عبدالرحمن محمد، صاحب 23 عاما، مقيم بمدينة دراو التابعة لمحافظة أسوان أصيب بشلل نصفي فى المرحلة الإعدادية، ولم يترك باب للأطباء إلا وطرقة في محاولة منه أن يجد للشفاء طريق، حتى حصل على مؤهل متوسط دبلوم صنايع قسم كهرباء.
وفى يوم من الأيام قرر "عبدالرحمن" أن يغلق باب الحزن والعجز من حياته ويبحث عن فرصة عمل مثل شباب جيله تاركاً خلفه هموم الدنيا وأعباء الحياه.
ذهب إلى بائع خضار لكى يعمله معه فى بيع الخضروات ولكن صاحب العمل لم يعجبه أداء الشاب العشرينى بسبب مرضه قائلا: "مش هتستحمل الشغل " وترك "عبدالرحمن" العمل من أول يوم ، ولكن لم يستسلم الشاب لعبارات الإحباط من أصحاب العمل ، حتى عمل فى محل للألعاب بلاى استيشن مدة قصيرة ، وبسبب بطء حركته نتيجة مرضه الذى إصابة فى الطفولة ،لم ينال إعجاب صاحب المحل قائلا : " الشغل عايز حركه ،الحركة بركة "
"ولسه بيجرى ويعافر"
طالب الشاب العشرينى من صديق طفولته "محمد" والذى يمتلك دراجة بخارية "توك توك" أن يقوم بتعليمه قيادتها ،وبالفعل كل يوم فى الصباح الباكر يصطحب " محمد " صديق عمره حتى تمكن من قيادة المركبة .
اقرأ ايضاً| حكايات| قرية شنوان وصناعة الجريد.. «الإيد الشقاينة تكسب»
وجلس عبدالرحمن يفكر كيفية حصوله على دراجة بخارية ليعمل بها دليفري" توصيل طلبات حيث تقدم بأوراق تثبت مرضه إلى الجهات المعنية ولكن دون جدوى ،الى أن سمع صديق والده عن قصة الشاب وسارع بشراء دراجة بخارية مجهزة لحالة "عبدالرحمن " بمبلغ 30000 جنيه ، على أن يقوم الشاب بدفع ثمن "الموتوسيكل"بقسط شهرى 500 جنيه .
وذهب الشاب إلى احد مكاتب توصيل الطلبات القريبة من منزله سالف الذكر لاستلام العمل ومع اول "أوردر" ذهب إلى أحد المطاعم لاستلام المأكولات لتوصيلها إلى صاحبها فى العنوان المدون له ،ولكن تم تسليم الطلبات إلى الشخص الخطأ ، قابله ذلك سيل من الانتقادات من صاحبة "الاوردر" قائله : "انت حمار " وعلى إثرها قامت بشكوى ضده إلى صاحب العمل .
المدير الحنين رزق
عاد "عبدالرحمن" الى محل عمله ليجد المدير فى انتظارة ليخفف عنه صعوبة الموقف قائلا: " كلنا كده دائما اول أوردر بيوصل غلط " ،موضحا أن وسط ضغوط العمل اليومية يوجد بعض المديرين في" الشغل" الذين يقومون إلى جانب العمل بالتخفيف من عبء هذه الضغوط على الموظفين والعاملين.
تكافل وكرامة دعم وسند
لجأ الشاب العشرينى إلى توفير مبلغ قسط الدراجة البخارية من دخل برنامج تكافل وكرامة موجهاً شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي، لرعايته تلك المبادرات التي ساهمت فى رفع المعاناة عن الشعب، خاصة غير القادرين ومحدودى الدخل وبعض فئات وطبقات المجتمع، كالمرأة والطفل والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم.
