عصام قابيل.. «من أنت» قصة قصيرة

عصام قابيل
عصام قابيل

وقفت متكئًا على سور حديقة الأزبكية، ثم جلست منهكاً بعد طول بحث عن عمل أقتات منه، وقد أدبرت الدنيا وأعطتني ظهرها، وأسندت ظهري على المنضدة الحجرية رغم أنها آلمتني وشعرت بقسوتها.

أخذت أنظر إلى ثيابي الرثة، وحذائي الممزق، وقد أعياني التفكير في حالي، وما وصلت إليه، وقلت في نفسي هل أصبح حالك هكذا يا يسري فؤاد؟ يا الله!

وفجأة مر أمامي رجلٌ أنيق، يرتدي ثيابا راقية غالية الثمن، وحذاء لامعا، وعطره يفوح لمسافة كبيرة، وكأنني رأيته من قبل ... هذا الوجه يشبهني !!! وكأنني أنظر إلى المرآة.

أقرأ أيضا : - الإسكان يتابع الموقف التنفيذي لمشروع تطوير وإحياء حديقة الأزبكية بالقاهرة

ولست أدري ما الذي دفعني للانطلاق خلفه في خطىً مسرعة، رغم تعبي الشديد، وحينما اقتربت منه لاحظ أنني أتبعه فأسرع في خطاه، فأسرعت أنا أيضاً رغم أنني متعب ومرهق.

أخذ يلتفت إلي تباعاً وقد علت الدهشة وجهه، وأنا ألهث مسرعاً أحاول تقريب المسافة واللحاق به، حتى وصل لمنعطف في نهاية الحديقة، وأنا أجاهد للوصول إليه.

فجأة وقف فوقفت.. أخرج من بدلته الأنيقة قلم ووريقة صغيرة، وكتب شيئاً ثم ألقى بالورقة في اتجاهي، ورغم دهشتي مما حدث إلا أن الفضول الرهيب دفعني، وانحنيت ألتقط تلك الورقة وأنظر ما فيها، ويا لغرابة ما وجدت، وجدتها مكتوب فيها .. أنا يسري فؤاد منذ عشرين سنة.