مي فاروق: الجمهور طبطب علىَّ في محنتي

مى فاروق
مى فاروق

عمر‭ ‬السيد

‭ ‬مي‭ ‬فاروق‭ ‬تشدو‭ ‬طربا‭ ‬وإبداعا‭ ‬وسط‭ ‬الكبار،‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتها‭ ‬البارزة‭ ‬بحفل‭ ‬مئوية‭ ‬الموسيقار‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الموجى،‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬نجوم‭ ‬الطرب‭ ‬علي‭ ‬الساحة‭ ‬العربية،‭ ‬تكريما‭ ‬وتقديرا‭ ‬لاسم‭ ‬المبدع‭ ‬الراحل‭ ‬و‭ ‬إسهاماته‭ ‬الفنية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تنسي‭.. ‬

خلال‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭ ‬تروى‭ ‬لنا‭ ‬مى‭ ‬تفاصيل‭ ‬ليلتها‭ ‬الطربية‭ ‬الجديدة‭ ‬منذ‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬لصعودها‭ ‬علي‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح،‭ ‬مرورا‭ ‬بردة‭ ‬الفعل‭ ‬الجماهيرية‭ ‬القوية‭ ‬التى‭ ‬أعقبت‭ ‬الحفل،‭ ‬وكانت‭ ‬كلمة‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬أزمتها‭ ‬الأخيرة‭.. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬تكشفها‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬عن‭ ‬مشوارها‭ ‬وسر‭ ‬أمنيتها‭ ‬التى‭ ‬تسعي‭ ‬ورائها‭.

بدأ‭ ‬حديثنا‭ ‬عن‭ ‬الحفل‭ ‬الذي‭ ‬وصفت‭ ‬مي‭ ‬مشاركتها‭ ‬خلاله‭ ‬قائلة‭: ‬“كانت‭ ‬تجربة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬رائعة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬الحفل،‭ ‬وهو‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمئوية‭ ‬المبدع‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الموجي،‭ ‬أحد‭ ‬القامات‭ ‬الموسيقية‭ ‬المصرية،‭ ‬والاحتفاء‭ ‬به‭ ‬بمثابة‭ ‬تقدير‭ ‬للفن‭ ‬المصري،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لتواجد‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬المشاركين‭ ‬بالحفل”‭. ‬

خلف‭ ‬الكواليس‭ ‬

‭ ‬قبل‭ ‬صعودك‭ ‬على‭ ‬المسرح‭.. ‬هل‭ ‬اختلف‭ ‬شعورك‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحفل‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬فعالية‭ ‬أخرى‭ ‬قدمتها‭ ‬داخل‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬مصر؟‭ ‬

الأمر‭ ‬لم‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرا‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬نفس‭ ‬مشاعر‭ ‬الخوف‭ ‬والإضطراب‭ ‬والقلق‭ ‬التي‭ ‬تراودني‭ ‬أثناء‭ ‬الإستعداد‭ ‬للصعود‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح،‭ ‬لأنني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حفلاتي‭ ‬الخارجية‭ ‬أعتبر‭ ‬أنني‭ ‬لست‭ ‬متواجدة‭ ‬بهذا‭ ‬المكان‭ ‬باسم‭ ‬مي‭ ‬فاروق،‭ ‬لكن‭ ‬باسم‭ ‬بلدي،‭ ‬وممثلة‭ ‬عنه‭ ‬وعن‭ ‬الفن‭ ‬المصري،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬تضاعف‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الحفل،‭ ‬لأنني‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬التحضير‭ ‬له‭ ‬كان‭ ‬لدي‭ ‬رغبة‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬شيء‭ ‬يليق‭ ‬باسم‭ ‬مصر‭ ‬وفنها،‭ ‬وأيضا‭ ‬بقيمة‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الموجي‭. ‬

‭ ‬بالطبع‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬سبقه‭ ‬إستعدادات‭ ‬كثيرة‭.. ‬كيف‭ ‬كانت؟‭ ‬

