السيناريست مجدى صابر: «ليلة السقوط» تكشف تورط دول كبرى في صناعة الإرهابl حوار

السيناريست مجدى صابر
السيناريست مجدى صابر

طارق‭ ‬سعيد‭ ‬أحمد

المتأمل‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬السيناريست‭ ‬القدير‭ ‬مجدي‭ ‬صابر،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الدرامية‭ ‬منها،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬سر‭ ‬انجذابه‭ ‬لعالمه‭ ‬الدرامي،‭ ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬يسأل‭ ‬بعد‭ ‬عليه‭ ‬مناقشة‭ ‬الأمر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،ومن‭ ‬ثم‭ ‬رصد‭ ‬عناصر‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬التي‭ ‬تكتمل‭ ‬وتبرز‭ ‬في‭ ‬رائعته‭ ‬“سلسال‭ ‬الدم”‭ ‬مثلا‭ - ‬بطولة‭ ‬الفنانة‭ ‬عبلة‭ ‬كامل‭ - ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬استحوذ‭ ‬على‭ ‬نسب‭ ‬مشاهدة‭ ‬مرتفعة‭ ‬مصريا‭ ‬وعربيا‭ ‬لخمس‭ ‬سنوات‭ ‬كاملة‭..‬ويقود‭ ‬تلك‭ ‬العناصر‭ ‬عنصر‭ ‬تشكيل‭ ‬الشخصية‭ ‬الدرامية‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬“نحتها‭ ‬بمشرط‭ ‬جراح”‭ ‬يستأصل‭ ‬عضوا‭ ‬أو‭ ‬يزرع‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬الشخصية،‭ ‬هكذا‭ ‬ينحت‭ ‬صابر‭ ‬شخوصه‭ ‬ويرسم‭ ‬لهم‭ ‬بمنتهى‭ ‬الدقة‭ ‬خرائطهم‭ ‬الزمانية‭ ‬والمكانية‭ ‬الخاصة،‭ ‬تحت‭ ‬أحداث‭ ‬تحمل‭ ‬على‭ ‬متنها‭ ‬رسائله‭ ‬الإبداعية،‭ ‬بشخوص‭ ‬وصلت‭ ‬لدرجة‭ ‬تشبع‭ ‬واقعية‭ ‬بكثافتها‭ ‬البصرية‭ ‬وثقل‭ ‬حضورها‭..‬التقيته‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وقفت‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬خطوات‭ ‬منه‭ ‬لمدة‭ ‬دقيقة‭ ‬أشاهد‭ ‬رجل‭ ‬نابض‭ ‬بالحيوية‭ ‬أمامه‭ ‬رزمة‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬والأقلام‭ ‬مستغرق‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬ما‭ ‬ويسمع‭ ‬“كوكب‭ ‬الشرق”،‭ ‬اعتذرت‭ ‬له‭ ‬لحضوري‭ ‬المبكر‭ ‬بنصف‭ ‬ساعة‭ ‬عن‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد‭ ‬بيننا،فقال‭: ‬“لا‭ ‬عليك‭.. ‬أعيش‭ ‬يومي‭ ‬هكذا‭ ‬أكتب”،‭ ‬وعدته‭ ‬بأنني‭ ‬سوف‭ ‬أنهي‭ ‬عملي‭ ‬سريعا‭ ‬دون‭ ‬إرهاق‭..‬لكني‭ ‬لم‭ ‬أفعل‭.‬

في‭ ‬حواري‭ ‬معه‭ ‬سألته‭ ‬عن‭ ‬أجواء‭ ‬كواليس‭ ‬عمله‭ ‬الأخير‭ ‬“ليلة‭ ‬السقوط”،‭ ‬وهل‭ ‬تلقى‭ ‬تهديدات‭ ‬بالقتل‭ ‬من‭ ‬“داعش”‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬مع‭ ‬المنتج‭ ‬العراقي؟،‭ ‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬طاقم‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬انفجار‭ ‬لغم‭ ‬في‭ ‬وحدة‭ ‬تصوير؟،‭ ‬وعن‭ ‬شهور‭ ‬المعايشة‭ ‬التي‭ ‬قضاها‭ ‬في‭ ‬العراق؟،‭ ‬ولماذا‭ ‬اختار‭ ‬الفنان‭ ‬طارق‭ ‬لطفي؟،‭ ‬وعن‭ ‬سباق‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬في‭ ‬الماراثون‭ ‬الرمضاني؟،‭ ‬كما‭ ‬ذهبنا‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬“سلسال‭ ‬الدم”‭ ‬واعتزال‭ ‬الفنانة‭ ‬عبلة‭ ‬كامل،‭ ‬واستشرفنا‭ ‬المستقبل‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬أعماله‭ ‬الدرامية‭ ‬المقبلة‭.‬

