ضحايا الـ «أوفر دوز».. «شَدّة نفس» تنقل 3 مدمنين من الحلم إلى الموت

ضحايا المخدرات
ضحايا المخدرات

محمود‭ ‬صالح

‬لذة‭ ‬تأخذك‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬آخر،‭ ‬تُكون‭ ‬فيه‭ ‬سيد‭ ‬زمانك،‭ ‬والفارس‭ ‬الأول،‭ ‬والمحارب‭ ‬الذي‭ ‬استل‭ ‬سيفه‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يطيح‭ ‬ببلدان‭ ‬كاملة،‭ ‬لكنها‭ ‬لحظات،‭ ‬فقط‭ ‬لحظات،‭ ‬وتتلاشى‭ ‬اللذة،‭ ‬فيصبح‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬السيد‭ ‬عبدًا،‭ ‬والفارس‭ ‬جبانًا،‭ ‬والمحارب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يطيح‭ ‬ببلدان‭ ‬كاملة،‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يمسك‭ ‬بسيفه‭ ‬بين‭ ‬خفيه‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬لذة‭ ‬المخدرات،‭ ‬والتي‭ ‬تأخذ‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬رجالًا‭ ‬كانوا‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭ ‬ملء‭ ‬السمع‭ ‬والبصر،‭ ‬حتى‭ ‬ضربتهم‭ ‬وصاروا‭ ‬لها‭ ‬عبيدًا،‭ ‬ثم‭ ‬تمادوا‭ ‬في‭ ‬تعاطيها‭ ‬حتى‭ ‬أهلكتهم،‭ ‬وأودت‭ ‬بحياتهم،‭ ‬تفاصيل‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬توفيت‭ ‬بعد‭ ‬تعاطي‭ ‬جرعة‭ ‬مخدرات‭ ‬زائدة،‭ ‬ترويها‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭.‬

قالها‭ ‬الكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬محمود‭ ‬أبو‭ ‬زيد،‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬‮«‬البهظ‭ ‬بيه‮»‬‭ ‬في‭ ‬رائعته،‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬الكيف‮»‬،‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬موجهًا‭ ‬كلامه‭ ‬إلى‭ ‬الدكتور‭ ‬صلاح،‭ ‬يحيى‭ ‬الفخراني،‭ ‬‮«‬دا‭ ‬الكيف‭ ‬نزاهة‭.. ‬طول‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬جيبك‭ ‬تمنه‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬الجملة،‭ ‬يظنها‭ ‬المدمن‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها،‭ ‬ويدركها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وطأت‭ ‬قدماه‭ ‬أرض‭ ‬الإدمان،‭ ‬معللاً‭ ‬سبب‭ ‬إقدامه‭ ‬على‭ ‬التعاطي‭ ‬أن‭ ‬الكيف‭ ‬نزاهة،‭ ‬لذة،‭ ‬عالم‭ ‬خارج‭ ‬العالم،‭ ‬دنيا‭ ‬غير‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا،‭ ‬ومع‭ ‬أنه‭ ‬يعلم‭ ‬تمام‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأحاسيس‭ ‬لن‭ ‬تدوم‭ ‬إلا‭ ‬للحظات،‭ ‬وأن‭ ‬التعاطي‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬بدايات‭ ‬الموت،‭ ‬والهلاك،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يظل‭ ‬مصممًا‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬هذا‭ ‬الطريق،‭ ‬غير‭ ‬عابئ‭ ‬بنصائح‭ ‬المئات‭ ‬ممن‭ ‬حوله‭ ‬بأن‭ ‬آخر‭ ‬الإدمان‭ ‬الموت،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نجده‭ ‬واضحًا‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬المدمنين،‭ ‬الذين‭ ‬انتهى‭ ‬بهم‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬الموت،‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬شَدة‭ ‬نفس‮»‬‭.‬

مسن‭ ‬منشأة‭ ‬ناصر

اقترب‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬عادل‭ ‬زغلول‮»‬‭ ‬من‭ ‬الـ‮٦٠‬‭ ‬عامًا،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السن،‭ ‬أصبح‭ ‬مثار‭ ‬سخرية‭ ‬ومثلا‭ ‬سيئا،‭ ‬يمشي‭ ‬ببطء،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬يظن‭ ‬البعض‭ ‬واقفًا‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬الضعف‭ ‬الذي‭ ‬أصابه‭.‬

