هل تسحب انتشار أخبار الحياة الشخصية والاجتماعية للفنان وخروجها للساحة من رصيده.. أم تزيده توهجا وبريقا وأضواء؟..
السؤال على علته بات محيراً، ورغم أن قناعتي الشخصية إنه لن يبقى في تاريخ الفنان سوى رصيده الفني، وما يقدمه من منتج جيد، هو ما يرسخ قطعاً في الذاكرة ويبقى تتداوله الأجيال.
لكن عندما تتصدر عبر مواقع السوشيال ميديا أخبار وكواليس شجارات من داخل البيوت، ويساهم في تداولها على نطاق واسع الفنان نفسه، فهذا أمرا مغايرا لطبيعة الفنان الذي يبحث عن تاريخ حقيقي، وليس مشوه.
تعالوا نقف عند بعض النماذج التي سادت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا، ومنها شجار المطرب حسن شاكوش وزوجته، واتهام كل منها بالسطو على الآخر، عبر محاضر الشرطة، فهذا الفنان الذى تنبأ له البعض بأنه صوت موهوب مختلف على الطريق، ترك نفسه فريسة لتلك المشاكل بدلا من الإنغماس في عالمه الغنائي.
النموذج الأوضح على تأثير الحياة الشخصية على وهج الفنان وسيرته هو نموذج شيرين عبدالوهاب، حيث تأكلت شعبيتها في ظرف أشهر قليلة، بدءاً من إرتباطها وانفصالها عن زوجها حسام حبيب، ودخولها تجربة صعبة بعلاجها في مصحة إدمان.. شيرين كانت لسنوات تصنف على أنها أيقونة الغناء النسائي، لكن هذه التجربة القاسية نالت كثيرا من شعبيتها وتسببت في غفوتها لكثير من الوقت، حتى بدت أخبارها مثار سخرية عند البعض كواقعة انزلاقها في حفل دبي الأخير، كم أخذت أزمة شيرين عبد الوهاب وزوجها حسام حبيب من رصيدهما ووقتهما، وجعلهما في حالة شتات طويلة مازالت تأثيراتها حتى اليوم مهما حاولا تضميد الجراح.
في المقابل هناك نجوم نجحوا بتجاوز محنهم الشخصية سريعا، مثل منة شلبي التي التزمت الصمت تجاه أزمتها الأخيرة، الخاصة بإتهامها بتعاطي المواد المخدرة، وبعد أسابيع قليلة من هذه القضية كانت منة شلبي ضمن نجوم الدراما في شهر رمضان الماضي بمسلسلها “تغيير جو”، يرجع هذا إلى قوة شخصية منة، وإدراكها لمكانتها الفنية وطموحها وعلاقتها بجمهورها، إلى جانب التعاطف الكبير الذي أظهره الوسط الفني والجمهور على حد سواء، لنجمة يرونها موهبة كبيرة، أيضا دينا الشربيني تجاوزت محنة انفصالها عن المطرب عمرو دياب، بالعمل الفني والانتشار والتحقق وقفز خطوات للأمام، وكذلك غادة عادل التي عادت لتتألق بعد انفصالها عن المخرج مجدي الهواري، وهي تعي أن العقبات الاجتماعية واردة في حياة الفنان، لكن التحدي الحقيقي في إستمرار العمل والنجاح، ومن قبلها كانت ياسمين عبدالعزيز التي ذاقتها تجربة الانفصال إرادة على النجاح الفني.
وكذلك انفصال تامر حسني عن زوجته المغربية بسمة بوسيل، وقد تجاوز تامر بذكاء تلك الأزمة وعاد سريعا إلى جمهوره، عبر مشاركاته في احياء حفلات كبرى ليكمل مشروعه الكبير، حتى وأن ظل المتابعون يتلهفون ويسألون عما حدث لإنهيار تلك العلاقة، وهي نماذج تعي تماما هدفها الفني، ومواصلة المشوار، وعدم التفريط في المكانة، وهل هناك نموذج أوقع على تجاوز المحن مثل هالة صدقي التي غاصت سنوات في أزمة طلاقها، والتي نالت سنوات من عمرها الفني، لكنها كانت تدرك قيمة العودة والإصرار والنجاح وألتف حولها الجمهور، وهي نماذج مخلصة لفنها.. ولم تستغل لحظة عقباتها في الترويج لمشروعها واسمها.