قصة قصيرة للكاتبة الدكتورة ميرفت محرم بعنوان: مشاعر غير معلنة

 الدكتورة ميرفت محرم
الدكتورة ميرفت محرم


كم هى قاسية الأقدار التي تجلد واقعي بسياط التمرد، بعد حمل دام تسعة أشهر كاملة، يرفض الجنين الخروج لدنيانا.

على باب غرفة العمليات أخال زوجى الحبيب يروح ويجئ كبندول ساعة يترقب لحظة خروج الطبيب مهنئا بقدوم سعيد، هكذا اتفقنا علي تسميته لتكتمل به سعادتنا السعادة التي حرمنا منها بسبب مشاعر الرعب التي سكنت قلب جنيني وجعلته يفضل هذا السجن الذي يحتويه، على عالم أكثر رحابة من الذى يعيش فيه، وكأن أنوار الدنيا تمثلت له أشباحا أشد قسوة وضراوة من ظلمة ليله الطويل.

شعرت بأن وهني يعجل بنهاية حلمي, جففت أدمعي, استجمعت قواي ورحت أهدئ من روعه، إلا أن النور الساطع منه على جهاز السونار كشف لى الأحداث المنقوشة على جدران مشاعره، عصابات تسرق أعضاء الأطفال, كهوف الرعب تمتلئ بعتاد وذخائر, حروب وصراعات, دمار وتشرد.

أشفقت عليه، انبعث من قلبي تيار الحب، فتكور أكثر معانقا الحبل السري، همست بحنو الجنون بعينه أن تصبر على سجنك الأبدي، لاتهرب من واقعنا، فلتكن شجاعا، لن يتغير الواقع دون وجودك فيه ومقاومتك له.

ثلاثون عاما مضت على حديثى إليه، إلى أن أثمرت أشجار الصمت الآن، خرج الصباح من عرينه إطلالة الأمل تشرق على وجهه، حاول أن يزرع كلماته، لكن الأرض القاحلة لا تنبت إلا الشوك وعلى شفرة من الحب مضى مسفوك الحلم.