الجمهور استبدل حمو بيكا وشاكوش وكزبرة وعنبة بـ ويجز وبابلو وأبيوسف وعفروتو

«الراب» أزاح المهرجانات واعتلى عرش الأغنية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

لم تنجح موسيقى المهرجانات فى الصمود أمام الذوق العام للجمهور المصرى، ربما عامل الزمن والتطور الذى يطول كل شىء، كان حاسما فى عملية توارى هذه النوعية من الاغنيات، أو أن مطربى المهرجانات أنفسهم كانوا هم القشة التى قصمت ظهر البعير، فانساقوا خلف الأموال ونجحاتهم والحفلات كاملة العدد وأهملوا موسيقاهم وتركوها وحيدة أمام طوفان موسيقى الراب الصاخبة.. لتتربع موسيقى الراب على عرش اهتمامات المستمع المصري والعربى وتستحوذ على الشريحة الأكبر من الجمهور، وتستبدل أسماء مطربى المهرجانات كبيكا وشاكوش وكزبرة وعنبة  وعمر كمال وغيرهم بأسماء مطربي الراب كويجز وبابلو  وأبيوسف والجوكر وعفروتو ومروان موسى وكأن لكل موسيقى أسماء مستمدة منها.

◄ من أين أتت موسيقى الراب؟ 
◄ وكيف تخلى الجمهور عن موسيقى المهرجانات؟
◄ وهل تستمر موسيقى الراب أم أنها ظاهرة وتنتهى بعد وقت قليل؟

قبل البدء فى الرد على هذه التساؤلات علينا إلقاء الضوء على موسيقى الراب وكيف تطورت فى مصر إلى أن وصلت إلى القمة.

ازدهرت موسيقى الراب فى سبعينيات القرن الماضى فى أمريكا ومن ثم لاقت صداها هنا فى مصر فى تسعينيات القرن الماضى وحاول عدد من المطربين تقديم أغنيات للراب إلا أنها لم تلق الاهتمام الكافى من الجمهور آنذاك، ومع بداية الألفية الجديده بدأت الفرق الشبابية فى الظهور وأطلقت على نفسها، فرق الاندر جراوند مثل شارموفرز ومسار إجبارى وعمدان نور، ولاقت نجاحات كبيرة فى السنوات العشر الأولى من القرن الجديد وتطورت موسيقاها وأفرزت عدداً لا بأس به من المطربين، إلى أن ظهرت موسيقى المهرجانات وانفردت بالساحة الغنائية وتربعت على عرش الأغنية المصرية، حتى إن عدداً كبيراً من مطربى الموسيقى الكلاسيكية حاولوا مجاراة الأمر، فقدم عدد منهم أغنيات بطريقة المهرجانات ولجأ البعض لتقديم دويتو مع أحد مطربى المهرجانات.

ووصلت أغنيات المهرجانات إلى ذروتها فى عام 2020 مع انتشار كوفيد 19 واشتعلت مواقع السوشيال ميديا بمعارك مطربى المهرجانات ببعضهم البعض وحققت أغنياتهم أو - معاركهم - ملايين المشاهدات على يوتيوب.

ومن ثم خفتت أصوات هذه الموسيقى وصدحت موسيقى أخرى هى الراب لتعلن عن مرحلة جديده فى الفن المصرى.

البداية كانت من عند أحمد مكى والذى يلقب بالاب الروحى للراب المصرى والذى قدم عدداً من الأغنيات بطابع الراب ولاقت نجاحاً كبيراً مثل أغلى من الياقوت وعلى الناصية وقرن غزال، إلا أن الانتشار الحقيقى للراب كان فى عام 2019 مع ظهور عدد كبير من مطربى الراب دفعة واحدة مثل ويجز والجوكر ومروان بابلو ومروان موسى وعفروتو، وتصارع كل هؤلاء وتعاركوا - فنياً - على من يقود الراب المصرى.

ربما المصطلحات الجديدة التى صاحبت ظهور الراب هى ما دفعت الجمهور للانتباه لهذه النوعية من الأغنيات فبعد أن تابع الجمهور - خناقات - مطربى المهرجانات باتوا يستمعون إلى - الدس - أو - الدسات- بين مطربى الراب وهو مصطلح جديد يعنى أن كل مطرب يحاول - دس - النيل من خصمه بمصطلحات وجمل غنائية، وانتشرت هذه الدسات بين الشباب حتى باتت فى وقت ما حديث الشارع المصرى.

وحققت أغنيات الراب أرباحاً طائلة، حيث وصلت مشاهدات أغنية البخت لويجز إلى 164 مليون مشاهدة بمفردها على اليوتيوب ووصلت شهرته إلى جميع أنحاء الوطن العربى، وتم اختياره للغناء فى افتتاح كأس العالم قطر 2022.

د. محمد عبد الله عضو مجلس نقابة المهن الموسيقية والمتحدث الرسمى للنقابة قال: إن أغانى المهرجانت استمرت قرابة الخمس عشرة عاماً لأنها كانت لوناً جديداً لا يعرفه الشعب المصري، فقد اعتمدت على الموسيقى الصاخبة والأداء للمطرب مما جذب انتباه الجمهور حتى بدأ الاستياء والشكوى منها بسبب الألفاظ التى تقال وتغنى ومن ثم انصرف الشعب المصرى عنها كما كان متوقعاً.

اقرأ أيضًا | بعد تصريحات «حمو بيكا».. حسن شاكوش يوجه رسالة قوية لمهاجميه

وأضاف عبد الله أن الأغنية المصرية اتخذت العديد من الأشكال، فبعد الأغنية الكلاسيكية التى قدمها عبد الحليم وأم كلثوم وعبد الوهاب انتشر لون آخر والذى اعتمد على الجيتار الإسبانى والذى قدمه حميد الشاعرى فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى ومن ثم بدأت من بعدها  فى الظهور الفرق الصغيرة مثل فرقة المصريين وأيضاً الأصدقاء بقيادة عمار الشريعى.
وهذا يعنى أن أغنيات الراب سوف تحصل على فرصتها ومن ثم ستختفى ربما بعد 5 أعوام ربما أكثر وربما أقل، وهذا لأنها لا تحتوى على عناصر الغناء.

فهى موسيقى ثابتة وتقطيع إيقاعى وكلمات متغيرة، ولهذا يمكن لأى أحد أن يؤدى أغنية راب بسهولة لأنها لا تعتمد على خامة الصوت ولهذا لا يصنف فى النقابة مغنى الراب كمطرب إنما يصنف كمؤدى راب.. ويضيف: أعتقد أن الجمهور المصرى اتجه إلى الراب لأنه نوع جديد بمصطلحات مختلفة إلى حين ظهور موسيقى أخرى ولون آخر من الموسيقى.