هذا‭ ‬الرجل،‭ ‬يحكى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬شابًا‭ ‬يافعًا،‭ ‬لكنه‭ ‬بين‭ ‬لحظة‭ ‬وأخرى،‭ ‬انجرف‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬المخدرات،‭ ‬وأدرك‭ ‬لذته،‭ ‬وهام‭ ‬فيه،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬فيها‭ ‬بتعاطي‭ ‬مخدر‭ ‬الحشيش،‭ ‬كان‭ ‬يوميًا‭ ‬لا‭ ‬يكف‭ ‬عن‭ ‬تعاطيه‭. ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬صار‭ ‬بين‭ ‬أقرانه‭ ‬لقبه‭ ‬‮«‬الحشاش‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬المسن‭ ‬عاش‭ ‬حياة‭ ‬شبه‭ ‬غريبة،‭ ‬يتزوج‭ ‬ويطلق،‭ ‬يظهر‭ ‬مرة‭ ‬ويختفى‭ ‬مرات،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬عرفه‭ ‬أهالي‭ ‬منطقته،‭ ‬وتقبلوه‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المؤسف‭.‬

كان‭ ‬‮«‬عادل‭ ‬زغلول‮»‬‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬منشأة‭ ‬ناصر،‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬عمل‭ ‬محدد،‭ ‬مرات‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الموسكي‭ ‬والحمزاوي،‭ ‬ومرات‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬حقائب‭ ‬الشنط‭ ‬داخل‭ ‬منشأة‭ ‬ناصر،‭ ‬ومرات‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬ورش‭ ‬الجلود‭.‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجال‭ ‬ينبأ‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬مكافحًا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬لسبب‭ ‬واحد،‭ ‬أن‭ ‬يتقاضى‭ ‬ليشتري‭ ‬بما‭ ‬يتقاضاه‭ ‬مخدرات،‭ ‬والتي‭ ‬عنده‭ ‬أصبحت‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬الأكل‭ ‬والشرب‭.‬

أربعون‭ ‬عامًا‭ ‬و»عادل‭ ‬زغلول‮»‬‭ ‬يتنفس‭ ‬مخدرات،‭ ‬ولا‭ ‬يكف‭ ‬عن‭ ‬تعاطيها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬‮١٠‬‭ ‬سنوات‭ ‬لا‭ ‬يقوى‭ ‬على‭ ‬العمل،‭ ‬ولا‭ ‬يطيقه،‭ ‬فجلس‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬هائمًا‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬المعونة،‭ ‬ويأخذ‭ ‬ما‭ ‬يتفضل‭ ‬به‭ ‬عليه‭ ‬الأهالي،‭ ‬ليشتري‭ ‬مخدرات‭. ‬

الأحد‭ ‬الماضي،‭ ‬قبل‭ ‬آذان‭ ‬الفجر،‭ ‬وأثناء‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬يتناولون‭ ‬عشاءهم،‭ ‬كان‭ ‬‮«‬عادل‭ ‬زغلول‮»‬‭ ‬يمشي‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬وبدا‭ ‬عليه‭ ‬مظاهر‭ ‬الإرهاق،‭ ‬عيناه‭ ‬مغلقة‭ ‬لا‭ ‬يقوى‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬فتحها،‭ ‬وتحتها‭ ‬سواد‭ ‬من‭ ‬تراكمات‭ ‬سنوات‭ ‬الإدمان،‭ ‬يتسند‭ ‬بيديه‭ ‬على‭ ‬الحوائط‭ ‬والجدران،‭ ‬حتى‭ ‬دخل‭ ‬عقار‭ ‬مهجور،‭ ‬وسقط‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬مغشيًا‭ ‬عليه‭.‬

