وسيم السيسي لـ«الأخبار»: «الأفروسنتريزم» والإخوان يسعيان لسرقة مصر

د. وسيم السيسى خلال حواره مع «الأخبار»
د. وسيم السيسى خلال حواره مع «الأخبار»

تشعر وأنت في صالونه الثقافي كأنك في رحلة عبر الزمن إلى معابدنا القديمة، يفتح لنا بواباتها لنتجول فى أروقتها ودهاليزها كاشفا لنا عن خباياها وغموض أسرارها.. أسهمت طفولة د. وسيم رشدي السيسي، أستاذ جراحة المسالك البولية، فى تكوين شخصيته الفريدة والفذة، حتى أصبح أحد علماء مصر، القراءة بالنسبة له إدمان، فكان ينتقى ما يناسبه من مكتبة والده، ولكن تحت إشرافه، أما والدته فيقول د.وسيم: إنها عبر حواراتها مع والدى قد خلقت فى داخلى العقلية الباحثة عن الحقيقة.. حصل على أرقى الدرجات العلمية من إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، . أما اهتمامه إلى حد الولع بالمصريات فكان دافعه لتأسيس الصالون الثقافى منذ 1990 لنشر الوعى والمعرفة، وفيه يذكر الناس دائمًا بمقولة: «هزمناهم ليس حين غزوناهم، هزمناهم حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم».. وفى جلسة خاصة بصالونه الثقافى كان لـ «الأخبار» هذا الحوار مع د.وسيم الذى حذر من خطر كبير تواجهه مصر حاليا وهو محاولة احتلال تاريخنا الثقافى.. إلى نص الحوار:


كيف تفاعلت مع اختيار ممثلة سوداء البشرة لتقوم ببطولة الفيلم الوثائقى «كليوباترا»؟

من خلال نظرة عامة لشخص ذى عقل ويستخدم المنطق والتفكير فى مناقشة مثل هذا الموضوع أرى أنه إذا كان ويليام شكسبير فى عام 1606 يؤلف مسرحية رائعة اسمها كليوباترا»، فهل من المعقول ألا يكون قد درس تاريخ هذه الشخصية منذ بدايته حتى نهايته وعرف إذا كانت تنحدر من أصول إفريقية أو من أصول مقدونية يونانية؟ وأن الدم اليونانى أو المقدونى معروف أن صاحبه يتميز بالبشرة الشقراء، وأمير الشعراء أحمد شوقى فى مسرحيته الرائعة «مصرع كليوباترا» التى عكف على كتابتها شهرين كاملين، فهل من المعقول أنه لم يعرف من أى أصول كانت؟ وفيلم «كليوباترا» ذلك العمل الرائع درة السينما العالمية وهو عمل مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فى عام 1963 وقد تم اختيار الممثلة «إليزابيث تايلور» وهى أجمل جميلات السينما العالمية فى ذلك الوقت لتقوم بدور البطولة، وكان ذلك بعد جلسات عمل طويلة.

 

إذن بالمنطق هل كل هؤلاء بداية من شكسبير منذ 400 عام تقريبًا وأمير الشعراء منذ 100 عام ثم العمل السينمائى العالمى منذ 60 عاما كانوا «عميان» ولم يعرفوا بدراستهم المستفيضة إن كانت كليوباترا يونانية أم إفريقية؟!

لعبة الماسونية

ما هى منظمة الأفروسنترك وما الهدف الذى تسعى إليه الصهيونية العالمية من خلالها؟

 فى عام 1950 كانت الولايات المتحدة تمنع دخول اليهود والكلاب إلى الفنادق والمقاهى والمتنزهات العامة، ولا ننسى مذابح اليهود التى حدثت فى إسبانيا وألمانيا، فأرادت أوربا التخلص منهم فخططت لهم حكاية أرض الميعاد، وستندهشين عندما تعرفين أن الذى نشط هذه الفكرة فى عقل «تيودور هرتزل» عام 1897 هو رجل بروتستانتى مسيحى اسمه (ويليام هيشلر) وكان معلمًا وأستاذًا لأولاد دوق ألمانيا (فريدريك الثانى).

