«سفاح الفيوم» ذبح طفل واعترف بقتل صديق عمره

القاتل
القاتل

الفيوم  - سمير الكاشف

 جريمتا قتل، إحداهما تقود إلى كشف الأخرى، أولهما مقتل طفل على يد مالك مقهى، والغرض من الجريمة السرقة، ووراءه جريمة قتل أخرى، ارتكبها صاحب المقهى قبل 40 يومًا، عندما أقدم على قتل صديق عمره، تفاصيل أكثر عن هاتين الواقعتين اللتين شهدت أحداثهما محافظة الفيوم في السطور التالية.

من أمام مستشفى إطسا المركزي، قام هاني أحمد جمعة، صاحب الـ33 عامًا، بإيقاف سائق «توك توك» يُدعى توفيق ممدوح، البالغ من العمر 13 عامًا، وطلب منه أن يقوم بتوصيله إلى قرية أبو النور، التابعة لمركز إطسا، بالفعل وافق الطفل، أو سائق التوك توك، على التوصيل مقابل السعر المتفق عليه.

كان التوقيت ليلًا، والطريق المؤدي إلى قرية أبو النور ظلام دامس، وأثناء ما كان الـ»توك توك» يشق طريقه إلى القرية، استغل «هاني» هذا الموقف، وفجأة خنق الطفل، سائق التوك توك، من الخلف، ثم ذبحه بـ»السكين»، ولم يتركه إلا بعد أن فاضت روحه إلى بارئها.

بعد أن تأكد «هاني» من مقتل الطفل، ترجل من الـ»توك توك»، وحمل الطفل ووضع جثمانه داخل جوال ثم ألقاه في بحيرة المنزلة، وانطلق بالـ «توك توك» هاربًا.

على الجانب الآخر، كانت أم الطفل ووالده، ينتظران ابنهما، الذي تأخر بشكل غير معتاد، وعندما اقترب الفجر، تيقنا أن هناك مكروهًا قد أصاب ابنهما، خصوصًا وأن هاتفه طوال هذه الفترة مغلق، وعليه، انطلقا على الفور إلى قسم شرطة إطسا لتحرير محضر باختفاء ابنهما، والذي حمل رقم 5432 لسنة 2023 إداري مركز إطسا.

وعليه بدأت الأجهزة الأمنية بإشراف اللواء ثروت المحلاوي مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم  وقيادة اللواء حسام أنور مدير المباحث الجنائية والعميد وليد شلتوت رئيس المباحث الجنائية والعقيد محمد بكري صوفي مفتش المباحث بمركز إطسا

 في فحص بلاغ اختفاء الطفل، وكانت بداية الفحص من أمام مستشفى إطسا المركزي، بناء على ما ورد من شهادة السائقين، زملاء الطفل، وبالفعل رصدت كاميرات المراقبة الموجودة في المكان تواجد الطفل، وتواجد شخص بصحبته، ثم استقل هذا الشخص الـ"توك توك"، بصحبة الطفل وانطلقا معًا، وبعد مرور يومين من الواقعة، كانت الأجهزة الأمنية في مركز إطسا، قد ألقت القبض على المتهم، وتم اقتياده إلى قسم الشرطة.

اعترافات المتهم

اعترف «هاني أحمد جمعة»، المقيم ناحية قرية «ابجيج»، التابعة لمركز الفيوم، بالواقعة كاملة، وأفاد المتهم في اعترافاته أنه حين استقل الـ»توك توك» بصحبة المجني عليه، وأثناء مرورهما في الطريق المؤدي إلى قرية أبو النور المظلم، خنق الطفل من الخلف، وذبحه بـ»سكين»، كان قد أعده خصيصًا لهذه الغرض، وما أن تأكد من وفاة الطفل، وضع جثمانه داخل جوال وألقاه في بحيرة المنزلة، وانطلق بالـ»توك توك» هاربًا، وبعد يومين من الواقعة قام ببيعه بمبلغ 10 آلاف جنيه.

أثناء اعتراف المتهم، بارتكابه الواقعة، قال: «أيوا قتلته.. مش هيجي أعز من صاحبي اللي قتلته برضه».