قطعة‭ ‬من‭ ‬الواقع

كمن‭ ‬انتهى‭ ‬لتوه‭ ‬من‭ ‬عراك‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬قال‭ ‬صابر‭: ‬قضيت6‭ ‬أشهر‭ ‬معايشة‭ ‬ومعاينة‭ ‬بمدينة‭ ‬الموصل،‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬بها‭ ‬الأحداث،‭ ‬وفي‭ ‬سنجار‭ ‬أيضا،‭ ‬وقابلت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬العراقيين‭ ‬الذين‭ ‬مروا‭ ‬بالأزمة،‭ ‬كما‭ ‬قابلت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ (‬داعش‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬استعنت‭ ‬بمراجع،‭ ‬ثم‭ ‬استغرقت‭ ‬الكتابة‭ ‬حوالي‭ ‬عام،‭ ‬وحضرت‭ ‬بدايات‭ ‬التصوير‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوعين‭ ‬تقريبا،‭ ‬ثم‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬إطمأننت‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام”‭.‬

ويضيف‭: ‬“هناك‭ ‬سمعت‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬حكايات‭ ‬من‭ ‬هولها‭ ‬لم‭ ‬أذكرها‭ ‬في‭ (‬ليلة‭ ‬السقوط‭)‬،منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الإغتصاب‭ ‬الجماعي‭ ‬للنساء،‭ ‬ورأيت‭ ‬منهن‭ ‬بعض‭ ‬الضحايا،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬أذكره‭ ‬في‭ (‬ليلة‭ ‬السقوط‭)‬أيضا‭ ‬حرقهن‭ ‬بصب‭ (‬الجاز‭) ‬عليهن‭ ‬وإشعال‭ ‬النيران‭ ‬فيهن،‭ ‬وكانوا‭ ‬من‭ (‬الشيعة‭)‬،‭ ‬و‭(‬داعش‭) ‬تعتبر‭ (‬الشيعة‭) ‬من‭ ‬ألد‭ ‬الأعداء‭ ‬لها،‭ ‬وتكفرهم‭.. ‬فبعد‭ ‬احتلال‭ ‬منازلهم‭ ‬كانوا‭ ‬يشعلوا‭ ‬النيران‭ ‬بهم،‭ ‬لكني‭ ‬استبدلت‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬القتل‭ ‬بالنيران‭ ‬إلى‭ ‬القتل‭ ‬بالرصاص،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬سوف‭ ‬تصدم‭ ‬المتلقي‭ ‬بصدمة‭ ‬بصرية‭ ‬مريعة،‭ ‬واقتربنا‭ ‬من‭ ‬بشاعة‭ (‬داعش‭) ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المشاهد،‭ ‬منها‭ ‬قطع‭ ‬رأس‭ ‬القاضي‭ ‬القبطي‭ ‬إلياس،‭ ‬وهو‭ ‬والد‭ ‬البطلة‭ ‬كندة‭ ‬حنا،‭ ‬لأنه‭ ‬حكم‭ ‬على‭ (‬الدباح‭ / ‬طارق‭ ‬لطفي‭) ‬بالإعدام‭ ‬في‭ ‬أحداث‭ ‬المسلسل”‭.‬

