت شرطة اليوروبول الأوروبية، بفرعيها الأمنى والإلكترونى، ضربتان موجعتان لأكبر الشبكات الإجرامية التى تتاجر فى الفنتانيل والمواد الأفيونية عبر الويب المظلم، وأخرى ضد مافيا إيطالية، تتاجر فى الكوكايين بمختلف الدول الأوروبية، إلى جانب غسيل الأموال والرشوة والعنف المنتظم، وتستثمر أرباحها فى العقارات والمطاعم والفنادق وشركات غسيل السيارات ومحلات السوبر ماركت وغيرها من الأنشطة التجارية.

وتمكن اليوروبول من خلال العمليتين اللتين جرتا الأسبوع الماضي، من ضبط مئات المتهمين، وملايين اليوروهات والعملات المشفرة، ومصادرة أطنان من المواد المخدرة المختلفة، وعشرات الشركات والمقرات التابعة للمنظمتين، داخل 14 دولة أوروبية.

“أكبر عملية دولية ضد الإتجار فى الفنتانيل والمواد الأفيونية عبر الويب المظلم».. هكذا وصفتها المديرة التنفيذية لليوروبول، كاثرين دى بول، تعليقا على العملية SpecTor، والتى أكدت فى تصريحاتها أن تحالف سلطات إنفاذ القانون عبر ثلاث قارات أثبتت أننا جميعا نعمل بشكل أفضل عندما نعمل معًا، مشيرة إلى أن هذه العملية  ترسل رسالة قوية إلى المجرمين على شبكة الإنترنت المظلمة، مفادها أن تطبيق القانون الدولى لديه الوسائل والقدرة على التعرف عليك ومحاسبتك على أنشطتك غير القانونية، حتى على شبكة الإنترنت المظلمة.

تتكون هذه العملية الأمنية طبقًا لليوروبول من سلسلة من الإجراءات التكميلية المنفصلة فى النمسا وفرنسا وألمانيا وهولندا وبولندا والبرازيل والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وسويسرا، عقب مجموعة من المعلومات الاستخباراتية كأساس للتحقيقات.

اقرأ أيضًا | ضربة أمنية بنطاق لتجار المخدرات في محافظة القليوبية

قامت بتجميع معلومات استخبارية بناءً على أدلة قوية قدمتها السلطات الألمانية، تؤكد أن هناك منظمة استولت بنجاح على البنية التحتية الإجرامية للسوق منذ ديسمبر 2021، حيث كانت هذه المعلومات، والبيانات بعد المطابقة المتبادلة وتحليل البيانات والأدلة التى تم جمعها من مختلف الدول، بمثابة أساس للمئات من التحقيقات الوطنية.

وأسفرت تلك التحقيقات عن تعقب المئات، واعتبر اليوروبول عددا من هؤلاء المشتبه بهم أهدافا عالية القيمة، وفى عملية شاركت فيها تسع دول، تمكنت سلطات إنفاذ القانون باليوروبول من السيطرة على سوق الويب المظلم غير القانونى لموقع «مونوبولى ماركت العالمى»، واعتقلت 288 مشتبها بهم متورطين فى شراء أو بيع المخدرات على شبكة الإنترنت المظلمة، شاركوا فى عشرات الآلاف من مبيعات البضائع غير المشروعة فى جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة والبرازيل.

وقالت اليوروبول؛ إنها تمكنت من ضبط أكثر من 50.8 مليون يورو ( 53.4 مليون دولار أمريكى) نقدا، وعملات افتراضية، و 850 كجم من المخدرات، و 117 قطعة سلاح نارى، وتشمل الأدوية المضبوطة أكثر من 258 كيلوجراما من الأمفيتامينات، و 43 كيلوجراما من الكوكايين، و 43 كيلوجراما من عقار إم دي إم إيه، وأكثر من 10 كيلوجرامات من عقار إل إس دى وحبوب إكستاسى.

تمت الاعتقالات فى أكثر من بلد، حيث تم القبض على 153 فى الولايات المتحدة، و 55 فى المملكة المتحدة، و 52 فى ألمانيا، و10 فى هولندا، و9 فى النمسا ، و5 فى فرنسا، و2 فى سويسرا و2 فى بولندا والبرازيل، وكان البائعون الذين تم القبض عليهم نتيجة لإجراءات الشرطة ضد سوق الاحتكار، نشطين أيضا فى أسواق غير مشروعة أخرى، مما زاد من إعاقة تجارة المخدرات والسلع غير المشروعة على الشبكة المظلمة.

وحول العملية قالت المدير التنفيذي لليوروبول؛ أنه لا يزال عدد من التحقيقات لتحديد الأفراد الإضافيين وراء حسابات الويب المظلمة جاريا، مشيرة إلى أنه نظرًا لأن سلطات إنفاذ القانون تمكنت من الوصول إلى قوائم المشترين الواسعة للبائعين، فإن آلاف العملاء فى جميع أنحاء العالم معرضون الآن لخطر الملاحقة القضائية أيضا.

