العثور على 47 جثة في 3 أيام.. واختفاء المئات في مقابر مجهولة

إرهابيون باسم الدين.. قبور جماعية في كينيا وراءها رجل دين مزيف

الكشف عن جثث الضحايا في قبور جماعية
الكشف عن جثث الضحايا في قبور جماعية

..مجازر جماعية، لم يستخدم فيها الجاني أى أسلحة إلا أنه نجح في السيطرة على عقول أتباعه، جردهم من معاني الحياة وقادهم نحو الموت بكلمات ساحرة وأفكار وهمية تدعو إلى الدهشة والصدمة، دفع الجاني مريديه إلى اختيار الموت بكامل إرادتهم، وللمزيد من السيطرة لم يتخذ هؤلاء الأتباع قرار الموت السريع بالانتحار ولكن امعانًا في الجهل قرروا الموت بالبطيئ للوصول إلى اوهامهم في العالم الآخر. 

على مدار الايام القليلة الماضية تناولت وسائل الاعلام الغربية تفاصيل مجزرة الجوع التي وقعت أحداثها بغابة شاكاهولا في كينيا بشرق قارة افريقيا؛ المجرم في تلك القضية ارتدى زى رجل الدين مدعيًا أنه قس يمتلك قدرات وأسرار خاصة لاختراق عقول أتباعه والسيطرة عليهم بأكاذيب وأوهام تتعارض مع كافة الأديان السماوية، ومع ذلك نجح في إيهام أتباعه بضرورة الموت للقاء السيد المسيح لتنتهي دروسه وعظاته بإكتشافات متتالية عن مقابر لجثث جماعية بعد تنفيذ أتباعه تعاليمه الشيطانية.

◄ ضحايا بلا عدد
حتى الآن ترتفع اعداد الضحايا يومًا وراء الآخر؛ ليحصد الموت العشرات أو المئات مما دفع السلطات الى فرض إجراءات حظر التجوال لإنقاذ المزيد من الضحايا بالإضافة إلى تعهد الرئيس الكيني باتخاذ إجراءات صارمة ضد مروجي عقيدة مميتة ومحاكمة القس المسئول.

بدأت الاحداث من قلب كنيسة «جود نيوز انترناشيونال» او اخبار سعيدة التي يرأسها القس المزيف ماكينزي نثينجي الذي أوهم أتباعه بضرورة اتباع طريقة مؤلمة وبطيئة للموت حتى يذهب أتباعه في النهاية إلى الآخرة ويصبحون على لقاء مع السيد المسيح، بالرغم من تلك الوعود الوهمية إلى أن فوجئ الجميع بعد فترة بوقوع حالة وفاة كل ساعة تقريبا خلال الايام القليلة الماضية في توقيت متقارب حتى اقتربت الوفيات من مائة حالة مؤكدة والاشتباه في المزيد بسبب حالات الاختفاء الغامضة، وفي كل لحظة تكشف السلطات العثور على عائلات كاملة أو جماعات لقوا مصرعهم بالموت جوعًا.

 

توالت المفاجآت لتعلن الشرطة العثور على المزيد من الضحايا يومًا وراء الآخر، وصرح تشارلز كاماو، رئيس التحقيقات الجنائية في ماليندي بشرق كينيا قائلا: «استخرجنا اليوم 26 جثة أخرى، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للجثث بشكل مخيف كل يوم، كما تم استخراج رفات 21 جثة في كينيا خلال التحقيقات وكذلك تم اكتشاف سبع حالات وفاة اثناء عمليات البحث وإتمام إجراءات اعتقال القس ماكينزي نثينجي ، الذي طلب من أتباعه تجويع أنفسهم من أجل لقاء المسيح لتعثر الشرطة على47 جثة في ثلاثة أيام فقط».