بحكم‭ ‬تخصصي‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أغنيات‭ ‬التراث،‭ ‬لم‭ ‬يتطلب‭ ‬مني‭ ‬الأمر‭ ‬عقد‭ ‬بروفات‭ ‬أداء‭ ‬لمرات‭ ‬عديدة،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬التحضيرات‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬أخرى‭ ‬كإختيار‭ ‬الملابس‭ ‬وتصفيف‭ ‬الشعر،‭ ‬وكلها‭ ‬أمور‭ ‬تم‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬بضعة‭ ‬أيام‭ ‬قبل‭ ‬موعد‭ ‬الحفل‭. ‬

‭ ‬كيف‭ ‬جاء‭ ‬اختيارك‭ ‬لأغنية‭ ‬“اسأل‭ ‬روحك”‭ ‬لتقديمها‭ ‬خلال‭ ‬الحفل؟‭ ‬

في‭ ‬بداية‭ ‬التحضير‭ ‬لبرنامج‭ ‬الحفل،‭ ‬أقترحوا‭ ‬علينا‭ ‬عدة‭ ‬أغنيات،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نختار‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ما‭ ‬نود‭ ‬في‭ ‬تقديمه،‭ ‬ووقع‭ ‬اختياري‭ ‬على‭ ‬“اسأل‭ ‬روحك”،‭ ‬لأنني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬هذا‭ ‬اللحن‭.‬

أزمة‭ ‬شيرين‭ ‬

‭ ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬الكواليس‭ ‬التى‭ ‬مررت‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬؟‭ ‬

الرحلة‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بها‭ ‬شيء‭ ‬مختلف،‭ ‬باستثناء‭ ‬أجواء‭ ‬وكواليس‭ ‬البروفات‭ ‬والتحضيرات،‭ ‬والتي‭ ‬جمعتني‭ ‬بزملائي‭ ‬المشاركين‭ ‬به،‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬مليئة‭ ‬بالحب‭ ‬والمرح‭ ‬والتفاهم،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬بعضها‭ ‬جمعتني‭ ‬بهم‭ ‬حفلات‭ ‬وتجارب‭ ‬سابقة‭ ‬مشابهة،‭ ‬سواء‭ ‬الجميلة‭ ‬أنغام‭ ‬أو‭ ‬الرائع‭ ‬السعودي‭ ‬عبادي‭ ‬جوهر،‭ ‬وحتى‭ ‬شيرين‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬لي‭ ‬الظروف‭ ‬بمشاركتها‭ ‬في‭ ‬حفلات‭ ‬سابقة،‭ ‬لكننا‭ ‬أصدقاء‭ ‬منذ‭ ‬البدايات،‭ ‬وكنت‭ ‬سعيدة‭ ‬بلقاءها‭ ‬في‭ ‬الحفل‭ ‬واستعادة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ذكريات‭ ‬البدايات‭.‬

‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬شيرين،‭ ‬أنتشرت‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬صورة‭ ‬لكما‭ ‬قمت‭ ‬بنشرها‭ ‬وأثنيت‭ ‬في‭ ‬تعليقك‭ ‬عليها‭ ‬على‭ ‬شيرين‭ ‬وعلاقة‭ ‬الصداقة‭ ‬بينكما‭.. ‬كيف‭ ‬تصفين‭ ‬ما‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬شيرين‭ ‬الآن؟‭ ‬

كانت‭ ‬تربطني‭ ‬بشيرين‭ ‬علاقة‭ ‬صداقة‭ ‬قديمة‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة،‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬سويا‭ ‬في‭ ‬فرقة‭ ‬كورال‭ ‬أطفال‭ ‬الأوبرا‭ ‬المصرية،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الأيام‭ ‬قد‭ ‬باعدت‭ ‬بيننا‭ ‬بحكم‭ ‬ظروف‭ ‬الحياة‭ ‬والعمل،‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬شيرين،‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي،‭ ‬والحياة‭ ‬مليئة‭ ‬بالمشاكل‭ ‬والصعاب‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنل‭ ‬منا،‭ ‬وكلنا‭ ‬معرضون‭ ‬أن‭ ‬نمر‭ ‬بظروف‭ ‬مثلها،‭ ‬لكنها‭ ‬ستظل‭ ‬دائما‭ ‬شيرين‭ ‬التى‭ ‬يحبها‭ ‬الجميع‭ ‬لصوتها‭ ‬وإحساسها‭ ‬الفريد،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬جمهورها‭ ‬خلفها‭ ‬لتتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬المحنة،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نكف‭ ‬عن‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬الشخصية‭ ‬للآخرين‭ ‬سواء‭ ‬بالحديث‭ ‬أو‭ ‬التعليق‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭. ‬

