جبل إفرست يصدر أصواتًا مرعبة

انهيار جليدي في محيط قمة إفرست - أرشيفية
انهيار جليدي في محيط قمة إفرست - أرشيفية

لاحظ باحثون صدور ضوضاء مخيفة في أعماق الأنهار الجليدية حول جبل إفرست بمجرد غروب الشمس، في جبال الهيمالايا حيث درجات الحرارة المنخفضة.

وبقيادة عالم الجليد يفجيني بودولسكي، وجد الباحثون أن أصوات الانهيار وتتطاير شظايا الأنهار الجليدية المرتفعة بسبب الانخفاض الحاد في درجات الحرارة بعد حلول الظلام الذي يتسبب في تكسر الجليد.

إقرأ أيضًا:في شهر المرأة| جونكو تابي.. أول امرأة تتسلق قمة جبل افرست 

وحدد الفريق سبب الأصوات بعد قضاء أكثر من أسبوع في رحلة عبر جبال الهيمالايا النيبالية لاختبار النشاط الزلزالي في هذه المنطقة.

وعقب ذلك قضى الدكتور بودولسكي وفريقه 3 أسابيع يرتجفون على الجبل الجليدي غير متأكدين مما تسبب في أصوات الليل، لكنهم أكدوا أنها مرتبطة بالبرودة الشديدة عندما عادوا إلى مستوى سطح البحر وفحصوا بيانات رصد الزلازل.

وكان بحثهم أول ما أظهر مثل هذا القدر الكبير من النشاط الزلزالي بسبب التصدع الحراري داخل الجليد، بناء على مجموعة واسعة من التحقيقات في سلوك الأنهار الجليدية حيث أن تأثيرات تغير المناخ تسخن الكوكب باستمرار.

وتحدث ديف هان، قائد الرحلة الاستكشافية عن سماع أصوات غريبة في الليل عندما يستريح هو ورفاقه المتسلقون، بما في ذلك "سقوط الجليد والصخور في أماكن مختلفة حول الوادي"، مضيفا: "من الصعب النوم".

وعندما ذهب الدكتور بودولسكي وفريقه إلى جبال الهيمالايا النيبالية لاختبار النشاط الزلزالي للأنهار الجليدية، هبطوا على ارتفاع حوالي ثلاثة أميال فوق مستوى سطح البحر، على مرأى من جبل إفرست، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 29000 قدم.

وقال الدكتور بودولسكي، الذي يعمل في مركز أبحاث القطب الشمالي في جامعة هوكايدو باليابان: "لقد كانت تجربة رائعة لأنها منطقة رائعة للعمل فيها. في الأساس أنا أتناول طعام الغداء وأنا أنظر إلى إفرست".

وبعد حلول الظلام، سمع هو وفريقه "هذا الانفجار الصاخب"، وأضاف، "لقد لاحظنا أن نهرنا الجليدي ينفجر أو يتفجر مع الشقوق ليلا".
و مع حلول الليل، تنخفض درجة الحرارة في تلك المنطقة إلى نحو -15 درجة مئوية.

ووضع الفريق أجهزة استشعار على الجليد لقياس الاهتزازات في أعماق النهر الجليدي.

وجمع الباحثون البيانات الزلزالية عن الاهتزازات وقارنوها ببيانات درجة الحرارة والرياح، ما ساعد على إقامة علاقة قوية بين تقلبات درجات الحرارة والضوضاء الليلية.

يمكن أن يساعد البحث المزيد من فرق علماء الجليد وخبراء المناخ على فهم سلوك الأنهار الجليدية بشكل أفضل في المناطق النائية مثل أعماق جبال الهيمالايا، التي تضم أحد أكبر مخازن الجليد على الأرض.

ويذوب الجليد في جبال الهيمالايا بمعدل مدمر يعرض ملايين الأشخاص واقتصادات دول جنوب آسيا للخطر.

وتقلصت الصفائح الجليدية الضخمة في المنطقة بمعدل أسرع 10 مرات في العقود الأربعة الماضية مما كانت عليه خلال القرون السبعة السابقة.