ويستطرد‭: ‬“هنا‭ ‬ثمة‭ ‬تحول،‭ ‬فالمجرم‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬نفذ‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭ ‬في‭ ‬القاضي،‭ ‬وهذا‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المرات،‭ ‬فـ‭(‬الدواعش‭) ‬يفضلون‭ ‬قطع‭ ‬الأعناق،‭ ‬لأنها‭ ‬ذات‭ ‬تأثير‭ ‬لانتشار‭ ‬الرعب،و‭(‬داعش‭) ‬قامت‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬إثارة‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بالوكالة‭ ‬عن‭ ‬أمريكا،‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬أحيت‭ ‬فكرة‭ ‬الجهادية‭ ‬التكفيرية‭.. ‬وطرحت‭ ‬في‭ ‬المسلسل‭ ‬سؤال‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬تورط‭ ‬أمريكا‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬فأبو‭ ‬بكر‭ ‬البغدادي‭ ‬أمير‭ (‬داعش‭) ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬الموصل‭ ‬في‭ ‬موكب‭ ‬يتجاوز‭ ‬الـ50‭ ‬سيارة‭ ‬ليصلي‭ ‬بجماعته‭ ‬تحت‭ ‬أعين‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ولم‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬رصاصة‭ ‬واحدة،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تسلح‭ ‬بأحدث‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وكانت‭ (‬داعش‭) ‬أيضا‭ ‬تدخل‭ ‬وتخرج‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬التركية‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬بمنتهى‭ ‬اليسر،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬قادتهم‭ ‬يتم‭ ‬علاجها‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬وكانوا‭ ‬يسرقون‭ ‬البترول‭ ‬العراقي‭ ‬ويتم‭ ‬بيعه‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬كما‭ ‬كانوا‭ ‬يبيعوا‭ ‬الآثار‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬أيضا،‭ ‬فالعمل‭ ‬تم‭ ‬تصويره‭ ‬بالأماكن‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬عليها‭ ‬الأحداث‭ ‬الحقيقية،‭ ‬وتلقينا‭ ‬دعما‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية،‭ ‬ودعمونا‭ ‬بالجيش‭ ‬وقوات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ومن‭ ‬حكومة‭ ‬كردستان‭ ‬أيضا”‭.‬

سوق‭ ‬الجوارى‭ .. ‬وأشياء‭ ‬أخرى

واستكمل‭ ‬صابر‭ ‬حديثه‭ ‬قائلا‭: ‬“‭(‬ليلة‭ ‬السقوط‭) ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أعمالي‭ ‬الدرامية،‭ ‬وبه‭ ‬تأريخ‭ ‬لفترة‭ ‬زمنية‭ ‬من‭ ‬2014‭ ‬وحتى‭ ‬2017،وتحمل‭ ‬أحداث‭ ‬جلل،‭ ‬وهو‭ ‬احتلال‭ (‬داعش‭) ‬لمحافظة‭ ‬الموصل،‭ ‬وهي‭ ‬تقريبا‭ ‬ثلث‭ ‬مساحة‭ ‬العراق،‭ ‬وهو‭ ‬حدث‭ ‬فارق‭ ‬في‭ ‬تاريخنا‭ ‬المعاصر،‭ ‬واحتلالها‭ ‬للرقة‭ ‬وأجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬سوريا،وكادت‭ ‬تتحول‭ (‬داعش‭) ‬إلى‭ ‬دولة،‭ ‬فحاولت‭ ‬رصد‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أهل‭ ‬الموصل‭ ‬رحب‭ ‬بدخول‭ (‬داعش‭) ‬لأنه‭ ‬رأى‭ ‬فيها‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬الحاكمة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقسو‭ ‬وتتجبر‭ ‬عليهم،‭ ‬وبمجيئها‭  ‬ظنوا‭ ‬إقتراب‭ ‬الخلاص،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬يديها‭ ‬الخراب‭ ‬الأعظم‭..‬وناقشت‭ ‬خلال‭ ‬المسلسل‭ (‬لماذا‭ ‬قبل‭ ‬البعض‭ ‬داعش؟،‭ ‬وماذا‭ ‬فعلت‭ ‬هي‭ ‬بأهل‭ ‬الموصل‭ ‬وسنجار؟‭)‬،‭ ‬فمثلا‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬آلاف‭ ‬فتاة‭ ‬إيزيدية‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬25،‭ ‬تم‭ ‬إختطافهن‭ ‬وسبيهن‭ ‬وإغتصابهن‭ ‬وبيعهن‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬للجواري،‭ ‬كأنهم‭ ‬غنم،‭ ‬بغرض‭ ‬تلبية‭ ‬الرغبات‭ ‬الجنسية‭ ‬لـ‭(‬الدواعش‭)‬،‭ ‬وناقشت‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ (‬داعش‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬سمح‭ ‬لها‭ ‬بالتمدد،‭ ‬لذلك‭ ‬أعتبر‭ ‬‭(‬ليلة‭ ‬السقوط‭) ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬التي‭ ‬عرضت‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الرمضاني‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬إنتاج‭ ‬عراقي‭ ‬مصري‭ ‬مشترك،‭ ‬وبه‭ ‬نجوم‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬والعراق‭ ‬والأردن،‭ ‬ومن‭ ‬مصر‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬فهو‭ ‬عمل‭ ‬درامي‭ ‬عربي‭ ‬بإمتياز‭ ‬يعالج‭ ‬قضية‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الخطورة،‭ ‬وأرجو‭ ‬أن‭ ‬يعرض‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬قريبا،‭ ‬فالعمل‭ ‬حقق‭ ‬مشاهدات‭ ‬على‭ ‬قنوات‭ ‬عربية‭ ‬غير‭ ‬طبيعية،بل‭ ‬مذهلة،‭ ‬لذلك‭ ‬أتمنى‭ ‬الجمهور‭ ‬المصري‭ ‬بالكامل‭ ‬أن‭ ‬يشاهد‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬التنويري،‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬يفضح‭ ‬الفكر‭ ‬الداعشي‭ ‬وأساليبه”‭. ‬