ردة‭ ‬فعل‭ ‬

‭ ‬نالت‭ ‬مشاركتك‭ ‬خلال‭ ‬الحفل‭ ‬رضا‭ ‬قطاع‭ ‬عريض‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬العربي‭ ‬والمصري‭ ‬الذي‭ ‬أشاد‭ ‬بأدائك‭.. ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬وانطباعه‭ ‬لديك؟‭ ‬

بمجرد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحفل‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬تلقي‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬أدهشتنى‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي،‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاتصالات‭ ‬الهاتفية‭ ‬أو‭ ‬الرسائل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬وكنت‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬سعادتي،‭ ‬وكان‭ ‬الأمر‭ ‬أشبه‭ ‬بتكريم‭ ‬لي،‭ ‬ورغم‭ ‬أنني‭ ‬اعتدت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الأمر‭ ‬كان‭ ‬مختلفاً،‭ ‬لأنني‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لدفعة‭ ‬إيجابية،‭ ‬وشعرت‭ ‬معها‭ ‬كأن‭ ‬يد‭ ‬“تطبطب”‭ ‬علي‭ ‬لتمحو‭ ‬آثر‭ ‬ما‭ ‬مررت‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬تقصدين‭ ‬أزمة‭ ‬وفاة‭ ‬والدك؟‭ ‬

نعم‭ ‬للآسف،‭ ‬لأنني‭ ‬لازلت‭ ‬أعاني‭ ‬تأثيرها‭ ‬النفسي‭ ‬علي،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬أظهر‭ ‬عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬لأن‭ ‬والدي‭ ‬علمني‭ ‬الصمود‭ ‬والثبات‭.  ‬

‭ ‬قلت‭ ‬سابقا‭ ‬أنك‭ ‬ورثت‭ ‬عنه‭ ‬موهبة‭ ‬الغناء‭.. ‬فماذا‭ ‬ورثت‭ ‬عنه‭ ‬أيضا؟‭ ‬

خصال‭ ‬عديدة‭ ‬أهمها‭ ‬الصبر‭ ‬والإيمان‭ ‬واليقين‭ ‬في‭ ‬كرم‭ ‬المولى‭ ‬وعطائه،‭ ‬أيضا‭ ‬الإخلاص‭ ‬والاجتهاد‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬علمني‭ ‬إياها‭ ‬كلها‭ ‬مرتبطة‭ ‬بعاداتنا‭ ‬الشرقية‭.  ‬

‭ ‬نعود‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬حول‭ ‬الحفل،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الإشادة‭ ‬بأدائك،‭ ‬بل‭ ‬أمتدت‭ ‬لتشمل‭ ‬إطلالتك‭ ‬التي‭ ‬نالت‭ ‬نصيب‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬الجمهور،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬ترددت‭ ‬أخبار‭ ‬عن‭ ‬أنك‭ ‬صادفت‭ ‬مشكلة‭ ‬بـ”فستان‭ ‬الحفل”‭.. ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬صحيح؟‭ ‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬مشكلة‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحرفي‭ ‬للكلمة،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هناك‭ ‬أنني‭ ‬بعد‭ ‬الإستقرار‭ ‬على‭ ‬الفستان‭ ‬وجدت‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مناسب‭ ‬لي،‭ ‬لأنه‭ ‬مصمم‭ ‬بطراز‭ ‬“مكشوف”‭ ‬من‭ ‬الأعلى،‭ ‬وهو‭ ‬تصميم‭ ‬لم‭ ‬أعهده‭ ‬في‭ ‬ملابسي،‭ ‬وبناءً‭ ‬عليه‭ ‬طلبت‭ ‬إجراء‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬عليه،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬صعوبات‭ ‬أو‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ ‬تنفيذها،‭ ‬ولم‭ ‬تستغرق‭ ‬التعديلات‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭.‬

