حكاية شارع| مصطفى الديواني.. الطبيب الذي واجه شلل الأطفال

 شارع مصطفى الديواني
شارع مصطفى الديواني

تعج شوارع القاهرة بالكثير من الأسرار التي احتفظت بالكثير من الوقائع والأحداث وكانت شاهدة على تاريخ الوطن.

وتعد الشوارع كتاب مفتوح يروي تاريخ المدينة والأحداث التي وقعت بها، وتعد اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع هي صفحات الكتاب.

لأسماء شوارع القاهرة تاريخ معروف، حيث إنه قبل عهد محمد علي باشا كانت الأحياء والمناطق تحمل اسم القبيلة التي عاشت فيها في البداية أو منطقة يتجمع فيها أرباب حرفة معينة بينما البعض الآخر يحمل اسم صاحب قصر بني بهذه المنطقة.

اقرأ أيضا| حكاية شارع| بيت القاضي.. جزءًا من «قصر الزمرد» وشاهد على محاكمة العشرات

وقرر حينها محمد علي أول حاكم لمصر إصدار مرسوم بتحديد أسماء الشوارع وتركيب لافتات تدل عليها وأرقام لكل مبني.

وتصحبكم «بوابة أخبار اليوم» في جولة لأهم شوارع القاهرة وأشهرها وتاريخها.

 

شارع مصطفى الديواني

 

ولد مصطفى صلاح الدين الديواني والذي اشتهر باسم الدكتور مصطفى الديواني في 19 يناير عام 1906، وتلقى دروسه الابتدائية في مدرسة عباس بالسبتية منذ عام 1914، وكانت المدرسة تبعد عن منزلهم بشارع ابن الرشيد بجزيرة بدران فيركب العربة ذات الجوادين

والتحق بالمدرسة التوفيقية في 3 أكتوبر عام 1916 وتخرج منها عام 1923، وبدأ دراسة الطب في عام 1923، وبدأ زمالته وصداقته المخلصة مع "ول قليونجي" وتخرجا عام 1929م. 

وقضى فترة التمرين في مستشفى الإكلستوما بطنطا، وكان الدكتور صبحي حنا نعم المعلم ونعم الرئيس.

 

مصطفى الديواني طبيبا

 

بعد أن اجتاز فترة التمرين أصبح حكيمباشي مستشفى الإكلستوما في قويسنا، وبعدها تولى نائب قسم الأطفال بالقصر العيني، وسافر إلى لندن للتخصص عام 1934. 

وعاد من إنجلترا في شهر نوفمبر عام 1936، وتزوج عام 1937 من كريمة محمد نبيه سعيد الشيخ، وبدأت حياة مصطفى الديواني طبيبا ينازل فيروس شلل الأطفال في معركة شرسة.

 

مصطفى الديواني أديبا

 

بدأ الديواني يسهم في تحرير مجلة "النديم الروائي" التي كانت تصدر عن مؤسسة المقطم والمقتطف، ويرأس تحريرها اسحق صروف، وتقع إدارتها في شارع الترجمان.

بدأ الديواني وهو طالب في السنة الثانية الثانوية يشارك في تحرير المجلة، وذلك عن طريق المراسلة، كان طابع البريد من فئة مليمان يكفيه مشقة الذهاب والإياب والمواجهة، وفي السنة الثالثة الثانوية كتب قصة مسلسل تخيل وقوع فئة أثناء حملة نابليون بونابرت على مصر، وأرسلها في مظروف، وكلفته طوابع البريد المسجل ما أرهق ميزانيته المتواضعة، وفوجئ بإعلان في جريدة “المقطم المسائية” بأنها ستبدأ في نشر سلسلة من روائع الكاتب الألمعي الشهير “مصطفى أفندي الديواني” وكان ذلك عام 1922.

وظهرت 6 حلقات من "السر المكنون" والتي نشرها فيما بعد في كتابه "رحلات العمر" دون أن يغير منها حرفا.

وتوقف عن الكتابة تماما بعد أن دخل كلية الطب عام 1923، وبعد بضع سنوات قرأ وهو طالب في كلية الطب عن وفاة إسحق صروف فحزن عليه حزنا شديدا.

ويعود للكتابة مرة أخرى عندما قابل أحمد أمين رئيس تحرير مجلة "الثقافة" وهو يصطاف في رأس البر، وبدأ يكتب حلقات لأحمد أمين الذي سر بها وكان يرسلها أولا بأول لتنشر في مجلة الثقافة.

وبعد أن عمل مدرسا بكلية الطب بعد عودته من إنجلترا بدأ ينشر كتبه منها: "حياة طفل" الذي أعيد طباعته 10 مرات. ثم "رحلات العمر" و"حديث في الطب" و"نابليون على فراش الموت".


معركة شلل الأطفال

 

أصبح الديواني مديرا لمعهد شلل الأطفال التابع لجامعة القاهرة وأدخل الدكتور الديواني أسلوب التطعيم عن طريق الفم "طعم سابين" مما أدى إلى هبوط الحالات إلى (1371) عام 1962 بعد أن كان (2548) حالة عام 1957. 

وكان يهتم بحضور المؤتمرات الخاصة بشلل الأطفال حيث سافر إلى جنيف في صيف 1957 لهذا الغرض.

وكعادته كان يزور المستشفيات ويقف على أحدث الأدوية لعلاج هذا المرض.

وقد عين مصطفى الديواني أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للطفولة 1980. وحصل على جائزة الدولة التقديرية 1983.

وبعد حياة حافلة توفي الدكتور مصطفى الديواني في 28 ديسمبر1993.