الدباح

وعن‭ ‬“الدباح‭ / ‬طارق‭ ‬لطفي”‭ ‬قال‭ ‬صابر‭: ‬“طارق‭ ‬لطفي‭ ‬قام‭ ‬بدور‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬فقد‭ ‬جسد‭ ‬القائد‭ ‬الداعشي‭ ‬الدموي‭ ‬الذي‭ ‬يطوع‭ ‬كل‭ ‬الأشياء‭ ‬لمصلحته‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يشرب‭ ‬الخمر‭ ‬والمخدرات‭ ‬ويقنع‭ ‬محدثه‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تخالف‭ ‬الشريعة،‭ ‬كما‭ ‬جسد‭ ‬الهوس‭ ‬الجنسي‭ ‬الداعشي‭ ‬بمهارة‭ ‬فائقة،‭ ‬وشهوة‭ ‬القتل،‭ ‬ويحسب‭ ‬له‭ ‬أيضا‭ ‬موافقته‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬بمنتهى‭ ‬الشجاعة،‭ ‬فقبله‭ ‬عرضنا‭ ‬دور‭ (‬الدباح‭) ‬على‭ ‬6نجوم،‭ ‬وكان‭ ‬رفضهم‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬مطاردة‭ (‬داعش‭) ‬لهم،‭ ‬لذلك‭ ‬أحييه‭ ‬على‭ ‬شجاعته‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬كشف‭ (‬داعش‭) ‬التي‭ ‬أدعت‭ ‬الدين،‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬الدين‭ ‬براء،‭ ‬ولا‭ ‬أبالغ‭ ‬حين‭ ‬أقول‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مشاهد‭ ‬طارق‭ ‬لطفي‭ (‬ماستر‭ ‬سين‭)‬،ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬اختزلت‭ ‬الشخصية‭ ‬الداعشية،‭ ‬خاصة‭ ‬مشهد‭ ‬إصرار‭ ‬بنت‭ ‬القاضي‭ ‬المخطوفة‭ ‬من‭ (‬الدباح‭) ‬على‭ ‬حضور‭ ‬والدها‭ ‬الزواج،‭ ‬ووافق‭ (‬الدباح‭)‬،‭ ‬وليلة‭ ‬الزواج‭ ‬أمرها‭ ‬بأن‭ ‬ترتدي‭ ‬فستانا‭ ‬أسود‭ ‬اللون،‭ ‬وبالفعل‭ ‬أرتدته‭ ‬مرغمة،‭ ‬وانتظرت‭ ‬والدها‭ ‬في‭ ‬غرفتها‭ ‬ليبارك‭ ‬لها،ودخل‭ ‬عليها‭ (‬الدباح‭) ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬صينية‭ ‬رأس‭ ‬والدها‭ ‬ويردد‭:(‬وعدتك‭ ‬وأوفيت‭ ‬وعدي‭ ‬بحضور‭ ‬والدك‭ ‬الزيجة‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬مشهد‭ ‬من‭ ‬الخيال‭ ‬اختزلت‭ ‬فيه‭ ‬بشاعة‭ (‬داعش‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬كل‭ ‬أبطال‭ ‬العمل‭ ‬محض‭ ‬خيال،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ (‬ليلة‭ ‬السقوط‭)‬،‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬يستدعي‭ ‬الكشف‭ ‬ومناقشة‭ ‬ومواجهة‭ ‬الفكر‭ ‬الداعشي”‭.‬