تحرك‭ ‬من‭ ‬شاهد‭ ‬دخوله‭ ‬العقار‭ ‬خلفه،‭ ‬فوجده‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬ولا‭ ‬يقوى‭ ‬على‭ ‬الحركة،‭ ‬حاول‭ ‬إسعافه،‭ ‬لكن‭ ‬كانت‭ ‬سُبل‭ ‬النجاة‭ ‬قد‭ ‬انقطعت،‭ ‬وصعدت‭ ‬روحه‭ ‬إلى‭ ‬بارئها،‭ ‬حينها‭ ‬تم‭ ‬إبلاغ‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية،‭ ‬والتي‭ ‬حضرت‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬ونقل‭ ‬‮«‬عادل‭ ‬زغلول‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى،‭ ‬وهناك‭ ‬تبين‭ ‬وفاته،‭ ‬وأكد‭ ‬تقرير‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬أن‭ ‬الوفاة‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬تعاطيه‭ ‬جرعة‭ ‬مخدرات‭ ‬زائدة،‭ ‬والتي‭ ‬عاش‭ ‬عليها‭ ‬ومات‭ ‬عليها‭.‬

شاب‭ ‬المرج

من‭ ‬مسن‭ ‬منشأة‭ ‬ناصر،‭ ‬إلى‭ ‬شاب‭ ‬المرج‭ ‬ثمة‭ ‬قصة‭ ‬بدايتها‭ ‬مشابهة،‭ ‬ونهايتها‭ ‬واحدة،‭ ‬الفرق‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬مسن‭ ‬منشأة‭ ‬ناصر،‭ ‬أكل‭ ‬التعاطي‭ ‬على‭ ‬ظهره‭ ‬وشرب،‭ ‬لكن‭ ‬شاب‭ ‬السلام،‭ ‬لم‭ ‬يتحمل‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬يُكمل‭ ‬تعاطيه‭ ‬المخدرات،‭ ‬ومات‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬ريعان‭ ‬شبابه‭.‬

قد‭ ‬يظن‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬قصة‭ ‬وفاة‭ ‬مسن‭ ‬منشأة‭ ‬ناصر‭ ‬طبيعية،‭ ‬عجوز‭ ‬مات‭ ‬بعد‭ ‬تعاطيه‭ ‬المخدرات،‭ ‬وأي‭ ‬عجوز‭ ‬هو‭ ‬إلى‭ ‬الموت‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬المخدرات‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬استدلال‭ ‬ناقص،‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬افتراضية‭ ‬العمر‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬سبب‭ ‬تدهور‭ ‬الصحة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شاب‭ ‬المرج‭ ‬هو‭ ‬الآخر،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬ريعان‭ ‬شبابه،‭ ‬مات‭ ‬بسبب‭ ‬جرعة‭ ‬مخدرات‭ ‬زائدة‭.‬

حكاية‭ ‬‮«‬أحمد‭ .‬ر‮»‬‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬عمره‭ ‬‮١٣‬‭ ‬عامًا،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬دخل‭ ‬مجال‭ ‬سمكرة‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬الحرفيين،‭ ‬وعمل‭ ‬هناك‭ ‬صبي‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المحلات،‭ ‬وحرص‭ ‬والده،‭ ‬وهو‭ ‬الرجل‭ ‬الفقير‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقوى‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬ابنه،‭ ‬أن‭ ‬يعلمه‭ ‬صنعة‭ ‬تؤهله‭ ‬لأن‭ ‬يعيش‭ ‬من‭ ‬عرق‭ ‬جبينه‭.‬

في‭ ‬العمل،‭ ‬تعرض‭ ‬الطفل‭ ‬وهو‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬صغيرة،‭ ‬للصالح‭ ‬والطالح،‭ ‬وعن‭ ‬اقتناع‭ ‬منه‭ ‬دخل‭ ‬سكة‭ ‬الطالحين،‭ ‬وجرته‭ ‬صحبة‭ ‬السوء‭ ‬إلى‭ ‬التدخين،‭ ‬سجائر‭ ‬عادية،‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬الإدمان‭.‬

دخل‭ ‬الطفل‭ ‬سكة‭ ‬الإدمان‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬شابًا،‭ ‬وعمره‭ ‬تخطى‭ ‬الـ‭ ‬‮٢٨‬‭ ‬عامًا‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬طالباً،‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬يتعاطى‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬المخدرات،‭ ‬ولا‭ ‬يجد‭ ‬نوعًا‭ ‬إلا‭ ‬تعاطاه‭.‬

