بعد أزمة «وادى السيليكون» وإخفاقات مصارف أخرى.. ذعر في شارع البنوك بأمريكا

الأزمة المصرفية فى الولايات المتحدة
الأزمة المصرفية فى الولايات المتحدة

دينا توفيق

سلسلة من الأزمات تكبل العالم واحدة تلو الأخرى، كل شيء متصل ببعضه البعض، حتى بات الوضع على ما نحن عليه الآن.. العالم يئن اقتصاديًا وسياسيًا وصحيًا، مترقبًا الانهيارات المصرفية، بعد أزمة بنك وادى السيليكون اSVBب، الذى تبعه إخفاقات لبنوك أخرى. ومؤخرًا، تعرضت ثلاثة بنوك أخرى لانهيار قيمة أسهمها هى اويسترن أليانسب واباك ويستب وامتروبوليتانب؛ حيث يتسبب الاحتياطى الفيدرالى فى أزمة مصرفية، الذى يرى التضخم كونه تضخما نقديا وليس ناتجًا عن اضطرابات الإمدادات الناجمة عن عمليات إغلاق جائحة كورونا والعقوبات الروسية.

الرئيس الأمريكى جو بايدن

ورغم تعهد الرئيس الأمريكى جو بايدن بفعل اكل ما يتطلبه الأمرب لضمان سلامة النظام المصرفي، إذا ظل الاحتياطى الفيدرالى فى خنق الاقتصاد بمعدلات فائدة أعلى، فإن مشاكل العرض ستتفاقم بسبب انخفاض الإنتاج. وبعبارة أخرى، تأتى سياسة الاحتياطى الفيدرالى بنتائج عكسية.

وكانت هناك الجائحة التى آلمت العالم أجمع وحملة اللقاحات الواسعة، ونقص الطاقة والغذاء، وحرب أوكرانيا، والانتحار الاقتصادى الذى يرتكبه الاتحاد الأوروبى حاليًا، والذى يُطلق عليه أيضًا إلغاء التصنيع العشوائي، وهو محاولة يائسة لإدخال جميع الجهات المتحكمة فى العملات الرقمية للبنك (CBDC)، وكذلك العملات الرقمية الجارية، ما أدى إلى انهيار مصرفى دولي، ولا تزال اوول ستريتب تخشى انهيارات البنوك، وفقًا لشبكة CNN الإخبارية الأمريكية. حتى بعد بيع افيرست ريبابليكب، يشعر المستثمرون بالقلق من التحديات التى لا تزال البنوك الإقليمية تواجهها، مما يعرّض الاقتصاد للخطر.

مخاوف من أزمة مالية

الأخبار مليئة بالاجتماعات الطارئة، والبنوك المركزية تقدم شريان الحياة للائتمان وتراجع أسهم البنوك، ومخاوف من أزمة مالية أخرى. وفقًا لما نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية اBBCب يقول السياسيون، بمن فيهم ريشى سوناك، رئيس وزراء المملكة المتحدة، والبنوك المركزية، إن الوضع مستقر الآن. لكن أسهم البنوك استمرت فى التقلب. فى الولايات المتحدة، كان البنك المركزى الأمريكى يرفع أسعار الفائدة فى عهد رئيس مجلس الإدارة جيروم باول، وأغلق المنظمون وباعوا ثلاثة بنوك أمريكية متوسطة الحجم منذ بداية مارس الماضى وهى بنك اوادى السيليكونب، واسيجنيتشرب، وافيرست ريبابليكب. والإخفاقات التى تضرب الولايات المتحدة هى الأكبر منذ الأزمة المالية فى عام 2008. وفى أوروبا، تم الاستيلاء على العملاق السويسرى المضطرب اكريدى سويسب CS، وهو لاعب عالمى رئيسي، من قبل منافسه UBS فى صفقة إنقاذ قسري. وقد جاءت الانهيارات بعد أن خشى العملاء على سلامة أموالهم وسحبوا أموالهم بشكل جماعي.

انهيار بنك وادى السيليكون

ووفقًا للمحلل الجيوسياسى والخبير الاقتصادى السابق فى البنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية بيتر كونيج، فإن كل شيء يؤدى إلى إعادة التعيين الكبرى التى فرضها المنتدى الاقتصادى العالمي، أو جدول أعمال الأمم المتحدة لعام 2030 - بدأ تنفيذ كل شيء بشكل فعلى فى 1 يناير 2020، بعد أن تم إعداده جزئيًا، شيئًا فشيئًا، ربما يعود إلى مائة عام أو أكثر، أو على الأقل العودة إلى الحرب العالمية الأولى. تعتبر الخدمات المصرفية الدولية أحد أكثر العناصر ارتباطًا فى عالمنا الحالي، خاصة فى الغرب. ومن المؤكد أن انهيار بنك وادى السيليكون، بالإضافة إلى إخفاق بنكين أمريكيين آخرين فى وقت واحد تقريبًا، له تأثير على البنوك فى جميع أنحاء العالم. ليس بقدر ما يحدث عندما يتعرض بنك نظامى مثل كريدى سويس، للانهيار، حيث يوجد حوالى 30 بنكًا انظاميًاب حول العالم. وكريدى سويس أحد البنوك النظامية، الذى ظل فى مأزق على مدار العشرين عامًا الماضية بسبب الفضائح الدولية التى تتعلق بسمعته ودائمًا ما كان على حافة الهاوية، مع استمرار قيم الأسهم فى الانخفاض بانتظام خلال العامين الماضيين.