ويستكمل‭ ‬صابر‭ ‬حديثه‭ ‬بالقول‭: ‬“أحيي‭ ‬كل‭ ‬فريق‭ ‬العمل،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬المنتج‭ ‬العراقي‭ ‬قيس‭ ‬الرضواني‭ ‬الذي‭ ‬تلقى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬من‭(‬داعش‭) ‬بالقتل،‭ ‬لكنه‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬فضحهم،‭ ‬فكان‭ ‬التصوير‭ ‬تحت‭ ‬حراسة‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي،‭ ‬واستمر‭ ‬التصوير‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬انفجار‭ ‬لغم‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬وحدات‭ ‬التصوير‭ ‬بالموصل‭ ‬القديمة،‭ ‬وأحيي‭ ‬أيضا‭ ‬المنتج‭ ‬المنفذ‭ ‬محمد‭ ‬عشوب،‭ ‬وكل‭ ‬فريق‭ ‬العمل”‭.‬

الماراثون

وعن‭ ‬المارثوان‭ ‬الرمضاني‭ ‬قال‭ ‬مجدي‭ ‬صابر‭: ‬“الموسم‭ ‬الرمضاني‭ ‬كان‭ ‬متنوعا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأعمال‭ ‬الوطنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والكوميدية،وراق‭ ‬لي‭ ‬مشاركة‭ ‬دنيا‭ ‬سمير‭ ‬غانم‭ ‬بمسلسل‭ (‬جت‭ ‬سليمة‭)‬،‭ ‬فهو‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الحواديت،‭ ‬واحتوى‭ ‬على‭ ‬الإستعراض‭ ‬والأغنية‭ ‬والكوميديا،‭ ‬وأيضا‭ ‬مسلسل‭ (‬تحت‭ ‬الوصاية‭) ‬دراما‭ ‬اجتماعية‭ ‬ناضجة،‭ ‬وأعتبره‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فهو‭ ‬جذبنا‭ ‬لأجواء‭ ‬لم‭ ‬أرها‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وعمل‭ ‬درامي‭ ‬ناجح‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬وأيضا‭ ‬نال‭ ‬إعجابي‭ ‬مسلسل‭ (‬ستهم‭)‬بطولة‭ ‬روجينا،‭ ‬فهو‭ ‬عمل‭ ‬بذل‭ ‬به‭ ‬جهد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬السيناريو،‭ ‬وفي‭ ‬الإخراج‭ ‬والتمثيل‭ ‬أيضا،‭ ‬ومسلسل‭ (‬سوق‭ ‬الكانتو‭) ‬كنت‭ ‬أتابعه‭ ‬عن‭ ‬كثب،‭ ‬وباقي‭ ‬الأعمال‭ ‬لم‭ ‬يتسع‭ ‬الوقت‭ ‬لأشاهدها”‭. ‬

كما‭ ‬اختار‭ ‬صابر‭ ‬نجوم‭ ‬الموسم‭ ‬الرمضاني‭ ‬قائلا‭: ‬“طارق‭ ‬لطفي‭ ‬في‭ ‬دور‭ (‬الدباح‭)‬،‭ ‬وخالد‭ ‬النبوي‭ ‬قدم‭ ‬دور‭ ‬عظيم‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ (‬رسالة‭ ‬الإمام‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬التي‭ ‬تابعتها‭ ‬بإهتمام‭ ‬مسلسل‭ (‬سره‭ ‬باتع‭) ‬للمخرج‭ ‬خالد‭ ‬يوسف،‭ ‬وأفضل‭ ‬ممثلة‭ ‬منى‭ ‬زكي‭ ‬وروجينا”‭. ‬