اقرأ أيضًا | الكنيسة أقدم كيان شعبي.. التفاصيل الكاملة لمؤتمر البابا تواضروس بالكاتدرائية

■ المضيفة الجوية الضحية بيتريس تشارليز

◄ جرائم سابقة
تحولت المضيفة الجوية بيتريس تشارليز وابنها ذو التسع سنوات إلى اشهر الضحايا في تلك الواقعة لتثير المزيد من الجدل فهى ضحية متعلمة، تميزت في مسيرتها المهنية كمضيفة جوية زارت اغلب دول العالم، انضمت قبل بضعة أسابيع إلى كنيسة ماكينزي وانتهى الامر بوفاتها جوعًا هى وابنها تحت رقابة والديها ممن شغلوا مناصب كبيرة في الكنيسة وشجعوها على الموت جوعا،

وكذلك استقالت شقيقتها من وظيفتها في الجيش للانضمام إلى الكنيسة واختفت دون أن يعلم احد ما اذا كانت ميتة أم على قيد الحياة.

تناولت الصحف قصة بول ماكينزي نثينجي الذي يرأس جماعة دينية مسيحية إنجيلية أسسها منذ عام 2003، واطلق عليها اسم «جود نيوز إنترناشيونال» وتسلل إلى عقول اتباعه ليقنعهم بضرورة الصيام الكامل عن الطعام حتى الموت لضمان المزيد من الايمان، وكشفت التقارير تعقب الشرطة للقس المتهم قبل 6 سنوات حيث تم اعتقاله في عام 2017 بتهمتى الإرهاب والتطرف بعد تشجيعه للعائلات بعدم إرسال الاطفال إلى المدارس مؤكدًا؛ أن الكتاب المقدس لا يدعو إلى التعليم أو يعترف به، والشهر الماضي ألقت السلطات الكينية القبض عليه مرة أخرى بسبب تجويع اسرة لطفليها ووافقت الشرطة على إطلاق سراحه بكفالة 100 ألف شلن كيني اى ما يصل إلى 700 دولار وفي العملية الاخيرة قام بتسليم نفسه بعد الكشف عن جثث ضحاياه ومن المنتظر محاكمته في مايو.

■ المتهم ماكينزي

◄ حظر تجوال
يؤكد مسئول الصليب الأحمر الكيني أنه تم الإبلاغ عن اختفاء 311 شخصًا ومعظمهم من كينيا لكن بينهم اعداد قليلة من تنزانيا ونيجيريا وبعضهم فقدوا منذ سنوات، بينهم 150 قاصرا في ماليندي، وتسببت الواقعة في صدمة ودهشة عالمية دفعت الرئيس الكيني وليام روتو للتعهد باتخاذ إجراءات ضد رجال دين الخارجين عن الحدود مثل ماكينزي وغيره مؤكدًا؛ انهم يرغبون باستغلال الدين للترويج لعقائد غريبة وغير مقبولة، وشبهه بالإرهابيين وهو ما دفع الحكومة للتأكيد على تشديد الرقابة على جماعات مماثلة قادت اتباعها للجريمة، وأعلن وزير الداخلية الكيني، كيثورى كينديكى، فرض حظر تجوال لمدة شهر كامل في ساعات الليل من المغرب إلى الفجر، ومنعت أى شخص من الاقتراب من المزرعة التي يمتلكها القس المتهم بالتزامن مع إجراء الشرطة عمليات تمشيط لكافة أرجاء غابة شاكاهولا، حيث يمر كل يوم وتزداد معه احتمالات وفاة مزيد من الأشخاص، وكشفت الشرطة أن 50 إلى 60% من الضحايا هم أطفال، وكشفت الشرطة ايضا انقاذ أرواح العشرات؛ حيث اجبرت ما يقرب من 40 شخصًا على إنهاء صومهم وتغيير خططهم كما اعتقلت  الشرطة 22 شخصًا قادوا الكثيرين للانتحار الجماعي تنفيذًا لتعاليم ماكينزي.