هرتزل قال إنه بعد 50 سنة لا بد أن يكون هناك وطن لإسرائيل، وهذا ما حدث.. 1947 كان تاريخ إعلان التقسيم، ثم 1948 إعلان دولة إسرائيل، ما أراه اليوم أن المخطط هو التخلص من السود لأنهم يشكلون إزعاجا كبيرا بالنسبة لأمريكا، لأنها أتت بهم فى الأصل كعبيد من هناك، وكما لعبت بعقل اليهود وحكاية أرض الميعاد تلعب بعقل هؤلاء أنهم أصحاب الحضارة المصرية، وأن ال100 مليون مصرى هم أحفاد العرب الغزاة الذين فتحوا مصر وقتلوا منهم من قتل وطردوا من طرد.

صفعة الأفروسنتريزم

إذن ما هى الاكتشافات العلمية التى تكشف أكاذيب الأفروسنتريزم؟

يوجد فى المجلة الأمريكية للوراثة البشرية بحث تحت عنوان: «المصريون فينا جميعا»، وذلك بتاريخ 25 يونيو 2015 هذا البحث قام به ثلاثة علماء من جامعة كمبردج، هم: (مارك جوبلنج، كوفرسايد، لوقا باجامن)، وسبب هذا البحث أنه من المعروف أن الجنس البشرى بدأ فى إفريقيا، وأول هيكل عظمى للجنس البشرى وجد هناك عمره 4٫4 مليون سنة، وأطلقوا عليه اسم «أردى»، ووجدوا هيكلًا عظميا آخر وأطلقت عليه البعثة اسم «لوسى» وكان عمره 3٫2 مليون واستغرق هذا البحث 20 عامًا، أما الهدف منه أنهم كانوا يريدون تحديد هل البشرية خرجت من مصر إلى آسيا وأوربا عن طريق مصر ثم سيناء إلى آسيا ثم أوربا، أم خرجت عن طريق إثيوبيا ثم باب المندب ثم آسيا ثم أوربا فكانت النتيجة أن الجينات المصرية موجودة فى الآسيويين والأوربيين منذ 55 ألف سنة مضت، وهناك رأى آخر يقول 200 ألف سنة مضت، والسبب أن (الكاربون 14) لا يستطيع أن يحدد أكثر من ذلك هذا فضلا عن البحث الذى نشر بمجلة «جاما» فى 2010 وقام به د.زاهى حواس، ود.يحيى زكريا، ود.سمية إسماعيل، ب المركز القومى للبحوث، وقد أخذوا عينات وجينات من أسرة توت عنخ آمون فوجدوا أن 88٫6 % من المصريين فيهم جينات أسرة توت عنخ آمون.

أما الصفعة الكبرى لهؤلاء الموتورين فهى حصول «سفانتى بابو» رئيس معهد ماكس بلانك فى ألمانيا على جائزة نوبل 2022 فى الطب؛ لأن الفريق الذى يترأسه توصل إلى حل مشكلة كانت تمثل معضلة وهى تسلسل الحمض النووى للمومياوات، والنتيجة لا يوجد فى المصريين جينات إفريقية حتى سنة 600م أى أن فترة الحضارة التى تبدأ من الأسرة الأولى قبل الميلاد حتى 600م لا توجد بها أى جينات «سوداء» بعد سنة 600م وجدوا نسبة ضئيلة جدا من الحمض النووى الإفريقى تقدر ب8% وهى لا قيمة لها، وتم تفسير وجود هذه النسبة الضئيلة إلى «تجارة العبيد»، وهذه العبارة تؤلم أتباع الأفروسنتريك جدا.

ليس مخططا!