مساء‭ ‬الأربعاء،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬المنزل،‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬أبلغ‭ ‬أسرته‭ ‬أنه‭ ‬سيتأخر‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬لانشغاله‭ ‬مع‭ ‬صحبته‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬ما،‭ ‬لكن‭ ‬اقترب‭ ‬الفجر،‭ ‬ولم‭ ‬يحضر،‭ ‬حتى‭ ‬سمعت‭ ‬أسرته‭ ‬أصوات‭ ‬طرق‭ ‬على‭ ‬الباب‭ ‬مفزع،‭ ‬وعندما‭ ‬فتحوا‭ ‬وجدوا‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬لهم‭ ‬بأن‭ ‬ابنهم‭ ‬سقط‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬متوفيًا،‭ ‬وأنه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬إبلاغ‭ ‬الشرطة،‭ ‬والإسعاف،‭ ‬وجرى‭ ‬التحفظ‭ ‬على‭ ‬الجثة‭ ‬في‭ ‬مشرحة‭ ‬المستشفى‭ ‬حتى‭ ‬يتبين‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭.‬

كانت‭ ‬الأسرة‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬ابنها‭ ‬مدمن‭ ‬مخدرات،‭ ‬وكانوا‭ ‬متأكدين‭ ‬أن‭ ‬تقرير‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬سوف‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬وفاة‭ ‬ابنهم‭ ‬كانت‭ ‬بسبب‭ ‬تعاطيه‭ ‬جرعة‭ ‬زائدة‭ ‬من‭ ‬المخدرات،‭ ‬وما‭ ‬توقعته‭ ‬الأسرة‭ ‬حدث‭.‬

شقة‭ ‬البساتين

داخل‭ ‬شقة،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬البساتين،‭ ‬بعد‭ ‬منتصف‭ ‬ليل‭ ‬القاهرة،‭ ‬كان‭ ‬الغمام‭ ‬يملأ‭ ‬أرجائها،‭ ‬ورائحة‭ ‬الدخان‭ ‬تفوح‭ ‬منها،‭ ‬والمخدرات‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭ ‬أمام‭ ‬شاب‭ ‬يتعاطى‭ ‬بمفرده،‭ ‬‮«‬تصبيرة‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬يأتي‭ ‬أصدقاؤه‭ ‬ويتعاطون‭ ‬جماعة‭.‬

بعد‭ ‬ساعة،‭ ‬وصلت‭ ‬الصحبة‭ ‬غير‭ ‬الكريمة،‭ ‬طرقت‭ ‬باب‭ ‬الشقة‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يفتح‭ ‬أحد،‭ ‬حينها‭ ‬ذهبوا‭ ‬وظنوا‭ ‬أن‭ ‬صاحبهم‭ ‬قد‭ ‬خلا‭ ‬بهم،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنهم‭ ‬حاولوا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬الاتصال‭ ‬به،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يرد‭ ‬عليهم‭.‬

لكن‭ ‬بعد‭ ‬ساعة‭ ‬أخرى،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬حضر‭ ‬شاب‭ ‬ظنًا‭ ‬منه‭ ‬أنهم‭ ‬مجتمعين‭ ‬في‭ ‬الشقة،‭ ‬وظل‭ ‬يطرق‭ ‬على‭ ‬الباب،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬اتصل‭ ‬به‭ ‬سمع‭ ‬صوت‭ ‬هاتفه‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬الداخل،‭ ‬حينها‭ ‬توجس‭ ‬خيفة،‭ ‬وأبلغ‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية،‭ ‬التي‭ ‬حضرت‭ ‬على‭ ‬الفور،‭ ‬وتبين‭ ‬أن‭ ‬زميلهم‭ ‬قد‭ ‬توفي‭ ‬بسبب‭ ‬جرعة‭ ‬مخدرات‭ ‬زائدة‭.‬

حكايات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬دفاتر‭ ‬مدمنى‭ ‬المخدرات،‭ ‬بدايتها‭ ‬مشابهه‭ ‬ونهايتها‭ ‬واحدة،‭ ‬الناجون‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬المصحات،‭ ‬والباقين‭ ‬إما‭ ‬لفظوا‭ ‬أنفاسهم‭ ‬أو‭ ‬ينتظرون‭ ‬تلك‭ ‬النهاية‭ ‬المحتومة‭.‬

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 4/5/2023

اقرأ أيضًا : لتوفير أجواء آمنة للطلاب.. انتشار أمني بمحيط المدارس لتأمين الامتحانات