مع احتدام معارك «باخموت» ..هل انقلب زعيم فاجنر على الكرملين ؟

زعيم فاجنر  يفغيني بريجوجين
زعيم فاجنر يفغيني بريجوجين

يبدو أن علاقة رجل الاعمال يفغيني بريجوجين مع حليفه الرئيس فلاديمير بوتين وصلت إلى نقطة  لا عودة، حيث لجأ زعيم فاجنر إلى نشر مقاطع فيديو مليئة بالشتائم على وسائل التواصل الاجتماعي لإسماع صوته وسط الحرب في أوكرانيا.

بريجوزين ، الذي حصل على لقب "طباخ بوتين" بفضل عقود تقديم الطعام مع ، يرأس مجموعة فاجنر العسكرية، إذ كان يضخ مقاتليه منذ شهور في مدينة باخموت في شرق أوكرانيا جنبًا إلى جنب مع القوات الروسية، كجزء من محاولة موسكو لتأمين أول انتصار كبير لها في ساحة المعركة في الحرب منذ صيف عام 2022، وكان الكرملين ينظر إليه على أنه أداة رئيسية في الحرب.

لكن الخلافات بدأت تظهر في علاقة رجل الأعمال مع الكرملين عندما أظهر شهية في المجال السياسي، وشن هجمات على وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، وارتفعت نبرة الشقاق هذه بشكل كبير عندما هدد بريجوجين بالانسحاب من باخموت الأسبوع الماضي بسبب نقص الذخيرة.

خاطب بريجوجين الغاضب بوتين مباشرة في مناشدته للحصول على المزيد من الذخائر في 5 مايو، بعد ساعات من نشر مقطع مليء بالكلمات البذيئة يقف أمام صفوف مما زعم أن مقاتليه قتلوا في معركة في بخموت، موجها هجومه على شويغو وجيراسيموف فقط، وألقى باللوم عليهما وفشلهما في توفير المزيد من الذخيرة لمقتل مقاتليه.

بعد أيام، في 9 مايو، يوم النصر اشتكى بريجوجين مرة أخرى من نقص الذخيرة، ونشر مقاطع فيديو قبل وقت قصير وبعد خطاب بوتين في الساحة الحمراء في موسكو، أوضح فيه أن مقاتليه ما زالوا يفتقرون إلى الذخيرة وأن مجموعة فاجنر غير مسموح لها بالتراجع، مهددة بخيانة الدولة بتهمة الفرار من الخدمة.

وهاجم  بريجوجين الجنرالات الروس متهما إياهم بالخيانة: «ماذا لو اتضح أن الجد حقيقي مغيب؟»

قال فلاد ميخنينكو، الخبير في التحول ما بعد الشيوعية لأوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، لمجلة نيوزويك: «من الواضح أن الجد هو إشارة إلى بوتين».

تعود علاقة بوتين وبريجوجين إلى التسعينيات، عندما خدم الأخير الكرملين مع شركات التموين الخاصة به، حيث تمتع بصعود سريع في المجتمع الروسي، وجمع ثروة هائلة وبرز العام الماضي كلاعب رئيسي في الحرب.

وأشارت تقاربر إعلامية غربية أن إن سلسلة مقاطع الفيديو الأخيرة لبريجوجين  تظهر أن زعيم فاجنر ليس على اتصال مباشر ببوتين، وأن الطريقة الوحيدة للتعبير عن معارضته وخلافه وغضبه هي الإعلان عن ذلك، مؤكدة ان هذا هو السبب الذي دفعه لنشر العديد من مقاطع الفيديو حيث يُظهر مدى شرسته وكيف ساءت الأمور، ومدى صعوبة الأمر عليه وعلى رفاقه .

تم إشراك مجموعة فاجنر في حرب من قِبل الكرملين فقط بعد أن عانت روسيا "عدد من الهزائم في ربيع عام 2022" ، وبعد ذلك تم تزويد بريجوجين ومقاتليه بدعم الحكومة الروسية الكامل لتجنيد مقاتلين بأقصى سرعة.

لكن الأمور تغيرت عندما شعرت مؤسسة الكرملين أن بريجوجين لديه طموحات أكبر، وكان يُنظر إليه على أنه أصبح أكثر خطورة من حيث شخصيته السياسية.

وأشار ميكنينكو الى إن النشاط الرئيسي لبريجوجين خلال هذا الصراع كان دائمًا محاولة الاستفادة من الحرب وتكديس المزيد من الأصول والموارد في روسيا نفسها، للحصول على منصب حكومي رسمي، أو دور قيادي سياسي كبير، وتحويل أصوله العسكرية إلى "أصول اقتصادية وسياسية ملموسة داخل روسيا"، لذا على ما يبدو بدأ الكرملين في "إدارته" و "تقليل نفوذه المتضخم".

وأشارت التقارير الغربية  الى إن مجموعة فاجنر محكوم عليها على الأرجح بالانسحاب من بخموت، إذ توضح اخ بوتين والأركان العامة سئموا منه، وإذا أخذنا المنطق العسكري، فإن الجيش لا يحتاج حقًا إلى فاجنر الآن.

في وقت سابق من هذا الشهر، ظهرت تقارير تفيد بأن الجنرال رومان جافريلوف، النائب السابق لقائد الحرس الوطني الروسي، والجنرال ميخائيل ميزينتسيف، نائب وزير الدفاع السابق، انضموا إلى مجموعة فاجنر بعد إقالتهم غير المؤكدة من الخدمة المدنية.

في نهاية المطاف ، قام بريجوجين "بإرهاق نفسه" و "ستنتهي حياته الجسدية بشكل مفاجئ ولا إرادي قريبًا بما فيه الكفاية" ، كما اشارت التقارير.