السعودية‭ ‬الجديدة‭ ‬

‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬دولة‭ ‬شقيقة‭ ‬مثل‭ ‬السعودية‭ ‬بإحتضان‭ ‬احتفالية‭ ‬لتكريم‭ ‬محمد‭ ‬الموجي‭ ‬بالطبع‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬يؤكد‭ ‬علي‭ ‬عمق‭ ‬و‭ ‬قوة‭ ‬وصلابة‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬البلدين،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفنية‭ ‬ما‭ ‬الرسالة‭ ‬أو‭ ‬المدلول‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرك‭ ‬لخطوة‭ ‬كهذه؟‭ ‬

ان‭ ‬مصر‭ ‬كانت‭ ‬وستظل‭ ‬بلد‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون،‭ ‬وان‭ ‬إسهاماته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬هى‭ ‬المصدر‭ ‬و‭ ‬جزء‭ ‬أصيل‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬وفنون‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬وهذا‭ ‬بشهادة‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها‭. ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬احتفاليه‭ ‬خاصة‭ ‬بإحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬مبدع‭ ‬مصري‭ ‬علي‭ ‬أرض‭ ‬دولة‭ ‬شقيقة‭ ‬كالسعودية،‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬اهتمامهم‭ ‬وتقديرهم‭ ‬للفن‭ ‬المصري،‭ ‬و‭ ‬اعتزازهم‭ ‬به‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ثقافتهم‭ ‬و‭ ‬هويتهم‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬يعتزون‭ ‬بها‭ ‬و‭ ‬يقدرونها‭ ‬ايضاً‭. ‬ولذلك‭ ‬فجميع‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالمملكة‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬أشرف‭ ‬علي‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالية،‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬علي‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭. ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬لمسته‭ ‬أن‭ ‬جميعهم‭ ‬لديه‭ ‬شعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬تكريم‭ ‬هذه‭ ‬الرموز‭ ‬مثلما‭ ‬استمتعوا‭ ‬بأعمالهم‭ ‬و‭ ‬فنونهم‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭. ‬

‭ ‬كيف‭ ‬ترين‭ ‬حالة‭ ‬الثراء‭ ‬والحراك‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬المملكة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات؟‭ ‬

أمر‭ ‬مشرف‭ ‬وعظيم،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تلبي‭ ‬للجماهير‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أنني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‭ ‬لم‭ ‬أتخيل‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬يوما‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬بالرياض،‭ ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬الفكر‭ ‬الجديد‭ ‬والمتطور‭ ‬للقيادة‭ ‬السعودية‭. ‬

‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تقدمين‭ ‬بها‭ ‬حفلات‭ ‬في‭ ‬السعودية‭.. ‬كيف‭ ‬تصفين‭ ‬انطباعك‭ ‬عن‭ ‬الجمهور‭ ‬السعودي؟‭ ‬

أصبح‭ ‬للجمهور‭ ‬السعودي‭ ‬منزلة‭ ‬ومكانة‭ ‬في‭ ‬قلبي،‭ ‬فهم‭ ‬جمهور‭ ‬واعي‭ ‬ومثقف‭ ‬و”سميع”،‭ ‬وهذه‭ ‬الصفة‭ ‬تهمني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي،‭ ‬بسبب‭ ‬اختلاف‭ ‬اللون‭ ‬الذي‭ ‬أقدمه،‭ ‬والذي‭ ‬تبحث‭ ‬عنه‭ ‬دوما‭ ‬فئة‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الجمهور،‭ ‬اضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬حالة‭ ‬الألفة‭ ‬والطمأنينة‭ ‬التي‭ ‬أشعر‭ ‬بها‭ ‬دوما‭ ‬أثناء‭ ‬تواجد‭ ‬بينهم،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ ‬كنت‭ ‬أشعر‭ ‬كأنني‭ ‬وسط‭ ‬أهلي‭ ‬ولم‭ ‬أغادر‭ ‬بلدي،‭ ‬وأصبحت‭ ‬أنتظر‭ ‬لقائي‭ ‬بهم‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬كما‭ ‬هم‭ ‬ينتظرون‭ ‬وأكثر‭.‬