ووفقًا لكونيج فإن بعض الشائعات حول الانهيار الوشيك، سواء أكان ذلك صحيحًا أم خطأ، أدت إلى اندفاع البنك، وبالتالى تدفق رأس المال إلى الخارج، بشكل كبير فى حالة بنك كريدى سويس. وهذا الشيء نفسه الذى حدث مع بنك وادى سيليكون. لم تكن لديهم مشكلة سيولة، لكن الشائعات تسببت فى تهافت على البنوك وتدفق رأس المال إلى الخارج، الأمر الذى أدى فى النهاية إلى مشكلة شبه سيولة، وسيطرة المنظم. وأضاف كونيج موضحًا أن هذه إحدى الطرق التى ترتبط بها البنوك، من خلال الطرق الخاصة بكيفية تدميرها. من السهل جدًا استخدام وسائل الإعلام السائدة التى تم شراؤها اليوم لإثارة الشائعات وبث الخوف لدى البشر، مثلما حدث وقت جائحة كوفيد لولا الخوف المخترع والإعلام المتواصل المثير للذعر، لكان من المستحيل تدافع المليارات من البشر لتلقى لقاحات تستخدم للمرة الأولى. ومن خلال الدعاية والتلاعب بالبشر، سواء فى الجائحة أو شائعات البنوك فإن كليهما يؤدى إلى الأهداف العامة لإعادة التعيين الكبرى أو جدول أعمال 2030.

انهيار النظام المصرفى الدولى خاصة الغربى هو جزء من إعادة التعيين الكبرى. إنه يعنى تدمير النموذج الاقتصادى الحالى الذى يعد العمل المصرفى فيه أمرًا بالغ الأهمية، وربما تكون حاسمة للغاية. حالما يتم تدمير النظام المصرفى الدولي، فإن تراجع التصنيع المتوقع للغرب، سيتبع نفس النهج. وفقًا للخبير الاقتصادى الأمريكى كونيج، فإن رأس مال البنوك المنهارة لا يختفي، بل إنه يتدفق فقط إلى البنوك الكبرى والعمالقة الماليين، على غرار ابلاك روكب BlackRock وحسابات المليارديرات؛ النخبة الصغيرة العازمة فى النهاية على الاستيلاء على النظام العالمى الواحد. تساعد الإخفاقات المصرفية المهندسة فى تجميع رأس المال فى امراكزب معينة، أو مؤسسات مصرفية، الخاسر الوحيد العملاء البسطاء بمن فيهم حملة الأسهم والسندات، وكذلك المودعون. يتم تجريد أموالهم جزئيًا أو كليًا من خلال عمليات الاستحواذ أو الإنقاذ. يتم تدمير شبكة البنوك الدولية لصالح عدد قليل من المراكز العملاقة للبنوك العالمية. إن حلم العولمة هو التحكم والسيطرة بشكل كامل على ما يجرى فى العالم، وكيف يمكن تعديل االنظامب بشكل أفضل ليستفيد منها نخبة صغيرة أكثر من أى وقت مضى. يسير كل هذا جنبًا إلى جنب مع تخفيض كبير فى عدد السكان المخطط له ، وهو أمر مستمر بالفعل بشكل واضح، إن إلغاء البنوك والحسابات المصرفية الفردية وحرية استخدام أموالك من أجل هذا الغرض.

وفى عام 2020 تحدث المدير العام لبنك التسويات الدولية (BIS) اأوجستين كارستنب، عن الحاجة إلى العملة الرقمية للبنك المركزى (CBDC) للتحكم الكامل فى إنفاق الأموال للسيطرة على المعاملات عبر الحدود. وتؤكد حاكمة ولاية ساوث داكوتا اكريستى نويمب ما قاله العديد من الاقتصاديين منذ أن تم دفع مفهوم عملات البنوك المركزية الرقمية حول نصف الكرة الغربى فى السنوات العشر الماضية. حيث ستكون CBDCs آلية مطلقة تحكم كل مواطن على هذا الكوكب. وعلى غرار عملية إعادة التعيين، الا تملك شيئًا وتكون سعيدًاب.

واليوم، يتم دعم المنتدى الاقتصادى العالمــــى مـــــن قــــبل Big-Finance وتحـــت مظــلته، الشـركة الأمريكية لإدارة الاستثمار ابلاك روكب، التى تعد الممول الرئيسى للمنتدى، بالإضافة إلى مجموعة افانجـــــــاردب الأمريكــيــة للاستشـارات الاستثمارية، وشركــة اســتيت سـتريتب للخدمات المالية، وسلسلة من البنوك مثل ابنك أوف أمريكاب وغيرهم وجميعهم يسيطرون على ما يقدر بنحو 25 مليار دولار فى الولايات المتحدة، و30 تريليون دولار من الأصول حول العالم. وربما عملية إلغاء اللوائح المصرفية الصادرة عن إدارة كلينتون عام 1999 بشأن اجلاس ستيجالب بمثابة مقدمة متعمدة لما كان مخططًا له ليكون جزءًا من إعادة التعيين للمنتدى الاقتصادى وإعادة بنائه وفقًا لنظام عالمى واحد، موجه من الظل من قبل Big-Finance.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 10/5/2023

اقرأ أيضًا : تحليلl بنك «وادي سيليكون» بداية الانهيار المالي بأمريكا