استوقف هذا الاعتراف الأجهزة الأمنية التي كانت تتابع التحقيق مع المتهم، وبتضييق الخناق عليه، اعترف بارتكابه واقعة أخرى، عندما أقدم قبل أقل من شهرين، على قتل صديق عمره.

جريمة ثانية

تفاصيل هذه الواقعة، أوضحها المتهم قائلاً: «قابلت صديقي محمد، عندما كان في طريقه إلى السوبر ماركت ليشتري عشاءً لأسرته، حينها استوقفته وتبادلنا الحديث، بعدها اقترحت عليه أن نذهب سويًا إلى مكان ما بغرض «مصلحة شغل»، حينها وافقني صديقي وذهبنا سويًا بسيارته الملاكي، بعدها غافلته وذبحته، وقطعت جثته إلى أشلاء، وألقيتها في بحر يوسف ببندر الفيوم، وسرقت كل متعلقاته الشخصية، ثم عدت بالسيارة إلى الكافيه الخاص بي، حتى أبعد الشك عني، فسيارته هنا، وأكيد أنه من الغباء أن أقتله وسيارته بجواري، وهذا سبب كافي لإبعاد الشبهة عني».

عليه، بدأت التحريات عن الضحية الثانية، وتبين أنه «محمد بدر أحمد سلامة، صاحب الـ38 سنة، ويعمل محاسبا، وصاحب مكتب استيراد وتصدير، ومقيم ناحية الشيخ حسن، التابعة لقسم ثاني الفيوم، وهو متزوج ولديه 3 أطفال، والمبلغ باختفائه منذ ما يقرب من 40 يومًا.

وتبين من محضر اختفاء المجني عليه الثاني، المحرر برقم 8765 لسنة 2023 إداري قسم ثان الفيوم، أن أسرته أفادت بأنه كان في طريقه إلى السوبر ماركت، لشراء وجبة العشاء، وأن سيارته موجودة بجوار كافيه المتهم، لأنه حسبما أفاد المتهم حينها أنه ترك سيارته لديه وذهب في مشوار خاص، وهو ما تطابق جملة وتفصيلاً مع ما جاء في أقوال المتهم بعد القبض عليه في جريمة قتل الطفل سائق الـ»توك توك».

بعد اعتراف المتهم بالواقعتين، تم إحالته إلى النيابة العامة، وأمر المستشار أحمد الداودي، المحامي العام الأول لنيابات الفيوم الكلية، بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، ويراعى له التجديد في المواعيد القانونية، على ذمة القضيتين.

والدة المحاسب

تواصلت «أخبار الحوادث» مع والدة المحاسب، بعد إبلاغها بتفاصيل مقتل ابنها على يد صديق عمره، حيث أوضحت - من فرط صدمتها - قائلة: «من غير جثة ابني أنا مش مصدقة إنه اتقتل، دا ابني ودا صاحبه، مش مصدقة إن صاحبه ممكن يعمل فيه كدا عشان يسرقه، أنا عايز جثة ابني عشان ادفنها وقلبي يطمن».

وأضافت: «ابني كان كل شوية بيقعد على الكافيه اللي ملك هاني، وهما اصحاب من الأول، وكل شوية تليفونه يتفتح ويتقفل، لو هو اللي قتله يتحاسب، بس قبل ما يتحاسب يقولي جثة ابني فين عشان عايزة أدفنه».

واختتمت حديثها قائلة: «هو معقول اللي قتل يعمل كل دا عشان خاطرنا، دا كان طوال الـ40 يومًا معانا خطوة بخطوة، وكان بينزل يدور معانا عليه، وهو اللي قالنا إن عربية ابني عنده وإن ابني جاله يوم اختفائه وساب العربية وراح مشوار، وجابلنا العربية، وفضل معانا في كل مشوار بنروحه وقلبه بيتقطع على فراق صديق عمره، هو صحيح اللي قتل القتيل يجيله قلب يمشي في جنازته؟».

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 11/5/2023

اقرأ أيضًا

 ضبط المتهمين بسرقة بطارية سيارة ومحتوياتها بالإسماعيلية