وفيما يتعلق بالاعتقالات، قالت: أنها كانت العملية الأكثر نجاحًا من العمليات السابقة، وهو ما يظهر مرة أخرى أن التعاون الدولى بين سلطات الشرطة هو مفتاح مكافحة الجريمة على شبكة الويب المظلمة، لافتة أنه فى الفترة التى سبقت هذه العملية المنسقة، أغلقت السلطات الألمانية والأمريكية أيضا HYDRA التى كانت أعلى سوق ويب مظلمة ربحا بإيرادات تقدر بـ 1.23 مليار يورو ، فى ابريل 2022، وشهدت عملية إزالة «هيدرا» ضبط 23 مليون يورو فى العملات المشفرة التى صادرتها السلطات الألمانية.

◄ مافيا ندرانجيتا
عملية أمنية كبيرة لا تختلف عن الأولى أيضا نفذتها اليوروبول بالتعاون مع السلطات القضائية الأوروبية، ضد أعضاء مافيا ندرانجيتا، التى تتخذ من إيطاليا مقرًا لها، والتى أصبحت أكبر ضربة تشمل منظمة المجرمين الإيطالية حتى الآن، وهى منظمة على غرار المافيا المسؤولة عن الكثير من تجارة الكوكايين فى أوروبا، إلى جانب غسيل الأموال والرشوة والعنف المنتظم.

كانت الشبكة الإجرامية طبقا لليوروبول، قيد التحقيق بقيادة العديد من عائلات ندرانجيتا القوية المتمركزة بشكل رئيسى فى بلدة سان لوكا، الواقعة فى مقاطعة ريجيو كالابريا الإيطالية، وشاركت بعض هذه العائلات فى أعمال عنف عشائرية استمرت عقودا تُعرف باسم عداء سان لوكا، وبلغت ذروتها فى عمليات إطلاق نار واسعة النطاق فى إيطاليا وخارجها، مثل مذبحة دويسبورج فى ألمانيا في عام 2007.

وقالت اليوروبول: إن أعضاء الشبكة الإجرامية، شاركوا فى مؤامرة إجرامية ليس فقط من خلال كونهم جزءًا من منظمة على غرار المافيا، ولكن أيضا من خلال كونهم مسؤولين عن الإتجار بالمخدرات، والإتجار بالأسلحة النارية، وحيازة الأسلحة النارية غير القانونية، وغسيل الأموال، وتسجيل الأصول الاحتيالية، والاحتيال الضريبى والتهرب الضريبى، فضلا عن مساعدة وتحريض الهاربين.

وقالت اليوروبول: أن يوروجست، وهى وكالة تابعة للاتحاد الأوروبى، تعاونت قضائيًا فى المسائل الجنائية مع السلطات المعنية من خلال إنشاء وتمويل فريقى تحقيق مشتركين، كما استضافت الهيئة عشرة اجتماعات تنسيقية وأنشأت مركز تنسيق لتمكين التعاون السريع بين الجهات القضائية المشاركة فى يوم العمل.

تم فتح ثلاث قضايا مرتبطة بناء على طلب السلطات الإيطالية والألمانية والبلجيكية، وجمع حزم معلومات استخبارية وتقارير متطابقة لوحدات التحقيق الوطنية المعنية، وتم تبادل أكثر من 200 رسالة بين البلدان المعنية، كما استضافت الوكالة ضباط الحالة المعينين من قبل وحدات التحقيق الوطنية، من أجل تحليل الإتصالات المشفرة التى تم جمعها، و نشر يوروبول متخصصين لديهم مكاتب متنقلة على الفور فى جميع البلدان الثلاثة.

وبقيادة مديرية تحقيق أنتيمافيا الإيطالية، وبمشاركة 10 دول، تم اعتقال 132 عضوًا فى واحدة من أقوى الشبكات الإجرامية فى العالم، وداهمت سلطات إنفاذ القانون فى بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا ورومانيا والبرازيل وبنما مواقع متعددة واستولت على العديد من الشركات، شارك فيها أكثر من 2770 ضابطًا على الأرض.

وكشفت السلطات الأمنية أن الشبكة الإجرامية الإيطالية كانت تكرس عملها بشكل أساسى لتهريب المخدرات دوليًا من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا، وكذلك أستراليا، كما أن الشبكة كانت تعمل بالشراكة مع جماعة الجريمة المنظمة الكولومبية «جلف كلان» ومجموعة إجرامية تعمل فى الإكوادور وعدة دول أوروبية.

كما كانت منظمة ندرانجيتا متورطة فى تهريب الأسلحة النارية الدولية من باكستان إلى أمريكا الجنوبية؛ حيث قدمت أسلحة إلى جماعة إجرامية سيئة السمعة مقابل شحنات الكوكايين، وتتبع المحققون تدفق الأموال فى نظام غسيل أموال عالمى واسع النطاق، مع استثمارات ضخمة فى بلجيكا وألمانيا وإيطاليا والبرتغال والأرجنتين وأوروغواى والبرازيل.

كانت الجماعة الإجرامية تستثمر أرباحها في العقارات والمطاعم والفنادق وشركات غسيل السيارات ومحلات السوبر ماركت وغيرها من  الأنشطة التجارية،  من أجل دفع ثمن الكوكايين أو تحويل الأصول غير المشروعة، واعتمد المجرمون فى كثير من الأحيان على ميسرين يستخدمون نظام الحوالة.