قلم على ورق

محمد قناوي يكتب: رائعة «كامل العدد»

محمد قناوي
محمد قناوي

خلال الأيام القليلة الماضية تابعت على منصة «شاهد» للمرة الثانية حلقات «كامل العدد» الذى تقوم ببطولته دينا الشربينى وشريف سلامة، حيث تابعت حلقاته لأول مرة خلال النصف الأول من رمضان، وفى كل مرة تابعته أشعر بمتعة الكوميديا التى تعتمد على المواقف المتباينة والطريفة بين أبطاله رغم أنهم ليسوا كوميديانات، والذين غيروا الكوميديا من كونها وجبة خفيفة إلى مائدة دسمة، تناقش فى 15 حلقة ممسوكة الإيقاع، غنية بالأحداث، دون حشو أو مط أو تطويل، قضايا اجتماعية وحياتية حقيقية، أزمات الحب والزواج والطلاق، علاقات الأبناء والآباء والأجداد، والأحفاد، مشاكل الأبناء والمراهقين، الصداقة والمحبة على كافة المستويات، ليقدم المسلسل نموذجا للدراما الحقيقية وأن الكوميديا ليست تهريجا أو إيفيهات، وأن الدراما التليفزيونية عمل جماعى بعيدا عن سطوة النجم الأوحد.    

رغم أن فكرة المسلسل ليست طازجة، فسبق تقديمها فى أكثر من عمل فني، ولكن «يسر طاهر ورنا أبوالريش» قدمتا سيناريو عصريا، وكتابة كوميدية واعية جدا بقدر كبير من التلقائية والبساطة والذكاء والجودة، بداية من الحوار، ومرورا بخط سير الأحداث والخطوط الرئيسية والفرعية، وحتى النهاية، فقد نجحتا فى خلق معالجة متمكنة بشخصيات غاية فى الجمال، ملائمة للعصر وجعلوا من كل شخصية لحما ودما بانفعالات وبدوافع واقعية لدرجة التصديق دارت أحداث الحلقات حول دينا الشربينى «ليلى» ولديها 4 أبناء، أما البطل شريف سلامة «د.أحمد» ولديه 3 أبناء، ويلتقى هذا الثنائى ببعضهم مصادفة، ويقعان فى الحب، ويقرران مواجهة أبنائهما بالزواج وسيعيشان فى بيت واحد، وهذا القرار نتج عنه عديد من المواقف الطريفة، كما ناقش المسلسل قضايا مهمة بشكل خفيف وكوميدى.

كسبت دينا الشربيني الرهان، بعد أن خاضت مغامرة نجحت فيها بامتيار عندما قدمت نفسها بشكل مختلف وجديد وغير متوقع منها بعد تجارب عديدة فى دراما التشويق والإثارة، فاستطاعت أن تغير من جلدها الفنى.. أما شريف سلامة فهو فنان مغامر دائما كل عام لا يمكن أن تتوقع ماذا يقدم من شخصيات، وفى «كامل العدد» قدم أداءً كوميديا يعتمد على كوميديا الموقف فى المقام الأول، فقدم شخصية «د.أحمد» بخفة دم كبيرة، وجاء أداؤه طبيعيا وخفيفاً على القلب، كما جاء اداء الفنانين الكبار «أحمد كمال، إسعاد يونس، تميم عبده، ألفت إمام» غاية فى الحرفية والإتقان وأيضًا الفنانون الذين جسدوا باقى الشخصيات الشبابية قدموا أفضل ما لديهم بتلقائية وأريحية، حتى الأطفال والذين لولا وجود مخرج واع ما كان يمكن ظهورهم وكأنهم فنانون لهم سابقة أعمال، أما المخرج خالد الحلفاوي فيستحق أفضل مخرج كوميدى هذا العام لأنه قام بمهمته على أكمل وجه واستخدم كل أدواته بأفضل حال وحافظ على الإيقاع المشدود للحلقات طوال الوقت.