نشاط‭ ‬مكثف‭ ‬

‭ ‬هل‭ ‬تحضرين‭ ‬لحفلات‭ ‬أخرى‭ ‬هناك؟‭ ‬

حتى‭ ‬الآن‭ ‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬إرتباط‭ ‬بأي‭ ‬حفلات‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭ ‬باستثناء‭ ‬حفل‭ ‬واحد‭ ‬بالكويت‭ ‬خلال‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬التحضير‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭.‬

‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬نشاطك‭ ‬الفني‭ ‬بشكل‭ ‬عام؟‭ ‬

لدي‭ ‬طاقة‭ ‬لتكثيف‭ ‬نشاطي‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬لذا‭ ‬قررت‭ ‬بعد‭ ‬عودتي‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬أن‭ ‬أتفرغ‭ ‬حاليا‭ ‬لعقد‭ ‬عدة‭ ‬جلسات‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشعراء‭ ‬والملحنين‭ ‬للتحضير‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬غنائي‭ ‬جديد‭.  ‬

مشوار‭ ‬و‭ ‬أمنيات‭ ‬

‭ ‬شهدت‭ ‬الساحة‭ ‬الغنائية‭ ‬مؤخرا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬الإيجابية،‭ ‬أهمها‭ ‬المساحة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬الأصوات‭ ‬الطربية‭.. ‬هل‭ ‬تتفقين‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الرأي؟‭ ‬

بالفعل،‭ ‬خاصة‭ ‬أننا‭ ‬مررنا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بحالة‭ ‬تخبط،‭ ‬جاءت‭ ‬أثر‭ ‬ظهور‭ ‬أنماط‭ ‬وألوان‭ ‬غنائية‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬تلقي‭ ‬استحسان‭ ‬لدى‭ ‬الغالبية،‭ ‬لكنها‭ ‬لفتت‭ ‬انتباه‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المستمعين‭ ‬للعودة‭ ‬مجددا‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬سماعه‭ ‬والاتفاق‭ ‬عليه،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الجمهور‭ ‬دائما‭ ‬يسعى‭ ‬للأفضل‭ ‬مهما‭ ‬مر‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬ظواهر‭ ‬غريبة‭.  ‬

‭ ‬خلال‭ ‬مشوارك‭ ‬الفني‭ ‬ألتقيت‭ ‬بعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭.. ‬من‭ ‬منهم‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الدور‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬دعمك‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المشوار؟‭ ‬

جميعهم‭ ‬لهم‭ ‬دور‭ - ‬بعد‭ ‬والدي‭ ‬ووالدتي‭ - ‬لكن‭ ‬ابرزهم‭ ‬المايسترو‭ ‬الكبير‭ ‬سليم‭ ‬سحاب،‭ ‬لأنه‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬آمن‭ ‬بموهبتي،‭ ‬وأول‭ ‬فنان‭ ‬وقفت‭ ‬بجانبه‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬وقدمني‭ ‬للجمهور،‭ ‬وكنت‭ ‬في‭ ‬الثامنة‭ ‬من‭ ‬عمري‭ ‬وقتها،‭ ‬لذلك‭ ‬حينما‭ ‬إلتقيت‭ ‬به‭ ‬مع‭ ‬شيرين‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬خلال‭ ‬احتفالية‭ ‬“محمد‭ ‬الموجي”‭ ‬حرصنا‭ ‬أن‭ ‬نلتقط‭ ‬معه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬التذكارية‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬عقب‭ ‬الحفل،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬السعادة‭ ‬والفخر‭ ‬بنا،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يعتبرنا‭ ‬في‭ ‬منزلة‭ ‬فتياته‭ ‬اللاتي‭ ‬يفتخر‭ ‬بنجاحهن،‭ ‬لذا‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أظل‭ ‬دائما‭ ‬عند‭ ‬حسن‭ ‬ظنه‭ ‬بي،‭ ‬أيضا‭ ‬الموسيقار‭ ‬الراحل‭ ‬عمار‭ ‬الشريعي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬فضل‭ ‬في‭ ‬تقديمي‭ ‬كمطربة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية،‭ ‬أولها‭ ‬مسلسل‭ ‬“ذو‭ ‬النون‭ ‬المصري”‭ ‬للراحل‭ ‬ممدوح‭ ‬عبد‭ ‬العليم،‭ ‬ثم‭ ‬مسلسل‭ ‬“قاسم‭ ‬أمين”،‭ ‬وتنبأ‭ ‬لي‭ ‬وقتها‭ ‬بالنجومية،‭ ‬وكان‭ ‬يشبه‭ ‬صوتي‭ ‬بصوت‭ ‬الرائعة‭ ‬عزيزة‭ ‬جلال،‭ ‬وكذلك‭ ‬الموسيقار‭ ‬ياسر‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬الذي‭ ‬قدمت‭ ‬معه‭ ‬تتري‭ ‬مسلسلي‭ ‬“الأصدقاء”‭ ‬و”الليل‭ ‬وآخره”،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أنجح‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬في‭ ‬مشواري،‭ ‬وآخرون‭ ‬منهم‭ ‬المايسترو‭ ‬أمير‭ ‬عبد‭ ‬المجيد،‭ ‬والفنان‭ ‬طارق‭ ‬فؤاد‭ ‬وغيرهم،‭ ‬وأنا‭ ‬محظوظة‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬مبدعين‭ ‬كثر،‭ ‬لهم‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬بمشواري،‭ ‬وأخشى‭ ‬أن‭ ‬أنسى‭ ‬ذكر‭ ‬أحد‭.‬

