عطر السنين

كليوباترا السمراء

ميرڤت شعيب
ميرڤت شعيب

من الطبيعى أن يغضب كل مصرى غيور على تاريخ بلده وحضارتها العريقة عندما يسمع أو يشاهد الفيلم الذى أنتجته شبكة نتفلكس عن الملكة المصرية الفرعونية العظيمة كليوباترا والتى قامت ببطولته ممثلة سمراء لادعاء أن كليوباترا كانت أفريقية رغم أنه معروف تاريخياً أنها كانت يونانية من مقدونيا، أى أنها كانت قمحية وأن المصريين بحكم موقع مصر فى شمال أفريقيا بشرتهم بيضاء أو قمحية.

لكن رغبة تلك الشبكة المشبوهة فى تشويه كل ما هو تاريخى كانت دائماً هى المحرك الأساسى لمثل هذه المحاولات ونسوا أن اليزابيث تايلور وبشرتها بيضاء قامت بدور كليوباترا فى الفيلم الأمريكى الشهير الذى حمل نفس الاسم وأنتج فى السبعينات. كان من الطبيعى أن يتصدى علماء المصريات والمثقفون فى جميع أنحاء العالم لكشف تزوير التاريخ ومحاولة سرقة أمجاد الفراعنة أصحاب الحضارة العريقة وسوف ترفع دعوى قضائية أمام المحاكم الأمريكية لإثبات هذا التزوير والمطالبة بتعويض ضخم يتناسب مع حجم الإساءة التى أحدثها هذا الفيلم الذى يتوافق مع أفكار جمعية من السود الأمريكيين تدعى أن الأفريقيين هم بناة الأهرام وهو الادعاء الذى حاول الإسرائيليون الترويج له منذ سنوات عندما ادعوا أن اليهود هم بناة الأهرامات..

هذه الأكاذيب المكشوفة تكشف حجم الضغائن والكراهية التى تكنها تلك الجهات للحضارة المصرية بدليل محاولات تزييف التاريخ بالتدريج حتى تتغلغل هذه الأفكار المشوهة إلى أذهان الناس خاصة الشباب الذين لا يعرفون الكثير عن تاريخ الملكة الأشهر التى حكمت مصر فى فترة عصيبة من تاريخها ومحاولات احتلالها من قوى خارجية وقصة حبها لأنطونيو المقدونى قائد الجيوش وكيف أنهت حياتها بلدغة ثعبان سام، يجب ألا نصمت على تزييف تاريخنا ومحاولة سرقة أمجادنا وحضارتنا الفرعونية التى يأتى السائحون من جميع أنحاء العالم لزيارتها ويقفون فى طوابير طويلة لمشاهدة الآثار المصرية عند عرضها بالخارج.

إن ادعاءات هذه الشبكة المشبوهة وفيلمها الفاشل هى محاولة للتأثير على السياحة المصرية ومحاولة إفشالها وهو ما يجب أن نتصدى له بكل السبل حتى لا يتجرأ الآخرون على المساس بتاريخنا وحضارتنا، أما تلك الشبكة المشبوهة التى تروج للمثلية وتنشر محتويات غير أخلاقية للتأثير على أطفالنا وشبابنا فيجب أن نقاطعها ولا نسمح بدخولها بيوتنا وأن نتأكد من محتوى ما يشاهده أولادنا.