وما ردك حول من ينكر حتى اليوم أن ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط مؤامرة؟

تتقعر النخبة أو «النكبة» أمام شاشات التليفزيون ليقولوا: «نحن لا نؤمن بفكر المؤامرة!»، ويقولون هذا مخطط وليست مؤامرة، ولو فتحوا معجم «مختار الصحاح» لوجدوا المخطط المقصود به التخطيط لعمران البلاد، أما المؤامرة فهى تخطيط لإلحاق الضرر بفرد أو جماعة أو دولة! لذلك أقول لهم اقرأوا يرحمكم الله حتى ترحموا مصر. وفى 1916 تم تقسيم المنطقة وأرض الشام إلى دول صغيرة (شرق الأردن، لبنان، سوريا، العراق): كان مارك سايكس وجورج بيكو وراء هذا التقسيم، الأول من إنجلترا والثانى من فرنسا، وفى تلك السنة ولد «برنارد لويس» بريطانى المولد، يهودى الديانة صهيونى الهوية، درس المنطقة والإسلام جيدا حتى أصبح حجة فى هذا الشأن، ثم خلص إلى مشروعه الجهنمى الشرق الأوسط الجديد تقسيم المقسم.

بمعنى تقسيم مصر إلى أربع دول أو دويلات: والسعودية تقسم إلى ثلاث، وسوريا إلى ثلاث، العراق إلى ثلاث، وكذلك السودان، ثم تقدم لويس بمشروعه إلى «بريجنسكى» مستشار الأمن القومى لجيمى كارتر فى 1980 وبناء عليه ظلوا يدرسون هذا المشروع تحت اسم مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الربيع العربى (الخراب العربي) ثلاث سنوات! ثم اجتمع الكونجرس الأمريكى الذى أقره بالإجماع على أن يكون هذا المشروع: خطة استراتيجية مستقبلية منهجية على الحكومات الأمريكية المتتابعة تنفيذها وتظل ثابتة بغض النظر عن اختلاف الحكم فى إفريقيا.

هل هناك تقارب بين الأفروسنتريزم والإخوان فى محاولة من الصهيونية العالمية لتحقيق ما فشلت فيه الجماعة الإرهابية بعد سقوطها فى 30 يونيو؟

طبعًا، الأفروسنتريزم والإخوان شىء واحد، لعبة الصهيونية العالمية هى الجماعات المتطرفة ودفعت لها المليارات لتدمير مصر فانتشرت الوهابية مدفوعة الأجر لنظار المدارس والناظرات، والحجاب بالأمر والنقاب كذلك، والدبلة الذهب للمسيحيين والفضة للمسلمين، وكل هذا من أجل التقسيم، للأسف هى لعبة كبيرة وخطيرة جدا، ونحن أغبياء لأننا إذا كنا لا نعرف تاريخنا المصرى القديم فهل سنعرف كيف تفكر الصهيونية العالمية وماذا تخطط!

عقدة أزلية

هل أسهمت السينما العالمية فى نشر الخرافات حول حضارتنا المصرية القديمة؟

طبعًا؛ طالما نادى «بيجن» (أنهم بناة الأهرام).. ولكن بالحوار، وبالمعلومات أقر واعترف أمام «هدى توفيق» الصحفية بجريدة الجمهورية أن المصريين هم بناة الأهرام وأنا لا أتعجب من ادعاءاتهم لسبب بسيط أن (سيجموند فرويد) فى كتابه «موسى والتوحيد»، قال: «إن عقدة اليهود الأزلية هى الحضارة المصرية القديمة»، هم رعاة غنم وقرأوا عن أناس يجرون عمليات مياه بيضاء وتقوم بزراعة أسنان، ورصدوا أن السنة الشمسية 365 يوما و6 ساعات بعد أن كان العالم يتخبط لأن التقويم كان قمريا وبالتقويم القمرى الصيف يأتى فى الشتاء والشتاء يأتى فى الصيف.

