حوار| هاني أبو الحسن: هدفنا التسويق السياحي للمُنتج الثقافي

د.هانى أبو الحسن خلال حواره مع «الأخبار»
د.هانى أبو الحسن خلال حواره مع «الأخبار»

سيد على

الرواية والقصة فى الصندوق قريبًا

مع أنه كيان ليس جديدًا، وقد مضت من عمره سنون، إلا أن البعض لايزال يجهل دور هذه المؤسسة الثقافية الحيوية، ولا يعرف الكثيرون أهمية الأدوار التى يضطلع بها صندوق التنمية الثقافية فى مجتمعنا وحياتنا الثقافية والأدبية.

لذا جلسنا إلى الأكاديمى البارز د.هانى أبو الحسن رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، وكان - فى الأصل - أستاذ الإخراج السينمائى والمسرحى بآداب الإسكندرية، وقد استهدفنا التعريف بهذا الكيان الحيوى وأدواره فى ظل الجمهورية الجديدة، والأعباء التى يتحملها فى معركة بناء الوعى.

وإلى نص الحوار..

كيف ترى دور صندوق التنمية الثقافية في المرحلة المقبلة التى يجرى فيها ترسيخ دعائم الجمهورية الجديدة؟


بالقطع كلنا نعمل تحت هذه المظلة المهمة التى أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، والهدف الأساسى منها بناء الانسان وبناء الوعى، ونحن نعمل على ذلك من خلال تقديم فنون متميزة ترتقى بالروح، وتقترب من وعى الشباب وأذواقهم، ليبدأوا التعامل مع الوطن تعاملًا مختلفًا باعتباره بلدًا يحتويهم ويستوعب مواهبهم وخبراتهم وإمكانياتهم، والبدء فى التعبير عن ذاتهم وقضاياهم، وطرح مشاكلهم التى يعانون منها، وأيضًا التطرق الى الإيجابيات فى حياتهم اليومية، وطرح وجهات نظرهم، والتواصل مع المجتمع، من هنا تكون البداية، بذرة نزرعها من أجل أن نجنى ثمارها مع الأجيال الجديدة فى الجمهورية الجديدة، لتصبح أجيالًا مُقبلة على الحياة تحب هذا البلد، كل فنان نحتويه ونتيح له فرصة تقديم فنه، وتوفير الدعم والتوجيه والرعاية، فهذا دورنا نقوم به طوال الوقت، ونحاول أن نقدم مستوى فنيًا راقيًا وجيدًا يُمثل مرآة مصر الفكرية والحضارية من خلال فنانيها ومثقفيها وشبابها الواعد، وهذا مؤشر مهم جدًا من المؤشرات التى نعمل عليها، فنحن ندعم الشباب من الفنانين والمثقفين فى كل الاتجاهات، من خلال مراكز الإبداع والمهرجانات والمشروعات والمسابقات لخلق جيل جديد جنبًا إلى جنب مع كل مؤسسات الدولة التى تعمل على هذا الملف.


هل يمكن أن تقدم لنا كشف حساب عن جهودكم فى ملف بناء الوعى المصرى؟


بناء الوعى يحتاج الى سنوات عديدة من العمل، ومنذ توليت المسئولية منذ أربعة أشهر بدأت فى إلقاء الضوء على الصندوق ومشروعاته وأنشطته لجذب الشباب والالتفات إليهم، والشعور بأن هناك قيمة جديدة فى هذا المكان نحب أن ننتمى إليها، ونقدم من خلالها فنوننا وتجاربنا، ولن أستطيع حساب ذلك لأن معظم المشروعات التى نعمل عيها الآن جرى الإعلان عنها بعدما توليت وظيفتى بأسبوع، مثل ملتقى الأقصر للتصوير و«سنبوزيم» أسوان الدولى للنحت، وهذه مشروعات تُقام كل عام، ويأتى إليها فنانون من داخل مصر وخارجها، يلتقون فى الأقصر وأسوان لتقديم منتجات فنية على درجة ملحوظة من الرقى، وجرى إهداء عدد كبير من الأعمال النحتية، حوالى 300 عمل فنى، لمختلف الأماكن الحيوية مثل مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية، ومدينة الانتاج الإعلامى، وهيئة المجتمعات العمرانية، ووزارة المالية، وأيضا تجميل العديد من الميادين بهذه الأعمال كجزء من رفع الوعى.


وأين تشجيع المواهب الأدبية الواعدة من روائيين وكُتاب قصص وشعراء على خريطة الصندوق؟


أعترف أن هناك تقصيرًا فى هذا الملف، وبالفعل يوجد بيت للشعر لكن لا يوجد بيت للقصة أو بيت للرواية، وتعهدت منذ توليت وظيفتى وبتكليفات من الفنانة د.نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، أن أعمل على استعادة شخصية مراكز الإبداع ودورها الحقيقى، والتأثير فى المجتمع والقضاء على التداخل الكبير، فبيت الشعر يقدم شعرًا، وبيت العود يقدم عودًا، وبيت الغناء يقدم غناءً، ومراكز الابداع تقدم الابداع، والابداع له مفاهيم واضحة، وليس الإبداع فى إطلاقه، والصندوق ليس جهة إنتاجية كبيرة مثل البيوت الفنية، كالبيت الفنى فى الأوبرا، والبيت الفنى للمسرح، البيت الفنى للفنون الشعبية، الصندوق يكتشف المواهب الجديدة، ويعيد صقلها وتقديمها تقديمًا جديدًا مؤثرًا يجذب إليها انتباه الرأى العام، فتتعاقد معها الجهات الانتاجية الكبرى، وتنتج أعمالًا كبيرة، أما عن القصة والرواية فسيأتى دورهما فى الصندوق قريبًا.


وماذا عن مشروعاتكم الجديدة؟


لدينا خطة طموحة سننفذها بالتعاون مع كل المؤسسات العاملة فى الثقافة بمصر، ومع بعض البنوك لرعاية عدد من الأنشطة، وهناك خطة استثمارية لاستغلال بعض الأصول لإقامة مقهى ثقافى مُصاحب للمكان، جرت العادة أن القراءة والكتابة والإبداع تحتاج دائمًا الى أماكن تقدم المشروبات الخفيفة والطعام.

 

حدثنا عن الأماكن المؤهلة لذلك ؟

لدينا أماكن كثيرة مؤهلة بالفعل يجرى تجهيزها وطرحها للاستثمار قريبا بحيث تؤدى إلى إتاحة بيئة متكاملة للفنانين والمثقفين، كما نعد لتقديم البرنامج الشهرى للأنشطة الثقافية الفنية للصندوق باللغتين: العربية والإنجليزية للمرة الأولى اعتبارًا من برنامج هذا الشهر، ويجرى التنسيق مع المكاتب الثقافية المُعتمدة للدول الأجنبية فى مصر لانتقاء الأعمال الفنية والأنشطة المُحببة إليهم مثل «التنورة»، وخيال الظل، وفرقة الآلات الشعبية، و«الأراجوز»، وبعض الأفلام السينمائية، كل هذه الانشطة الجاذبة قمت بدعوة بعض الدبلوماسيين الأجانب لمشاهدتها خلال رمضان الماضى، واتفقنا على تنظيم زيارات لأفواج سياحية من هذه الدول من أجل التعاون وتنشيط السياحة، من خلال مشروع التسويق السياحى للمنتج الثقافى بتوجيهات وزيرة الثقافة حيث نعمل على تقديم أنشطة ثقافية وفنية سواء فى المواقع الأثرية لجذب السائحين للقدوم إلى مصر.