أسعار النفط تتأثر بزيادة مخاوف الركود الأمريكي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قال تقرير "ريج زون" النفطي الدولي، إن أسعار النفط انخفضت للأسبوع الثالث على التوالي، حيث تفاقمت المخاوف بشأن ضعف الطلب بسبب أحجام التداول المنخفضة، بينما استقر الخام الأمريكي وسط تجدد عدم الاستقرار بين المقرضين الأمريكيين الإقليميين والمخاوف من أن الاقتصاد يتجه إلى الركود، مشيرا إلى أن سلسلة الانخفاضات الأسبوعية هي الأطول هذا العام، حسبما ذكر جريدة الاقتصادية السعودية.

وأوضح التقرير الذي نشر أمس، أن علامات القوة في سوق النفط الفعلية تشير إلى أن عمليات البيع -التي تضمنت انخفاضا قصيرا ودراماتيكيا إلى أدنى مستوى في ختام الأسبوع منذ 2021- ربما كانت مفرطة، لافتا إلى تأكيد شركة "شل بي إل سي" أن السوق كانت في الواقع ضيقة للغاية.

ونقل عن شركة "بي في إم أويل أسوشييتس ليمتد" تأكيدها أن هناك سببا وجيها للشعور بالتفاؤل، مشيرة إلى أن صورة الطلب البناءة في الصين تأخذ مركز الصدارة مرة أخرى.

وارتفعت أسعار النفط في ختام تعاملات الأسبوع، لكنها تكبدت ثالث خسارة أسبوعية على التوالي ‏بعدما سجلت هبوطا حادا في وقت سابق من الأسبوع قبيل قرارات رفع الفائدة من ‏بنوك مركزية كبرى وبفعل مخاوف من أن تؤدي الأزمة المصرفية في الولايات ‏المتحدة لإبطاء الاقتصاد وتراجع الطلب على النفط.‏ وذكر التقرير أنه في الشرق الأوسط قال العراق إنه لم يبرم بعد اتفاقا مع تركيا يسمح باستئناف ما يقرب من نصف مليون برميل يوميا من صادرات النفط العراقية عبر البلاد، مشيرا إلى أن المواجهات بين بغداد وحكومة إقليم كردستان عطلت الشحنات من ميناء جيهان منذ أواخر مارس الماضي.

وأشار إلى أنه يتم تداول النفط الخام في ظل دوامة المعنويات السلبية وزيادة التقلبات والمخاوف الكلية والركود المادي في السوق وسوف تجعل التقلبات السعرية الخام أقل جاذبية للاستثمار بالنسبة لمستثمري الطاقة في هذه المرحلة، وسيظل في براثن استراتيجيات التداول المنتظمة.

وأشار التقرير إلى تعرض النفط لضغوط، حيث أثبتت التدفقات من روسيا أنها أكثر مرونة مما كان متوقعا، وذلك رغم تعهد موسكو بخفض الإمدادات وشبكة العقوبات الغربية المفروضة بعد الحرب في أوكرانيا، لافتا إلى تأكيد روسيا مرة أخرى التزام البلاد بمتابعة تخفيضات الإنتاج المعلنة.

من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن الاتجاه الهبوطي في الأسواق مدفوع بتجدد المخاوف من انتقال عدوى الأزمة المصرفية الأمريكية والأرقام الصناعية الفاترة من الصين، إضافة إلى تداعيات الناقلات المختطفة في مضيق هرمز وتراجع المخزونات الأمريكية وعدم وجود صفقة لإطلاق صادرات النفط الكردية، مشيرا إلى الوضع القاتم إجمالا للاقتصاد العالمي الكلي.

ويعقد تحالف "أوبك+" اجتماعا في شهر يونيو المقبل، وهو اجتماع موضع ترقب شديد بسبب الظروف الاقتصادية الدولية الحرجة والمعقدة ولبحث الرد على الانخفاض الحاد في أسعار النفط الخام وسط تلميحات من "أوبك+" على إقرار إلى مزيد من التشديد على أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن مزيجا من المخاوف المصرفية المتجددة في الولايات المتحدة والانكماش المفاجئ في أنشطة التصنيع في الصين أثار معنويات هبوطية، مضيفا أنه في حين أن مخاوف الركود هي أكثر من مجرد توتر في السوق هناك كثير من القضايا المتعلقة بجانب العرض التي قد تركز عليها الأسواق في النصف الثاني من العام الجاري.

وتتغلب مخاوف الركود والقلق بشأن النظام المصرفي الأمريكي على أي مخاوف بشأن العرض، ويأتي التراجع رغم تحرك "أوبك+" لخفض إنتاجها الجماعي بأكثر من مليون برميل يوميا.