ما علاقة الماسونية بالهرم الأكبر؟

بالنسبة لهم كل ما يستطيعون تشويهه يشوهونه.. على سبيل المثال هم يقولون إن العقيدة فى مصر كانت وثنية وأنا درست وقرأت كثيرًا ولم أجد كلمة فى اليهودية أو المسيحية أو الإسلام إلا وكان موحيا بها فى مصر القديمة، فلقد جاء فى القرآن: «يخرّون للأذقان سجدًا»، والجداريات كلها محفورة عليها صور للمصريين وهم يسجدون حتى يواجهوا الله بوجوههم كما كان بهم «إمم» أى إمام، وكانوا يصطفون صفوفا وراء الإمام وهذه الصلاة هى صلاة الجماعة، أما عن الصلاة فكانت بالوضوء، نجد صورة للملك مينا ذاهبا إلى «برضوا» أى بيت الوضوء، وكلمة دين كلمة مصرية من كلمة «دى» أى خمسة بالمصرى القديم والنون شعيرة دينية أى شعيرة دينية خماسية تقوم على التوحيد، متون الأهرام موجود عليها: (وع واع) أى واحد أحد، (نن سنو) أى ليس له ثان، كلمة «حج» كلمة مصرية قديمة معناها النور أو الضياء، كلمة «آز» معناها المتجه إلى «حج آز» حجاز معناها المتجه إلى النور، «صاو» كلمة مصرية معناها يمتنع عن الشراب أو الطعام أو الكلام، و»م» أي عن، فتكون هذه الكلمة المصرية: صاوم أو صوم، وكانوا يستقبلون شهر الصيام بترديد «وحوي يا وحوي أيوحا» و(أيوحا) الملكة العظيمة التي حررت مصر من الهكسوس، و»وحوي يا وحوي» معناها «أهلًا أهلًا»، أليس هذا ما نقوله حتى اليوم، كل هذا مأخوذ من مصر القديمة وللأسف نحن لا نعرف شيئا عن بلدنا!

من وجهة نظرك.. ما حقيقة الزئبق الأحمر ولعنة الفراعنة؟

بالنسبة للزئبق الأحمر أو كبريتيد الزئبق فهو مادة كيميائية وهى من أرخص الأشياء، لكن أذكر أنه منذ نحو 15 سنة جاء إلى عيادتي ثلاثة رجال من الصعيد وأعطونى شيئًا مثل «كوز الذرة» مصنوعا من الجرانيت، طوله نحو 15 سنتيمترًا، عندما أمسكت به وجدت أن بداخله شيئًا يتحرك ويريدون مني أن يعرفوا ماهية هذا الشىء، وبعد تصويره بأشعة ال(إكس راي) اكتشفت أنه عبارة عن هيكل خارجي به «فيوز» كهربائي أسطواني الشكل طرفاه مغطى بالمعادن، وبداخله كرة تصدر صوتا كلما حركته، حاولت فتحه فلم أنجح، فهو كتلة مصمة، وعندما سألتهم عن مصدره قالوا لى: من تحت الإبط (المومياء) لكن عرفت فيما بعد أن مكانه في الحنجرة وطلبت منهم تصويره مرة أخرى لتحديد إذا كانت المادة التى بداخله مشعّة.

