ماذا تريد حركة «الأفروسنتريك» من مصر.. ولماذا تستهدف رموزها الفرعونية؟

حركة الأفروسنتريك
حركة الأفروسنتريك

 

في الفترة الماضية زاد الحديث عن الأزمة التي اختلقتها نتفليكس بسبب ادعاءات الأفروسنتريك حول أن الملكة المصرية كليوباترا كان أصلها إفريقي وكانت من ذوات البشرة السمراء، مما تسبب في غضب شديد من قبل الجماهير المصرية.. ضمن ملف الملكة كليوباترا نتحدث عن تاريخ تلك الحركة وماذا تريد من مصر..

 

 

ما هي حركة الأفروسنتريك؟

اقرا ايضا| محمد الشماع يكتب: «كليوباترا» السمراء.. الأمر ليس مجرد لون بشرة!

الأفروسنتريك هي منظمة عالمية وأيديولوجية تتمركز في الولايات المتحدة الأمريكية بين الأفرو أمريكان، وأصبح لها انتشار واسع بين الجاليات الإفريقية جنوب الصحراء في أوروبا وبين الأفارقة جنوب الصحراء، وعند الأقليات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

 

متى تأسست حركة الأفروسنتريك؟

 

تأسست حركة الأفروسنتريك في أمريكا سنة 1928، وهي حركة عنصرية عالمية تتمحور حول التعصب العرقي مع العرق الإفريقي وخاصة للونه الأسود، ومن أهم أهداف الحركة القضاء على العرق الأبيض في إفريقيا في شمال وجنوب إفريقيا على وجه الخصوص.

ويروج الأفروسنتريك للحجة القائلة بأن الحضارة المصرية القديمة، والحضارة المغربية وأيضا الحضارة القرطاجية كانت حضارات زنجية، بحجة أن أول سكان شمال إفريقيا الأصليين هم من الزنوج من السود -على حد تعبيرهم-.

 يدعى  الأفروسنتريك، أن الأوروبيين سرقوا السجلات التاريخية التي تثبت اصلهم للحضارة المصريه، ويؤكد المنحدرون من أصل أفريقي أن الثقافة الأفريقية التقليدية تتناقض مع الثقافة الأوروبية في كونها أكثر استنارة بتاريخها.

 

أول قائد لحركة الأفروسنتريك في الولايات المتحدة الأمريكية 

اقرا ايضا| تايم لاين | «كليوباترا السوداء».. كيف تحركت مصر للرد على تزييف التاريخ

تأثرت حركة الأفروسنتريك بالعديد من الحركات القومية السوداء، بما في ذلك الاثيوبية والوحدة الأفريقية، وأصبح الأخير حضوراً رئيسياً في الولايات المتحدة وأماكن أخرى مع ظهور الناشط الجامايكي ماركوس غارفي، الذي روج لفكرة الشتات الأفريقي ودعا إلى دولة أفريقية منفصلة للأمريكيين السود.

وانطلقت الحركات في فرنسا في ثلاثينيات القرن الماضي من قبل المثقفين الفرانكوفونيين الأفارقة مثل ليوبولد سنجور، التي كان قادتها – بمن فيهم إيليا محمد ومالكولم إكس – ليدعون لإقامة وطن للسود.

 

أزمة مسلسل كليوباترا على منصة نتفليكس

 

يعتبر مصريون وعلماء مصريات أن هذا الأمر جزء من محاولات منصات أجنبية تقديم المصريين والحكام الذين مروا على مصر في التاريخ القديم، بأنهم كانوا سود البشرة، وأن الحضارة المصرية هي حضارة صنعها أفارقة سود، وليس سكانها المعروفين الذين يسود فيهم لون دول حوض البحر المتوسط.

ومن المعروف تاريخيا وبالأدلة القوية، أن كليوباترا السابعة هي آخر سلسلة العائلة المقدونية البطلمية التي حكمت مصر وقت الاحتلال المقدوني الإغريقي لمصر، ومؤسس الأسرة هو بطليموس الأول، أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر الذي غزا مصر سنة 332 قبل الميلاد، وعقب وفاة الإسكندر حكم بطليموس مصر، واستمرت عائلته تتوارثه حتى سقوطها عام 30 قبل الميلاد.

يجسد الشكل المقدوني لكليوباترا بعض التماثيل والرؤوس الموجودة في متحف الفاتيكان ومتحف برلين، كما رسمت على واجهة معبد حتحور في الأقصر بصحبة ابنها قيصرون، والعملات التي عثر عليها داخل معبد "تابوزيريس ماجنا" في الإسكندرية، ولم تتضمن أي سمات أو ملامح سوداء.

المسلسل أثار حفيظة وشكوك الجمهور المصري بشأن نوايا العمل، حيث أن منتجة العمل هي جادا بينكت سميث، زوجة الممثل الشهير ويل سميث، وتعد من الأفارقة سود البشرة، والداعين لأفكار "المركزية الإفريقية" التي تدعي أن أصل وصناع كل الحضارات الشهيرة هم الأفارقة السود.