وأشار التقرير إلى أن المعنويات سلبية في الوقت الحالي، حيث إن السوق في منطقة ذروة البيع، ولا تزال التوقعات التحليلية المستقبلية تظهر أن السوق ستكون في حال عجز خلال النصف الثاني من العام، ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وأدى تجدد التداعيات المصرفية الأمريكية إلى إثارة مخاوف من انتشار العدوى وتضخيم محادثات الركود في حين أدى الانكماش المفاجئ في أنشطة التصنيع في الصين إلى تراجع التفاؤل بشأن توقعات الطلب على النفط.

وأبرز التقرير حدوث ركود في التصنيع ونقل البضائع في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن النشاط في تلك الحقول يتراجع لستة أشهر متتالية، ما أدى إلى انخفاض استهلاك الديزل، وكذلك انخفاض استهلاك الكهرباء، لافتا إلى أن هذه الاتجاهات تشير إلى أن القلق بشأن الطلب على النفط في أحد أكبر المستهلكين -وأكبر منتج- ليس مجرد توتر في السوق، ولا توجد مخاوف من الانهيار المصرفي بعد ثاني أكبر انهيار للبنك منذ أزمة 2008، الذي شهد الاستحواذ على بنك فيرست ريبابليك من قبل جيه بي مورجان.

وأضاف أنه في غضون ذلك لا تزال مخاطر العرض قائمة، حيث لم يتوصل العراق وكردستان بعد إلى اتفاق يسمح باستئناف صادرات الخام من منطقة الحكم الذاتي، وأنه إذا هدأت مخاوف الركود في الولايات المتحدة في مرحلة ما، فقد يتم استبدالها بقلق بشأن العرض، ما قد يدفع النفط إلى الارتفاع.

من ناحية أخرى، أغلق خام برنت مرتفعا 2.80 دولار، أي 3.9 في المائة، عند 75.30 دولار للبرميل. ‏وزاد خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط 2.78 دولار، أي 4.1 في المائة، ليبلغ 71.34 ‏دولار للبرميل عند التسوية، وذلك بعدما تراجع على مدى أربعة أيام لأدنى مستوياته ‏منذ أواخر 2021.‏ وأنهى خام برنت الأسبوع منخفضا نحو 5.3 في المائة، بينما هوى خام غرب تكساس ‏الوسيط 7.1 في المائة رغم انتعاشهما الجمعة.‏ وقال دينيس كيسلر النائب الأول للرئيس لدى "بي.أو.كيه فاينانشال": "الخام يحاول ‏عكس الاتجاه النزولي في الأسعار في الآونة الأخيرة الذي سببه ارتفاع أسعار ‏الفائدة والمخاوف بشأن الركود، خصوصا في القطاع المصرفي.‏ ويرى بعض المحللين أن العوامل الأساسية في السوق الحاضرة أقوى مما تشير إليه ‏سوق التعاملات الآجلة.‏ وساعد تقرير أفضل من المتوقع للوظائف في الولايات المتحدة على تهدئة المخاوف ‏من حدوث ركود اقتصادي وشيك، كانت من ضمن أسبابها تجدد المخاوف ‏المصرفية ويتوقع المستثمرون على نطاق واسع أن يتوقف مجلس الاحتياطي ‏الفيدرالي -مؤقتا- عن رفع أسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية لشهر يونيو،‏ ولكن نشاط المصانع انكمش في الصين بشكل غير متوقع في أبريل مع تراجع ‏الطلبيات في ظل تأثر قطاع الصناعات التحويلية بضعف الطلب المحلي.‏ لكن توقعات بتخفيضات محتملة في الإمدادات خلال الاجتماع المقبل لمجموعة ‏"أوبك+" للدول المنتجة في يونيو قدمت بعض الدعم للأسعار حسبما قال ‏كلفين وونج محلل أول الأسواق لدى أواندا في سنغافورة.‏

من جانب آخر، انخفض العدد الإجمالي لأجهزة الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار سبعة هذا الأسبوع بعد ارتفاعه بمقدار اثنين الأسبوع الماضي وهو أكبر انخفاض منذ فبراير.

وأوضح تقرير بيكر هيوز الأمريكي الأسبوعي، أن إجمالي عدد الحفارات الآن أعلى بـ43 منصة من هذا الوقت في عام 2022، و327 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019 قبل انتشار الوباء.وأشار التقرير إلى انخفاض عدد منصات النفط بمقدار ثلاثة هذا الأسبوع، بينما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار أربعة، وجاء معظم الانخفاض من حوض بيرميان.

 

اقرأ أيضاً| هبوط مخزونات الوقود الأمريكية يدعم أسعار النفط