وهل وجدت معلومات عن تلك المادة؟

عرفت بعد ذلك أنه (يورانيوم) وهو موجود داخل كتلة الجرانيت لقتل البكتيريا وأن أول ظهور لها يكون فى الحنجرة، لذا قدماء المصريين كانوا يضعونها لتعقيم الجسم، وتذكرت أن الطاعون عندما انتشر فى فرنسا كانت الأسرة الواحدة يموت منها ثلاثة أو أربعة أفراد فى اليوم الواحد، فكانوا يذهبون ليدفنوا واحدًا فى الصباح وفى المساء يذهبون لدفن الثانى يجدون الأول قد استفاق فقرروا أنهم لن يدفنوا أحدًا إلا إذا أقرّ باعتراف على نفسه أنه مات!.. فلجأوا للكيمياء وكانوا يكتبون على ورق شفاف بخلات الرصاص: «أنا مت»، ثم توضع على وجه المتوفى..أول بكتيريا تعفن تخرج من الفم أو (كبريتيد الهيدروجين) تتحد مع خلات الرصاص فينتج عنها (كبريتيد الرصاص) أي حبر أسود، وعندما يظهر الحبر الأسود على الورقة إذن هذا اعتراف من المتوفى أنه مات!.. السؤال هل قدماء المصريين كانوا يضعون هذه الكتلة فى حنجرة المومياء حتى يضمنوا أن المومياء كلها معقمة؟.. لم يظهر أى بحث علمى فى هذا الشأن.

وماذا عما يُشاع بأن هناك لعنة للفراعنة؟

أظن أنها كلها مصادفات، البعض يقول إنه بسبب الإشعاع الموجود فى المقبرة؛ لأنها مغلقة منذ 3 آلاف سنة، لكن من وجهة نظرى أراها كلها مصادفات لكن هناك مصادفة غريبة، نعلم أنه تمت سرقة أشياء كثيرة من مقبرة توت عنخ آمون، منها «البوق» الذى يستخدم لإعلان الحرب وهو موجود فى مخازن هيئة الإذاعة البريطانية وفى 1939 خرج مذيع بريطانى فى ال«بى بى سى» قال سنسمعكم صوتًا لم يسمعه أحد منذ 4 آلاف سنة ونفخ فى البوق، بعدها بنصف ساعة، بريطانيا أعلنت الحرب على ألمانيا!.. ويقال إنه تمت إعادته إلى المخازن لأنه لو قامت الحرب العالمية الثالثة لن تكون هناك رابعة!

 صدمة حضارية!

كيف استطعت التوفيق بين علم الطب وعلم المصريات؟

خلال زيارتي لإنجلترا كنت أحرص على حضور مجلس العموم البريطاني، وأكتب في الجارديان، وأتعرف على ثقافة البلد، حتى جاء يوم أصبت «بصدمة حضارية صباحًا وصدمة حضارية مساءً»، رأيت رجلا أجنبيا يتفاخر بأصله وأنهم هم الذين اكتشفوا التعقيم والأنتيمتر، فقاطعه رجلٌ أسود قائلًا: «نحن أعطيناكم الحضارة، لأنكم حصلتم على حضارتكم من الرومان، والرومان حصلوا عليها من اليونان، واليونان حصلوا عليها من الحضارة المصرية القديمة، وأفلاطون تعلم الفلسفة على يد المصريين، وكتب: «ما من علمٍ لدينا إلا وأخذناه عن مصر»، وهنا سأله الأجنبي عن بلدته فقال له الرجل الأسود: أنا من نيجيرا، ونيجيرا من إفريقيا، وإفريقيا بها مصر التي أمدتكم بالحضارة، وهنا صُدمت لجهلي بتاريخ بلدي؛ وحدث موقفٌ آخر في مجلس العموم البريطاني، ففي إحدى جلساته فوجئت بأحد الأعضاء يطالب برفع العقوبة عن الأمير فيليب الذي تجاوز السرعة فانسحبت رخصة قيادته لمدة شهر، فرفض ذلك رئيس المجلس قائلًا: «مش علشان على راسه ريشة»، فمازحت زميلًا لي بأن الأجانب أخذوا مقولة: «على راسه ريشة مننا»، وقال لي: نعم هي ريشة العدالة عندكم، ولا بد أن تكون ريشة نعامة لكونها متساوية الأطراف، والعدالة لا تكون إلا بالتساوي بين طرفين، وفي إنجلترا لا توضع الريشة إلا على رؤوس الأمراء والقضاة، ومن هنا كانت الصدمة الثانية لجهلي بتلك المعلومات..»ريجان» الرئيس الأسبق لأمريكا صرخ قائلا: «أمة في خطر»، وعندما سئل عن السبب قال: «لا تدرس العلوم بما يكفي».. فلوريدا أفقر ولاية في أمريكا لديها قناتان تليفزيونيتان تبثان على مدار 24 ساعة مواد علمية مختلفة ومتنوعة فقط.

