«الفراعنة دافعوا عن موتاهم».. أشهر حكايات لصوص المقابر في تاريخ مصر

تاريخ سرقة المقابر الفرعونية
تاريخ سرقة المقابر الفرعونية

باطن أرض أم الدنيا  يحكي تاريخ منذ آلاف السنوات، ويحمل من الحكايات و الأسرار الكثير و الكثير.. ولأن مصر تمتلك أعظم حضارة في التاريخ البشري كانت مقابر الملوك، مطمع للكثير من الأجانب و حتى المصريين لذلك نسلط الضوء على أشهر لصوص المقابر في تاريخ مصر في السطور التالية، والتي تدخل ضمن نطاق التعدي على حرمة الموتى..

اقرا ايضا| حتى أبواب المقابر سرقوها.. انتهاك حرمة الموتى تعدت حدود الجسد

سرقة المقابر الفرعونية

اقرا ايضا| «طار الصقر إلى السماء».. كيف قدس المصريين القدماء «موتاهم»؟

في البداية أكد د.مجدي شاكر كبير الاثريين في وزارة السياحة والآثار أن سرقة المقابر الفرعونية كانت من أشهر عمليات النصب في العصور القديمة، و للأسف الكثير من ملوك مصر هدموا الكثير من المقابر الفرعونية التي سبقتهم،  لذلك لدينا القليل من المقابر السليمة الأن و أشهر مقبرة سليمة هي مقبرة "الملك توت عنخ آمون".

حكى د.مجدي شاكر عن اشهر حكايات لصوص المقابر في تاريخ مصر حيث أن نظرا لفترة الاضطرابات فى عصر الانتقال التالت والعصر المتأخر وانتشار سرقات المقابر، لذلك لجأ الكهنه الى عدم تزيين المقابر و اعتمدوا الى عمل مقابر جماعيه وتكون سرية .

و كان يتم تخطيطها كالتالى: بئر عمودى يؤدى إلى ممرات ومن ثم غرف توضع فيها التوابيت (التابوب بمثابة مركب المتوفى وماعليه من نصوص هى التى تساعده للوصول الى العالم الاخر).

 

معبد حتشبسوت

اقرا ايضا| «قتلوهم وانتهكوا حرماتهم».. قصص موجعة لأجساد تعرضت للانتهاك بعد الموت

 وأشهر تلك المقبرة فى نطاق معبد حتشبسوت المعروفه باسم (باب جاسوس) حيث تم العثور على 256 تابوت للكهنه وذويهم فى اواخر ثمانيات القرن ال19 كذلك لجأ ايضا الكهنه لدفنات داخل المعابد الكبرى بغرب طيبه "الاقصر حاليا"، مثل حتشبسوت وهابو والرامسيوم وبجواره معبد امنحتب التانى لضمان تخبئة المقبرة .

 

في القرن العاشر قبل الميلاد انتشرت سرقات المقابر في فترة ضعف الدولة وانتشار الفقر ، خاف الكهنة علي مومياوات الملوك العظام فلقد أصبح كل شيئ مستباحاً من العامة لذا جمعوا أكثر من ٥٠ مومياء لملوك وأمراء وشخصيات كبيرة بكل أحجارها الكريمة وتمائمها الذهبية وخبأوها في مكان واحد بعيدا عن أعين اللصوص وظل هذا سراً لحوالي ٢٠٠٠ عام.

 

بردية رمسيس التاسع 

اقرا ايضا| حرمة الموتى| هل يجوز العزف أو الرقص في الجنازات؟.. قواعد صارمة وضعها الإسلام


هناك بردية فرعونية ترجع لعهد رمسيس التاسع (حكم 1129 -1111 ق.م)، تحدثنا عن أول عملية نهب للآثار؛ تمت في عاصمة الدولة حينها؛ في مدينة طيبة (الأقصر حاليا)؛ والأعجب أن القائمين على هذه السرقة كانوا من مسؤولي الدولة حينها.

تحكي البردية أن "باسر" حاكم طيبة الشرقية وصلته ذات يوم أخبار تفيد بسرقة مقبرة الملك "سخم رع شد تاوي" بطيبة الغربية، فباشر التحقيق فيها متعديا على اختصاصات "باورو" حاكم طيبة الغربية فقد كان يشك في أنه وراء عملية السرقة.

واستخدم "باسر" وسائل غير مشروعة لانتزاع اعترافات من المتهمين، ورفع الأمر إلى الوزير المحلي "خع إم واست"، الذي أعاد التحقيق مع المتهمين، فأنكر المتهمون اعترافاتهم السابقة، وأصروا على براءتهم من كل التهم الموجهة إليهم، فأسقط الوزير التهم، ولربما كان هو أيضا مشاركا في الحادثة.

لكن "باسر" طالب بإعادة التحقيق في سرقة المقبرة وإلا سيرفع الأمر إلى الفرعون نفسه، وبعد إلحاح تم إعادة التحقيق مرة أخرى من خلال الوزير الجديد "نب ماعت رع ناخت"، فتم استجواب خمسة وأربعين متهما؛ اعترفوا جميعاً بعد أن ضُربوا ضرباً شديداً، وكان من ضمن المتهمين "حامل مبخرة معبد آمون"؛ و"كاتب الجبانة" الذي اعترف بعد الضرب والجلد فقال: "كفى! ، سأعترف هذه الفضة هي كل ما أخذناه، وخلاف ذلك لم أرَ شيئا".

والأعجب أن هذه البردية التي تبرهن أن سرقة الآثار ما كانت لتتم إلا بتغطية من قبل المسؤولين، تم سرقتها هي أيضا وبيعها مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي!

عائلة عبد الرسول وخبيئة الدير البحري

اقرا ايضا| بين الموافقة والرفض.. انقسام الفنانين حول تغطية جنازات المشاهير | خاص


في عام ١٨٧١ وجدت عائلة عبد الرسول هذه الخبيئة وكان من حرصهم علي سر هذا الكنز أن دخلوا هذه المقبرة ٣ مرات فقط خلال ١٠ سنوات ، سريعاً ما انتشرت القطع الأثرية في أوروبا مما أثار حفيظة هيئة الآثار، وبعد تحقيقات ومداهمات لبيت العائلة ووجود قطع أثرية هناك لم يستطيعوا معرفة مكان الخبيئة حتي بعد استخدام الوسائل التقليدية للأمن آنذاك

وبعد مرور سنوات إختلف أفراد العائلة في تقسيم الكنز فأبلغ محمد أحمد عبد الرسول السلطات عن مكان الخبيئة عام ١٨٨١
و استطاع عالم الآثار الألماني إميل بروجش ومساعدوه  أحمد كمال إفراغ المقبرة تماماً من محتوياتها خلال ٤٨ ساعة وهو إنجاز ٌ رائع ثم أرسلت للمتحف المصري .

إقرا ايضا| «حرمة الموتى»| سيلفي وابتسامات.. «الكاميرا» لا تميز رهبة الموت