‮ ‬تصنفين‭ ‬كواحدة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الأصوات‭ ‬الطربية‭ ‬المصرية‭ ‬حاليا‭.. ‬فما‭ ‬مشروعك‭ ‬الذي‭ ‬تسعين‭ ‬لتحقيقه؟‭ ‬

لدي‭ ‬هدفين‭ ‬أعلم‭ ‬جيدا‭ ‬صعوبة‭ ‬تنفيذهما،‭ ‬لكنني‭ ‬أسعى‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬تحقيق‭ ‬أيا‭ ‬منهما،‭ ‬الأول‭ ‬تقديم‭ ‬عرض‭ ‬مسرحي‭ ‬غنائي‭ ‬قوي،‭ ‬والثاني‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬الجمهور‭ ‬بأعمالي،‭ ‬بنفس‭ ‬قدر‭ ‬التأثير‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديمي‭ ‬لأعمال‭ ‬التراث‭.  ‬

‭ ‬يقال‭ ‬أن‭ ‬طريق‭ ‬النجاح‭ ‬مليء‭ ‬بالمتاعب‭ ‬ولو‭ ‬حاولنا‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬القاعدة‭ ‬معك‭ ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬المعوقات‭ ‬التي‭ ‬واجهتك‭ ‬خلال‭ ‬مشوراك؟‭ ‬

أغلبها‭ ‬أرتبط‭ ‬بالجانب‭ ‬الشخصي‭ ‬بحياتي،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬أمورا‭ ‬عملية‭ ‬أو‭ ‬فنية،‭ ‬باستثناء‭ ‬افتقادي‭ ‬الدائم‭ - ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬مشواري‭ - ‬لكيان‭ ‬أو‭ ‬شخص‭ ‬داعم‭ ‬يتبنى‭ ‬موهبتي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشكلات‭ ‬الإنتاج‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تجعلني‭ ‬أحيانا‭ ‬أتعاقد‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬ما،‭ ‬لكن‭ ‬أصدم‭ ‬لاحقا‭ ‬من‭ ‬تراجعها‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬بنود‭ ‬التعاقد،‭ ‬وهذا‭ ‬يجعلني‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬لم‭ ‬أستفد‭ ‬شيء‭ ‬بالنهاية،‭ ‬بل‭ ‬فقدت‭ ‬سنوات‭ ‬دون‭ ‬عائد‭ ‬يذكر‭.‬

نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ 11/5/2023

اقرأ أيضًا

 ريهام عبد الحكيم ومى فاروق ضيوف برنامج «أنغام» ..اليوم