أخطاء تعليمية

ما تعليقك على ما يتم تدريسه عن الحضارة المصرية القديمة في كُتب التاريخ؟

لا علاقة لما يُدرس بتاريخ الحضارة المصرية القديمة، فالكتب تقول إن الأهرامات مقابر وهذا خطأ، فهناك 99 هرما لا توجد بها مومياء واحدة، ولا يتم تدريس الدراسات الحديثة التي تؤكد أن الأهرامات محطات لتوليد الطاقة ومنصات فلكية، فكما يقول «جون تيلور» إن طول الهرم في 100 مليون يساوي المسافة بين الأرض والشمس، ووزن الهرم في 100 مليون يساوي وزن الكرة الأرضية، ومحيط الهرم على ارتفاعه يساوي 22÷7 ومحيط غرفة الملك على ارتفاعها تساوي 22 ÷7، وهنا يتضح أن 22÷7 عرفتها مصرمنذ سنة 3500 قبل الميلاد، ولا توجد أي معادلة «لأينشتاين» أو «بوهر»دون 22÷7، فلماذا لا يتم تدريس هذه المعلومات؟!

أين نحن من هويتنا المصرية؟

الهوية مرتبطة بالأرض، ولا تكتسب باللغة أو الدين أو بفترة احتلالية معينة؛ ولكن الأرض لا تكفي.. لا بد من حب هذه الأرض، تاريخها، وأمجادها، وكبواتها، وناسها. كلمة الهوية مشتقة من الهوى أي الحب؛ فهل ضاعت هويتنا؟.. هويتنا لحب مصر وعظمة تاريخها؟.. في رأيي إنها متجذرة في الأعماق.

عندما فك (شامبليون) رموز الكتابة المصرية القديمة الهيروغليفية، عرفنا أن جدنا المصري القديم كان عظيما في الحضارة، والعلوم، والفلك، وأنه هو الذي علم العالم كله حتى العقائد السماوية. وعرفنا أن كل من غزوا مصر، ابتداء من الآشوريين حتى الإنجليز، كانوا عدائي رمال وجرذان صحراء، كما كانوا قراصنة ورعاة بقر. (شامبليون) يقول: «يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة». و(كارين شوبارت) عمدة برلين يقول: «كيف كان سيكون شكل العالم لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة؟».

ولكن ألا ترى أننا لم نستفد من حضارتنا المصرية لخدمة مستقبلنا؟

بدأت حضارة مصر بقانون الأخلاق الذي ليس هناك حتى الآن قانون أخلاق مثله، ثم كانت العلوم، ذلك لأن الحضارة تحتاج إلى ساقين أو جناحين، وبدون أحدهما فهى حضارة عرجاء أو مكسورة الجناح، أليس عجيبا أن تكون جامعات إسرائيل من أفضل عشر جامعات؛ أما جامعاتنا فأخجل أن أتحدث عن موقعها بين جامعات الدول الأخرى!.. ابدأوا بالمدرسين والمدرسات أولا، فهم في حاجة إلى التأهيل والتعليم، صفقت كثيرا للرئيس»السيسي» حين قال: «لن تقوم جامعة في عهدي إلا إذا كانت توءما لجامعة أجنبية أخرى»، واحتفلنا بتخرج أول دفعة من كلية الطب العسكرية التوءم لجامعة ميتشيجان الأمريكية. يجب أن نعي أمرًا مهمًّا.