«السر» عنوان قصيدة الشاعر سعيد الصاوي

 سعيد الصاوي
 سعيد الصاوي

جلست

في شرفةِ منزلها

والوقتُ شتاء

شالٌ أحمرُ

- كان يُسَرُّ لرؤيته دومًا –

فوقَ الأكتاف

كي يمنحَ دفئًا

للجسدِ الواهنِ

من فعل سنينٍ طالتْ

لكنْ

لم تأخُذُ من فتنتِها

إلا نذرًا

و بعينيها الحالمتينِ

راحت تقرأً

في ديوانٍ

بين يديها

تستيقِظُ ذكرى

ما نامتْ يومًا أو غابتْ

...

في صخبٍ مرحٍ

يَدْخُلُ بعضُ الأحفادْ

يسألُ أصغرُهم

عمَّا تقرأهُ في هذا الشيء

إذ أن الزمنَ

تخاصمَ في عصرِ صغارِ بنيها

............

و الأوراقْ

لا يوجدُ ما يُدْعى كُتُبًا

بل ألواحٌ

تحوي كلَ خبايا الكون

في عطفٍ بالغِ

ربتتْ كَتِفَ صغارِ بنيها

قالتْ

هذا شعرٌ

كان الشاعرُ

يكتبه لحبيبتهِ

في كلِ قصيدٍ يحترقُ

جزءٌ منه

كانت تحمله كلُ الكلماتْ

لكن .. ماتْ

...

قرأت للأطفالِ قصيدةْ

قالت طفلةُ طفلتِها

ما أعذبَ تلكَ الكلماتْ

فيها صدقٌ

لم أعهدْه منذ سنينٍ

فيما نسمعُ

من أغنيةٍ تلو الأخرى

ليس بها إلا دقات

لكن هذا

هذا سحرٌ

يجعلُ قلبي

يشعرُ شيئًا

لم يعرفهُ قبلَ اليومْ

ليتَ لقلبي مثلَ الشاعرْ

كنتُ أباهي كلَ العالمْ

و به لا أحتاجُ لشيء

...

فاضتْ عينُ الجدةِ دمعًا

دارتهُ في حضنٍ دافئِ

بعضٌ منه

لصغيرتها

و الجزءُ الأكبرُ

كان بكلِ الحسرةِ و اللوعةِ

للشاعرْ

طالَ عِناقُ الجدةِ

نسيتْ أن المحضونَ حفيدّتُها

لكن الطفلةَ لم تتململْ

دلتها الأنثى في داخِلها

أن الشاعرَ

كان حبيبَ الجدةِ

و لها

كانت تُكْتَبُ

كلُ الأشعار