نصرة

وعن‭ ‬تجاربه‭ ‬الدرامية‭ ‬قال‭ ‬صابر‭: ‬“كتبت‭ ‬في‭ ‬الدراما‭ ‬البوليسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والكوميدية،‭ ‬وكان‭ ‬لدي‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬عمل‭ ‬درامي‭ ‬يناقش‭ ‬قضايا‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬الصعيد،‭ ‬فقدمت‭(‬سلسال‭ ‬الدم‭)‬،‭ ‬وتحمست‭ ‬أكثر‭ ‬حينما‭ ‬عرضت‭ ‬فكرته‭ ‬على‭ ‬الفنانة‭ ‬عبلة‭ ‬كامل‭ ‬وتحمست‭ ‬جدا‭ ‬لتقديمه”‭.‬

قاطعته‭ ‬هنا‭ ‬لأسأله‭: ‬“ماذا‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الفنية‭ ‬والصحف‭ ‬عن‭ ‬اعتزال‭ ‬الفنانة‭ ‬عبلة‭ ‬كامل،‭ ‬خاصة‭ ‬أنك‭ ‬كنت‭ ‬قريب‭ ‬منها؟”،‭ ‬ليرد‭ ‬صابر‭: ‬“لا‭ ‬أعرف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬غيرت‭ ‬أرقام‭ ‬هواتفها‭ ‬وتركتها‭ ‬مديرة‭ ‬أعمالها،‭ ‬لذلك‭ ‬انقطع‭ ‬الاتصال‭ ‬بيننا”‭.‬

ليستكمل‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬“سلسال‭ ‬الدم”‭ ‬قائلا‭: ‬“ناقشت‭ ‬في‭(‬سلسال‭ ‬الدم‭) ‬كيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬امرأة‭ ‬ضعيفة‭ ‬لقوة‭ ‬غاشمة،‭ ‬ورغم‭ ‬عدم‭ ‬تكافؤ‭ ‬أطراف‭ ‬الصراع‭ ‬أردت‭ ‬الانتصار‭ ‬لـ‭(‬نصرة‭) ‬التي‭ ‬تجسد‭ ‬مصر‭ ‬عبر‭ ‬دراما‭ ‬لأجيال‭ ‬تلاحقت‭ ‬منذ‭ ‬السبعينيات‭ ‬وحتى‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو،‭ ‬ومنذ‭ ‬البداية‭ ‬كنت‭ ‬أعمل‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬أجزاء،‭ ‬ووصلت‭ ‬لكتابة‭ ‬الجزء‭ ‬الرابع،وضم‭ ‬60حلقة،‭ ‬لكن‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬جزأين‭ ‬منفصلين‭ ‬في‭ ‬موسمين‭ ‬متتاليين،‭ ‬وتحركت‭ ‬الأحداث‭ ‬بقضايا‭ ‬كبرى‭ ‬تمت‭ ‬مناقشتها،‭ ‬مثل‭ ‬الثأر‭ ‬والزواج‭ ‬المبكر‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬عصب‭ ‬مجتمعنا”‭.  ‬

سيرة‭ ‬للزمن

وعن‭ ‬أعماله‭ ‬الدرامية‭ ‬المقبلة،‭ ‬قال‭: ‬“أعمل‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬حاليا،‭ ‬منهم‭ ‬سيرة‭ ‬ذاتيةلروزاليوسف،‭ ‬وأجمع‭ ‬حاليا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬جمعه‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬الشخصية،‭ ‬فمنذ‭ ‬تعرضي‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ (‬قلبي‭ ‬دليلي‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬تشغل‭ ‬تفكيري‭ ‬بإلحاح،‭ ‬حيث‭ ‬أنها‭ ‬نموذج‭ ‬عظيم‭ ‬للمرأة‭ ‬المصرية،‭ ‬ورمز‭ ‬حيوي‭ ‬لمصر،‭ ‬وسيدة‭ ‬مشوارها‭ ‬طويل‭ ‬وبه‭ ‬مراحل‭ ‬عديدة،‭ ‬وكانت‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ ‬أسقطت‭ ‬حكومات‭ ‬ووقفت‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الملك،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬سنتعرض‭ ‬لشخصيات‭ ‬كثيرة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬روز‭ ‬اليوسف‭ ‬ولأحداث‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر،‭ ‬لذلك‭ ‬أتصور‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬سيكون‭ ‬عملا‭ ‬ملحميا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬سيرة‭ ‬ذاتية‭ ‬للزمن”‭.‬

نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ 11/5/2023

اقرأ أيضًا : «لوحة باهتة» تجمع الثنائي أنغام وتامر عاشور في مهرجان «صيف الكويت»